كٌف عن الأحلام وكٌن واقعياً

بقلم / ابتسام الزهراني  

يظن كثير من الأشخاص أن اللجوء الى خيالهم والتوسع في الاحلام هو الهروب الصحيح من الواقع كي يحققوا إشباعا لم يستطيعوا تحقيقه .
وقد يصعب على البعض التمييز بين ما يعيشه في الواقع وما يحلم به ويٌخيل له , و تكمن صعوبة التمييز بسبب صعوبة الفصل بينهما لآن البعض لا يرغب بتاتاٌ في الفصل بينهما لأنه قد انصهر تماما في احلامه الوردية والبعض عنده الرغبة في الفصل بينهما لكنه لا يملك الأدوات الصحيحة.
أعزائي القراء . قبل ان نبدأ بشرح الأدوات الصحيحة المبسطة لذلك لابد علينا من معرفة مفهوم الخيال والواقع وكيفية التفريق بينهما !!
الحلم عند النوم أو الخيال عند الاستيقاظ : هي مجموعة من التخيلات التي يراها الإنسان فترة نومه وفي حال استيقاظه ومن أسباب هذه التخيلات هي دوافع ورغبات للعقل الباطني تظهر احلاما للشخص متقطعة وخيالات واهمة غير حسية وهذا ما يؤكد لنا بان الحلم والخيال يؤثر على الحالة الشعورية للإنسان..
أما الواقع : في علم الفلسفة تعني حالة الأشياء كما هي موجودة، وكما وجد حولنا، وما وجد فعلا في مقابل الخيال والوهم.
ومن أهم الفروق بينهما فإن حلم الاستيقاظ يستغرق فترة قصيرة جدا قبل الاستيقاظ منه او التفكير به مقارنة بالواقع الذى يستمر لمدة طويلة جدا عند مقارنته بالحلم والخيال.
وهنا سأذكر بعض الإرشادات والأدوات التي قد تساعد في الخروج من عالم الأحلام والخيال وأن نعيش بواقعية ايجابية وناجحة بإذن الله تعالى:
1- أول خطوة للتخلص من الخيال والعيش كشخص واقعي ناجح هي معرفة حقيقة الحلم والخيال بأنها مرحلة وقتية وان لحظاتها القصيرة ستنتهي إذا اصطدمت بأرض الواقع الحقيقي.
2- الاقتناع بحقيقة الواقع يجعلنا نتخلص من هذا العالم الافتراضي المؤقت.
3- الشخص الحالم لابد أن يعي أن أحلامه هي في عالمه الخاص فقط ولن يستطيع أن يحقق أماله وأهدافه في الحياة الواقعية.

4- لابد أن نعلم خطورة الاستغراق الشديد في عالم الخيال والوهم وأنه سيستهلك جزء كبير من الحالة النفسية التي قد تؤدي لكثير من الأمراض النفسية والجسدية.
5- وللخيال وقت الاستيقاظ فوائد قد تفيدنا عن طريق تذكّر تفاصيلها , ونتمكن من تكوين رؤية أوسع عن حلول لمشاكل قد وقعت لنا في الواقع ، ويسهل علينا حل مشاكلنا بسرعة تفوق التصور.
6- من أهم الخطوات بنظري عند اضطراب النوم وعم الانغماس في الحلم المزعج اللجوء دوائيا لأهل الاختصاص في ذلك ويرى الأطباء النفسيين أن الاستمرار على العلاج وعدم قطعه وبعد عدة أشهر سوف يستطيع التفريق بين الحلم والواقع.
7- من أهم الحلول الصحية قبل الخلود للنوم ممارسة الرياضة وتناول الطعام الصحي والنوم المعتدل الذي سوف يخفف من اضطرابات النوم والكوابيس المزعجة.
8- ومن أنجع الحلول هي تفريغ هذه الأحلام الشاردة إلى الكتابة وجعل هذه الأفكار والأحلام روايات مميزة وقصص مفيدة .
9– من أهم الأمراض التي قد يسببها الوهم ,والعيش بالأحلام والخيال الغير منطقي هي أن صاحبها سيصبح يعاني من العزلة عن الأخرين والانطواء على نفسه وقد تجده قليل الأصحاب وفي احدى المراحل قد يعاني من الصدمات النفسية واضطراب المزاج لأنه أصبح منفصلا عن احساسه بالواقع .

10 ترك الافتراضية والانتقال بواقعية لتحقيق أهداف الواقع للوصول للنجاح المحقق
11- الاقتناع بأن الأحلام التي لا نستطيع تحقيقها على أرض الواقع هي طاقات مهدرة مادياٌ ومعنوياُ .
وختاما
اعزائنا الحالمين والحالمات :
أدعوكم للعيش بالواقعية والكف عن الحلم والتفكير بتحقيق النجاح والحياة السعيدة وأن تعيشوا في الواقع وحان الوقت أن تستيقظوا لتحقيق احلامكم ,ولابد ان نقتنع جميعاً بأن لو كانت حياتنا هي مجرد حلم وخيال فلن نستيقظ منها ابداٌ , ولن نستطيع مواجهة الواقع ,إلا بالتحكم بهذه الأحلام الزائفة وننظر إلي الحياة من زاوية واقعية وتسخير هذه الأحلام لتكون واقعا وليس العكس.
إذ لا يعقل أن نمارس الحياة بنوع من الخيال , و المثالية الزائفة ونعيش في ظل الأوهام وننتبه أن لا يأخذنا الخيال والعيش في الأحلام من التفكير في هذه الحياة بواقعية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى