قوة الحديث

بقلم/ إلهام الجعفر الشمري  

الفارق يتسع أو يصغر بينك وبين أي إنسان آخر من خلال طريقة حديثك واختيارك للكلمات. فليس كل ماتلقيه الشفاه يعبر في قناة العقل والقلب للأشخاص الآخرون. لهذا كان فن الحديث والكلام من أهم الفنون التي يجب أن يتقنها الانسان الناجح. وإتقان هذا الفن لايتطلب فقط قدرة على التعبير بل قدرة على تحريك الحوار وترقية مستوى الكلام من مستوى لآخر وإيصال دقيق للمعنى . هذه المهمات التي قد تبدو صعبة هي في الحقيقة درجات يمكن أن يصعدها أي شخص لديه طموح لأن يترك أثراً بين الناس.

فاختيار الكلمات يعني أنك قادر على فهم الشخص الذي تتحدث معه وأنك منصت جيد لما يقوله وأنك تحترم قيمه وأفكاره وأنك تريد أن تحدث في علاقتك معه فرق مهم وباق. واللغة في حد ذاتها هي من أجمل الأدوات التي تساعدك على ذلك ، وإن كنت لم ترى أهميتها مسبقاً فعليك أن تدرك ذلك الآن وتعمل عليه. فكثير من الناس تستخدم لغة عامية ولكنها راقية ولا تشعر السامع بالتقليل من شأن الحوار معه ، وقد يستخدم لغة فصيحة لكنها ثقيلة على القلب. لذلك المهم هو في انتقاء الكلمات بحسب المناسبة وبحسب الظرف المواتي لها.

ومن نقاط القوة في حديثك أيضاً اختيار الصمت في مواضعه واستبداله بلغة الجسد كالعينان واليدان ووضعية الجلوس أو الوقوف فكل تلك تصبح أدوات غير منطوقة لكنها تعبر عنك بالكثير فإذا ماأحسنت استخدامها قصرت المسافة بينك وبين الآخر ونوعت في أسلوب تعاطيك مع الحوار .
إن كل حركة تقوم بها قادرة على رسم لوحتك الخاصة التي سيعرفك الناس بها وفي العادة هي من تترك الانطباع الأولي في استكمال العلاقة من عدمها. وفي عصر السرعة لم يعد هناك صعوبة في التقاط الناس للإشارات من خلال الكلمات.

وعوداً لقيمة الحديث الذي تصدره كلماتك فهو أكبر ميسر لمهارة الإقناع سواء في نطاق العمل أو نطاق حياتك الخاصة وعلاقاتك مع الناس .

وفي تعريف بسيط لذلك فإنك تحمل بلسانك خارطة أفكارك وشكل سلوكك وشخصيتك وقوة منطقك أو ضعفه، وستلحظ ذلك في انعكاسه على محيطك العملي والعائلي والاجتماعي. سيزعجك نفور البعض أو قد تتسائل عن سبب اقتراب البعض منك . أنت تريد أن تصبح ممثلاً لنفسك ، قوياً في دفع المشاعر لتتواد معك، حيماً في توقيت الزمن اللائق بكل دقيقة تميز ترغب الوصول إليها. ستسقط منك كلمات محرجة أو ستغفل عن بعض التفاصيل التي يجب أن تضعها موضع الرقي والوسامة والثق في ذات الوقت فتحيكها الكلمات بطريقة أضعف مما تخيلت والسبب أن تشتت متعلق بيومك أو رأيك الخاص أو إحباطك استطاع أن يقود دفة حديثك نحو موت العبارات التي كان من المفترض أن تؤدي غرضها وتعود لك بالغنائم. لهذا كل مايعتريك من حالات وأمزجة نفسية خلال يومك بإمكانه أن يدمر كل ماعملت جاهداً للوصول إليه.

لكن الحديث يمكن أن يكون لصالح ماتريده خاصة وأنت مدرك تمام الإدراك بقوة لغة جسدك وأثر تحكمك في مدخلاتك العقلية من غضب أو إحباط أو توتر أو خجل أو ضعف . وستسآل نفسك كل مرة كيف لي أن أكون الشخص الذي يرغب الآخرون في الإنصات إليه.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
@elhamaljafar

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى