الميثاق الغليظ

بقلم / مها خالد العزيز  

همسة لكل مقبل ومقبلة على الزواج ولكل اثنين ارتبطا أو مرتبطين بعقده..
يعقد عقد الزواج بين الطرفين بقبول كلاهما للآخر ليبدأوا حياة مشتركة جديدة.
وبإتمام قبولهم لبعض يرتبطوا برباط مقدس سماه الله سبحانه وتعالى بالميثاق الغليظ كما جاء في سورة النساء ( وأخذن منكم ميثاقاً غليظاً ) وذلك دلالة على قوة ومتانة هذا العقد الذي أبرم بينهم والذي يعسر نقضه كالثوب الغليظ الذي يعسر شقه أو تمزيقه
هذه القوة تضيفه هيبة ومتانةً وإجلال وتذكرنا بقوة الرباط وأن لايستهان به بنقضه لأتفه الأسباب.
فالزواج سكن ومودة ورحمة بين الزوجين .
فقد خلق الله سبحانه وتعالى آدم عليه السلام وخلق حواء من ضلعه زوجةً له ليسكن إليها وتسكن إليه وهكذا بدأت سنة الحياة فكلا الزوجين سكن للآخر وبهما تبدأ حياة جديدة ويخرج من أصلابهم الأبناء وتتكون الأسرة التي هي نواة المجتمعات وكلما كانت الأسرة قوية متماسكة كلما كان المجتمع قويا متماسكا والعكس بالعكس ورغم التأكيد على أهمية هذا الرباط وأن نقضه هو أبغض الحلال عند الله كما جاء بالحديث ألا إنه لوحظ في السنوات ألأخيرة تزايد حالات الانفصال والطلاق لأسباب عديدة ورغم اختلاف الأسباب كان من ضمنها أسباب ليست بذات الأهمية تكاد تكون أقرب لأسباب تافهة كالاختلافات المادية أو المطالبة بأمور غير ضرورية أو تمسك كلاهما برأي وعدم التنازل عنه مع عدم الالتزام بمسؤولياتهم وكان لتغير النظرة الاجتماعية لهذا العقد في جيلنا الحالي دور كبير في هذا التزايد فلم يعد عقد الزواج في نظرهم بذات الأهمية كما كان في الأجيال السابقة فالتغيرات الاجتماعية والزمنية السريعة التي نشهدها جعل الزواج كغيره من الأمور الأخرى بالحياة وجعل التخلص من هذا الرباط يكاد أسهل من ذي قبل لدرجة الاستهتار والتساهل في نقض العقد كيفما شاءوا لأي سبب كان وكأن ما يهمهم هو مصلحتهم الشخصية ومتطلباتهم بغض النظر عن النتائج المترتبة على ذلك القرار من تفكك الاسرة أو ضياع ألأبناء وما يتبعه من تبعات سلبية مادية كانت أم نفسية أو اجتماعية ونستطيع رؤية ذلك بوضوح في سلوكيات الابناء او الازواج بعد قرار الانفصال وللحد والتقليل من نسبة ازدياد حالات الانفصال قامت بعض المراكز الاجتماعية مشكورة بجهود تكافح به هذا الازدياد بعمل ندوات ومحاضرات تثقيفية للمقبلين على الزواج لتبين لهم قوة الرباط وأسباب النجاح في حياتهم الجديدة ولايقل أهمية
دور الوالدين في حياة الابناء شابا كان أم فتاة أن يبين لهم عمق العلاقة وكيفية إتخاذ القرار فعقد الزواج ليس نزهة بحرية قصيرة على ظهر قارب ونرجع وإنما هو عقد وميثاق غليظ لحياة مشتركة بين طرفين اتفقا أن يبدأ حياة جديدة بحلوها ومرها .

تعليق واحد

  1. ما شاء الله عليك تبارك الله يا استاذه دائما مميزه بقلمك كالعاده يا استاذه مها ومقال بالصميم يحكي حالنا اليوم للأسف الشديد اسأل الله ان ينفع بك ويسدد كل كلمه تكتبيها

اترك رداً على جابر الجابر إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى