معاناة “أنا عارف”

بقلم/ فالح الصغير  

يرجى التكرم بوقف تداول “أنا عارف” الدالة على فقدان التوازن والجهل بمعرفة حقيقتها وأهميتها وتأثيرها لان اعلان المعرفة وهو عكسها يعني مزيداً من النتائج السلبية المتراكمة.. الرجاء التوقف عن استخدامها ولو مؤقتاً لمراجعة الحسابات لكشف الحقائق المؤلمة التي جعلت من يستخدمها لا يقف في الصفوف الأمامية ولا الوسطى.

“وأنا مالي!”..
لا تختلف كثيراً عن سابقتها المشار إليها أعلاه إذا لم تتفق معها في مواقف متعددة بطريقة تبدو بهدف واحد.. وهو ما يحسد شخصية لها تأثيراتها السلبية.. كما هي في تعاملها السلبي.. هروب من مسؤولية ولا مبالاة وتجيير الأخطاء على الآخرين في صورة من صور الانهزامية تحت شعار (وأنا مالي) التي تمتلىء في شخصية العديد من الناس بمختلف القطاعات وتتضح بشكل مؤلم.
هناك من لا يستطيع التخلص منها بل تمتد لتمثل سلوكه سواء في الحياة العملية أو الخاصة بين عائلته واولاده ووظيفته كل ذلك ينعكس سلباً على الانتاجية والعمل.
الكلمة منتشرة هي الاخرى على الألسن العربية بطريقة مزعجة يتم تداولها يومياً حتى تكاد تكون ملازمة يصعب على البعض القضاء عليها او التخفيف من حدتها.
عبارة مستهلكة بدون حساب حتى ان المتحدث يتحول الى (عالم ذرة) في تفاصيل التفاصيل بالعلم ذاته وهو لا يعرف شيئاً ، (أنا عارف).. تلك مشكلة يعاني منها العرب ولا يدركون أبعادها كل ذلك خوفاً من اتهامهم بالجهل. يعرفون كل شيء من الذرة الى الابرة.. تعاني (أنا عارف) من التكرار الممل في الأفواه العربية.

يقظة:
على من يملك القدرة لقذفها في أقرب مساحات شاسعة تطير في الهواء وتختفي، لا يتوفر دواء لعلاجها، الدواء في الذات نفسها بالتخلص التدريجي من (أنا عارف) و(أنا مالي) للخروج بنتائج ايجابية، وسلامتكم.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تويتر falehalsoghair
hewar2010@gmail.com

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى