رفقاء الروح

بقلم / وضحى العنزي  

تسير بناء الأيام في طرق متباعدة ، وتشغلنا الحياة بأمور نظنها لفترات طويلة من الزمن مهمة ومصيرية مابين عمل ، وأسرة ، ومجاملات اجتماعية نقوم بها أحياناً على مضض ، فنبتعد ودون أن نشعر عن الارواح التي تمدنا بالحياة ، ثم فجأة نجد أنفسنا نعاني من تعب نظنه في بداية الأمر جسدي وبعد رحلة بحث عن علاج – قد تطول أو تقصر – ما تلبث أن تتضح لنا حقيقة الأمر .
إنها ارواحنا التي افتقدت جلسائها الناصحين، وندمائها المخلصين ! إنهم رفقاء الروح الذين نكون بحضرتهم على سجيتنا دون تصنع أو تكلف .
إنهم المرآة التي ترينا ما خفي منا وما نحاول أن نخفيه بمجرد أن نقابلها .
إنهم اعيننا التي لا تخدعنا أبداً ، ولا تزيف أمامنا الحقائق ؛ لنرضى عنها.
إنهم شاطئ الأمان إن تلاطمت بِنا أمواج الحياة في أيامها العاصفة .
أنهم الحقيقة في زمن أصبح فيه كل ما يحيط بنا افتراضي . فلتحافظوا على الارواح الجميلة التي ترافقون ، وارتبطوا بها دائماً ، وابداً .
يقول الشاعر الباكستاني محمد اقبال في رائعته ( حديث الروح ) والتي غنتها كوكب الشرق أم كلثوم :
حديث الروح للأرواح يسري | وتدركه القلوب بلا عناء
هتفت به فطار بلا جناح | وشق أنينه صدر الفضاء
ومعدنه ترابي ولكن | جرت فى لفظه لغة السماء

‫7 تعليقات

  1. كثيييير افتقد جلسة الأصدقاء الرائعة الودية اللي كانت بينا و تبادل الكلام الأنيق و الضحكات المميزة لكل شخص بينا .
    كلامك عميق مرة في ريحة من جلسات الماضي مع اقرب الاصدقاء لنا ?❤️

  2. مااروع كلامك ابله وضحى فعلاً ان للأرواح ندماء وغذاء واجب علينا لها فبعض الاصدقاء والجلساء دواء لأرواحنا ❤️شكرا لك ابلتي

  3. فعلاً هناك في زوايا الحياة رفقاء للذاكرة والروح وربما النبض ! ،،،
    كثيرًا لامسني مقالك الرائع وتفشى بقلبي سريعًا وهذا يؤكد ان (ماكان من القلب يدخل القلب )
    شكرًا على احساسك وكلماتك العظيمة ??

  4. رغم كبر السن مرات نحن لزمن كان به لنا اصحاب وراحن فرقتنا الدنيا رغم صداقة عمر مع نتبخرت شوي شوي حتى نسينا بعض لايوجد في زمنا اصحاب

    1. مازالت غاليتي الدنيا جميلة وتستحق أن نعيشها بكل حب .
      التفتي يميناً أو يساراً فبكل تاكيد ستجدين جارةً أو قريبة جميلة الروح والمعشر تستحق أن ترافقيها.
      اشكر مرورك العطر أيتها الغالية ?♥️?

اترك رداً على نوال عواد إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى