“جامل.. ولكن!!”

بقلم / رئيس التحرير : عبدالله العنزي  

المجاملة: لغة المجاملة هي فعل من أفعال الكلام الذي يلبي احتياجات الوجه الإيجابية؛ والوجه الإيجابي، بحسب براون وليفينسون، هي “الصورة الذاتية الإيجابية للشخص أو” الشخصية”، وتتضمن رغبة الشخص الكامنة من الآخرين في تقدير صورته الذاتية وتوكيدها.
وأصبحت المجاملة لدى البعض هي شيء ضروري في حياته اليومية، بل بعضها يتجاوز حدها الإيجابي ليصل لمرحلة غير مرغوبة وهي النفاق والذي يكون مُضر للشخص أكبر من نافع له ويرى خطأه صواب، واعتقد أن هنا لابد من أن يكون دور للمحيطين بالشخص بتوعيته بما يقوم به، أحد أصدقائي القدماء مما أنعم الله عليه، يقول “كان من ضمن الأشخاص المصاحبين لي رجل كل ما عملت عمل حتى لو كان بسيط وأنا أراه شيء عادي، وربما عملته بغير قناعة يصب علي من المدح وحُسن العمل وكأن ما قمت به أفضل مما عمل، حتى أنني ضقت منه؛ ولكن حياء مني لم أرغب بأن أجرح شعوره رغم إحساسي بالإحراج مرات كثيرة وأنا أعرف غرضه من وراء ذلك، وفي يوم وكنت مختصر بهذا الرجل ولم يكن لدينا أحد، فقلت يا فلان أنت صاحبي وأبي أطلبك طلب وما عمر طلبتك حاجة، قال أبشر أنت تأمر وطلبك أوامر، ومن هالكلام لين سكت بعد فترة، قلت أنا أنحرج من كثر مدحك ومجاملتك لي وأبي لا تمدحني قدام أحد وأعرف قدر معزتي عندك، قال أنت يا أخي قمة من التواضع وكثر من المدح حتى ظننت أنه لن يسكت، وكأن كلامي يقول زيد، وخلاص تعودت عليه وقمت ما عاد أهتم بما يقول، انتهى.
مرات المدح الكثير لشخص ما يصيبه بالغرور والكبر فتخسره رغم أنك من نفخ هذا البالون، قرأت قبل فترة مثل روسي (إذا أردت أن تمدح شخص فلا تكثر من مديحه فربما احتجت يوماً أن تذمه فلا تجد ما تذمه، به وإن أردت تذم شخص فلا تكثر من مذمته فربما أردت يوما أن تمدحه ولم تترك لنفسك مجال).
الوسطية بتعاملنا مع من حولنا أمر لابد منه، والابتعاد عن النفاق المجتمعي، وأن يعطى كل ذي حق حقه..
اللهم أبعد عنا النفاق والمنافقين وارزقنا بصحبةٍ ترشدنا على طريق الحق.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بقلم/ رئيس تحرير صحيفة درة
عبدالله العنزي.
تويتر: Abd123d1

‫2 تعليقات

  1. الوسطيه بتعاملنا وهي ماتسمى بالمداراة فن ندر ان يجيده البعض فإضافة ذرات من المدح يحوله لمداهنه والمداهنة رضيع المجامله الا ان المجامله قد تصاحبها محبة واعجاب اما المداهنة فهي تنفي تلكما الاخلاق لتصبح اغراق في اشباع النفس بما ليس بها والباسها ثوب الغرور ووزار الخيلاء
    بورك بالقلم وماخط من حكم وجزيتم الخير على ما قدمتم

    1. أضفتي استاذة هاجر فاتمتي شكرا لكرم مرورك استاذتنا الفاضلة والوسطية هي سر من اسرار نجاح الشخصية المعتدلة في ظل الافراط بين سلب وايجاب

اترك رداً على عبدالله العنزي إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى