متكأ قلم .. ذكريات ستبقى ولحظات ستفنى

بقلم / ابتسام الزهراني  

يبقى عطر الذكريات عالق بك مهما اشغلتك زحمة الحياة, وأينما يممت وجهك في أنحائها تجدها أمامك بدون طلب منك , الجميل منها يبقى ذكراها تًنقش داخل أغشية القلب , والمؤلم منها تود لو سُطرت على ورق النسيان لتتطاير صفحاتها الهشة مع رياح الذكرى الباردة ,لأنه ماضي أليم نرفض عودته من جديد, فذكراه كانت تثير فينا الشجن والحنين.
“غريبة حال الذاكرة معنا”
للأسف تُسترجع لنا اللحظات المؤلمة بكل تفاصيلها الدقيقة أسرع من سرعة الضوء بدون استئذان
فما السبب ياترى؟
-هل لآن قلوبنا أصبحت مسكونة بالذكريات المؤلمة فتستحضر لنا دائماً لحظات الحزن وترفض أن تغادر مسكنها ؟
-أم إدمان العيش مع هذه اللحظات جعل شفائها ميؤوس منه؟
أعتقد السبب الحقيقي هو أننا فتحنا بكلتا اليدين الأبواب على مصراعيها لكل لحظة مؤلمة , واغلقنا كل منافذ السعادة والذكريات الجميلة
ما أود أن اصل إليه هو تأثير العيش في أجواء حزينة دائماً ,على الإنسان الذي يُسعد بالتعايش دائماً مع الأحزان ومازال حبيس لها ,تأثيرها السلبي سيكون عليه وعلى من حوله فتجده يصعب عليه التصالح مع الأخرين ويعتقد كل من حوله ضد مصالحه , لأنه نتاج ماضي تعيس ولحظات مؤلمة عاشها منذ الطفولة, واستحضاره للأحداث المؤلمة التي عاشها بكل سلبياتها, فلينتبه : فعواقب هذا المرض النفسي وخيمة, لأنه ستضيع حياته في الانتقام ورد الصاع صاعين لكل من يقابلهم وذكر علماء النفس في مثل هذه الحالات المريضة اتباع استراتيجية تغيير الماضي المؤلم يكون بيد صاحب المشكلة ونتائجها ناجحة حسب الدراسات العلمية .
اعتقد بآن كل لحظة مؤلمة تمر بك لابد ان يُكسر قيدها في وقتها, والمحاولة بعدم استحضارها ذهنياً والتصميم على نسيانها , وأيضاً الانتصار على اللحظات المؤلمة بوقف التفكير بها
لذلك مفهوم الانتصار الحقيقي هو الانتصار على ذكريات كانت سبباً لهذه الحرب الدائمة ضد حقيقة السعادة
إن طبيعة العقل البشري تستمتع باسترجاع اللحظات السعيدة أكثر من اللحظات الحزينة لذلك حتى نتخطى هذه المرحلة الوقتية
علينا أن نستبدل الذكريات المؤلمة بذكرى مٌبهجة, حكايات دافئة , لحظات حانية نبضت لها أرواحنا , وعلينا تكرار هذه اللحظات حتى يعتاد العقل الباطن على احتلالها في مسكنها العقلي
من الحلول الناجعة التي تخلصنا من اللحظات المؤلمة الانشغال بالأهداف الايجابية واسترجاع الانجازات ولحظات التفوق والنجاح حتى تبقى عالقة بالذهن لفترة أطول وقضاء وقت الفراغ بالبحث عن الأفكار الإيجابية.
والأهم عليك أن تتوقف عن تواجدك في اماكن تعيد لك اللحظات المؤلمة واستبدالها بأماكن كان لها علاقة بذكريات سعيدة تركت في ذاكرتك أجمل اللحظات.
وهناك حل جذري للتخلص من اللحظات المؤلمة هو أن تنضم الى الأشخاص الايجابيين وبقرب الأصدقاء الحقيقيين الذين يدعمون مسيرتك الحياتية و الذين يعلمون بمواطن قوتك فتجد منهم كل التحفيز والتشجيع ويعلمون بمواطن ضعفك فلا يستغلون ضعفك بل يسعون معك لتصحيحها , الحياة بقرب الأشخاص الايجابين لحظات لا تعوض بثمن لآن تبقى عطر ذكراهم عالقة بالروح فقد كانوا بقربك في كل لحظات السعادة التي قد قضيتموها سوياً
حتى تحتفظ بذكريات سعيدة ولضمان بقاءها في الذاكرة أطول وقت اجمع اوراق الذكريات بين طيات الكتب وفصولها وأيضا حولها إلى صور ذهنية جميلة تسترجعها عند تفكيرك بلحظات الماضي الأليم وابدأ بعد كل فترة بتمزيق أوراق الماضي المؤلمة, واجعلها متناثرة في مهب الريح لأنها أصبحت حمل ثقيل على الذاكرة وعلى مجلد الذكريات السعيدة
اتمنى منكم من الآن الاحتفاظ بالذكريات السعيدة و التخلص من اللحظات المؤلمة
لتكملوا رحلة الحياة السعيدة

‫3 تعليقات

  1. كلمات واقعيه ومعبرة جداً
    تسلم هالأنامل الذهبيه أستاذتي وبارك الله فيك
    بإنتظار مزيدك بشوق

اترك رداً على 00000 إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى