تنمية مهارات الشباب مشروع الكمامات القماشية أنموذجا

بقلم /سمير بن عبد العزيز العفيصان  

يعد الاستثمار البشري من أنجح وأذكى أنواع الاستثمار في المجتمعات، وخاصة استهداف التركيز على فئة الشباب في هذا النوع من الاستثمار، فالاستثمار في تنمية مهارات الشباب سمة تتميز بها المجتمعات المتقدمة، وإيمانا بذلك يحتفل العالم حاليا باليوم العالمي لمهارات الشباب، وخصص يوما دوليا للاهتمام بمهارات الشباب وتنميتها، فالشباب وقود المجتمعات، وهم عماد التنمية المستدامة بالمجتمع، ولا شك أن تنمية مهارات الشباب تبدأ من الاكتشاف ثم الرعاية والتدريب ثم التوظيف والتمكين، وهذا بالفعل ما حدث مع شباب وشابات أسر الجمعية المستفيدة ففي ظل جائحة كورونا الحالية قامت الجمعية بتدريب فتياتها على صناعة الكمامات القماشية من خلال عقد دورات الخياطة والتفصيل وتوفير ماكينات الخياطة لهم لتسهم بذلك في توفير سبل الوقاية للمجتمع من فيروس كورونا ويكون المشروع أيضا مصدر رزق لهم في آن واحد، وهو ما تتبناه الجمعية من توجه تنموي مع الأسر المستفيدة من خدماتها حيث وفرت الجمعية كافة السبل لتنمية مهارات شباب وشابات الأسر فمنحتهم القروض الصغيرة و المتوسطة لتمويل مشروعاتهم وأفكارهم التنموية من خلال الاقتراض من صندوق القروض التنموية “أجدى” ولم يتوقف دعم مشروعات هؤلاء الشباب وأفكارهم التنموية على منحهم التمويل والقروض اللازمة فقط بل قامت الجمعية أيضا بمساعدتهم على تسويق منتجاتهم في المعارض والأسواق المختلفة من خلال عقد الشراكات المجتمعية، وللجمعية دور رائد أيضا في اكتشاف مهارات أبناء الجمعية من الأيتام، من خلال إرسال استبانات استكشافية للأبناء، وعقد ورش عمل العصف الذهني لهم، وهو ما نتج عنه اكتشاف مهارات وقدرات 110 يتيما كانت لديهم مهارات القيادة والكتابة والإلقاء و الشعر، وتم رعايتهم وتدريبهم لاحتواء هذه القدرات رغبة في توظيفها في المستقبل لتشارك في تنمية المجتمع، وكان لبر الشرقية أكثر من تجربة في تنمية مهارات الشباب كفتح مجالات المنح الدراسية لأبناء الأسر، ودعم برامج التدريب والتأهيل وتنمية مهارات الشباب في التسويق والمبيعات وصيانة الجوالات وتنمية مهارات الشابات في الصناعات اليدوية و الحرفية والطبخ رغبة في تأهيلهم لسوق العمل ليقوموا بدورهم التنموي في مجتمعهم من خلال توظيف مهاراتهم وقدراتهم في نجاح أعمالهم، وحقيقة مثل هذه التجارب التي تقوم بها مؤسسة مجتمعية لا ربحية انطلقت إيمانا بأهمية دور مؤسسات القطاع الثالث في تحقيق التنمية المجتمعية، وتحقيق أهداف الرؤية الطموحة للمملكة 2030 وإيمانا أيضا بأن الشباب هم ركيزة أساسية في تحقيق هذه الرؤية وتنمية مهاراتهم وقدراتهم هدف نسعى من خلاله ليكون الشباب هم وقود التنمية المستدامة لمجتمعنا.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أمين عام جمعية البر بالمنطقة الشرقية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى