متكأ قلم .. العلاقات إما الإخلاص أو الخلاص

بقلم / ابتسام الزهراني  

بناء العلاقات هي من أساسيات التواصل والتفاعل مع كل من يربطنا بهم علاقة مباشرة أو غير مباشرة في هذه الحياة.
بل هي أساس أي علاقات مثال على ذلك علاقاتنا مع زملاء العمل، او مع شريك الحياة ، أو مع مسؤول, وعلاقاتنا داخل الأسرة أو مع أفراد المجتمع بأكمله..

وتعتمد استمرارية العلاقات الاجتماعية السليمة على القرار إما العاطفي أو العقلاني
فإيهما ياتٌرى ينتصر ؟؟
القرارات التي يحكمها العقل أم القرارات التي ترتبط بالعاطفة
من المفترض أن يكون القرار الحكيم مبني في الغالب على قرارات العقل التي تصدر منه ,والأصح التي تٌبنى بعد المواقف لآنها ستكشف لك حقيقة علاقتك مع الأخرين فيظهر لنا تباعاً من بعدها كيفية التعامل مع الطرف الأخر ,و سوف تٌؤكد لنا أيضاٌ بان العلاقات الإيجابية( صحية ) تستوجب منا الإخلاص لها و هناك علاقات سلبية( مؤذية) يجب الخلاص منها فورا.ٌ
فجمال العلاقة الايجابية الصحية أنها تٌشعرك دوماً بالثقة والسعادة, وهي علاقة مٌريحة وداعمة نفسياُ لكلا الطرفين ايضاُ. .
العلاقة السلبية ( المؤذية) آثارها النفسية التي قد لا تبدو لنا بشكل ظاهري محسوس لكي نتخذ قرار الخلاص منها ولكن هي في الغالب احساس مؤلم مٌزعج على الجانب النفسي والعاطفي والسبب أنها تترك جرح غائر لا يشفى سريعاً ,ويصعب التعافي منها على المدى الطويل

ومن سلبياتها أنها تٌقيد حرية رأيك واحترامك لذاتك, وتجعلك تتصرف ضد قيمك , ومع الوقت تٌفقدك كرامتك فهي لاشك فيه مؤذية يجب الخلاص منها في أقرب فرصة.

قد يقول قائل بأننا لو تخلصنا من كل العلاقات المؤذية فلن يبقى لدي صديق وسأصبح بعدها شخص منعزل ومنطوي على ذاتي ودائم اشعر بالحذر واخشى من كل علاقة أو فرصة للتواصل مع الأخرين والأصعب أفقد الثقة بالأخرين , منطقياُ تأكد أننا اذا أصبحنا نفكر بحذر لن نخسر الأصدقاء ولا العلاقات مع الأخرين و سيكون حتماَ علينا قبل كل علاقة من تصنيف مكانة هذا الشخص والسؤال دوماً ما سبب وجوده بقربك , وستكون أكثر وعياً لآن هناك علاقات الاقتراب منها قد يُدمر علاقة الطرفين والسبب أنك أنت من تعطيه الفرصة أن يتمادى في أذيتك على حساب علاقة أنت تعلم أنها فاشلة الأركان منذ البداية وللأسف ستكتشف مع الوقت مجدداً انك جاملته أكثر من اللازم لذلك الخلاص منها واجب حتمي لسلامتك النفسية والصحية .

من التنبيهات المهمة أن تكون علاقتك مع الطرف الآخر مبنية على الصدق فإذا كان الشخص صادقاُ معك في قوله مخلصًا لك في كل المواقف ،و لا يُفصح لسانه بحديث غير الذي يفكر به بعقله أو يدور لك في قلبه فأنت معه في الاتجاه السليم من العلاقة لان الصديق الصدوق والشريك المخلص لن يخذلك يوما ولن يفكر في ايذائك ,وسيبقى بجوارك في السراء والضراء ,و لن ينساك من دعائه حتى ولو أبعدت كما الظروف ً
وأهم نصيحة في بداية العلاقات عدم إعطاء الآخرين مساحة للاقتراب منك للحد الذي لا تستطيع مع الوقت الخلاص منها فالعلاقات بين الطرفين لابد أن تٌبنى منذ البداية على قاعدة لا ضرر ولا ضرار.

ختاماُ أحبتي :
تمسكوا جيدا وعضوا عليهم بالنواجذ بمن تصدق مواقفهم قبل ألسنتهم ولا يغرنكم مظاهر الأشخاص الزائفة وابتسامتهم الصفراء ولا تضعفوا عندما تٌذرف دموع التماسيح وخاصة أمام الناس لأنهم لو كانوا صادقين لاكتفوا بها أمامك وحدكما , فانتبه أن تٌحسن الظن أنهم أنقياء السريرة فخلفها يكمٌن السمٌ الزعاف ,

كونوا بقرب الذين لن تندموا ً أنهم كانوا يوماُ بجواركم , وهم الذين منذ بدايتهم لم يبنوا علاقاتهم الاجتماعية بك على مصالحهم الفردية، ومع انتهاء هذه المصالح يتغير تعاملهم وسلوكهم جذرياً معكم ، ولا بد من بداية علاقتكم بالأخرين التعامل بالصدق والتعامل الصحيح الذي أمر به ديننا الإسلامي ، وخشية الله في علاقتك معهم , وأن يكون الحب والود في الظاهر هو نفسه في الباطن، فلا رياء ولا مواربة في التعامل
وهذا يتجلى لنا عندما نرى علاقات استمرت سنوات طوال ولم تنتهي ومازال يسودها الحب والوئام
ونتساءل ما سر هذه العلاقة ؟

السر حقيقةٌ يكمن بأن هذه العلاقة كانت صادقة خالية من الكذب والنفاق والمجاملة لذلك ستستمر كما بدأت ,وتأكدوا ان القرار العاطفي والعقلي لديهما لم ينفصلا يوماً فكان الصدق ثم الصدق سبباً حقيقياً لاستمرار هذه العلاقة الايجابية السليمة
لذلك فالإخلاص لها والتمسك بها أصبح واجباً على كلا الطرفين .

ويجب أن لا يغيب عنا دائما الدعاء والاستعانة بالله ان يٌسخر لنا القلوب الصافية والنقية ويبعد عنا المتلونين والمخادعين الذين ظاهرهم غير باطنهم. وأن يحفظنا من شرورهم .
وارفع أكف الامتنان دائماً لخالقي لله وحده في الأول والآخر بأنه رزقني صحبة طيبة صالحة ساندتني قلباُ وقالباُ في كل أحوالي وكانت معي خيرٌ مٌعين ضد صعوبات الحياة , وأنه ولله الحمد خلصني وحماني بلطفه من العلاقات المؤذية وبقي بجواري المخلصين الأوفياء.
فالإخلاص لها واجباُ والتخلص من غيرها أصبح حتميا.ً

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى