الاحترام إنسانية.. وحق للجميع بلا منازع

بقلم / مها العزيز  

قد نسمع مقولة صغيرة ولكنها ذات معاني كبيرة وهي ( احترم ،، لتحترم ) فعلاً نحتاج التذكير بأهمية الاحترام للجميع بمختلف نوعيات البشر وطبقاتهم فالاحترام واجب إنساني وسلوك تربوي وتعايش لمجتمع ناجح ويجب أن يشمل الجميع بدون استثناء لمهنة أو عرق أو نوع.
وتتباين المجتمعات وتختلف طبقات الناس فيه ومستوياتهم العلمية والعملية وتتسع دائرة المهن وتتفاوت من مهن صغيرة وحرفية وبسيطة إلى مهن ووظائف متوسطة ومرموقة ورفيعة المستوى وكل شخص يحصد نصيبه من الحياة وبما كتبه الله له وسؤالنا هل نحترم الإنسان في المجتمع لكونه إنسان أو نحترمه على قدر مهنته ووظيفته بالحياة؟
والإجابة الصحيحة والأكيدة هي الاحترام لإنسانية هذا الشخص وليس احترامه لكونه في منصب أو مركز عال.
ولكن للأسف يوجد البعض من الذين يؤمنون باحترام من يحمل المناصب والوظائف العليا ويستهترون بمن هم دونهم من المهن والوظائف الدنيا .
وقد حدثت حادثة قبل أيام قلائل فجع بها المجتمع واستنكرها ، ألا وهي طعن ثلاثة من حراس ألأمن بمجمع تجاري شهير بمدينة الدمام على يد شاب مستهتر وخلف الطعن إصابات مختلفة في أجسادهم لتبقى ذكرى لهم على الظلم والاستهتار بحياتهم من قبل ذلك الشاب ، ولله الحمد لم تكن هناك وفيات وحدثت هذه الحادثة على مرأى من زوار المجمع والذين دب فيهم الخوف والهلع وقد أخذ القانون مجراه وقبض على الجاني وسيأخذ عقاب ما اقترفت يداه ، وكان السبب كما تبين بعد الحادثة هو سؤال أحد الحراس لعائلة الشاب عن تطبيق توكلنا للدخول الى المجمع كما هو النظام المتبع … وبعيداً عن باقي التفاصيل فقد يعرفها الجميع .. الشيء الذي استنكره المجتمع هو الاستهتار بحياة من لا ذنب لهم سوى أنهم كانوا يؤدون واجب وظيفتهم ومحاولة إزهاق أرواحهم لولا رحمة الله ، والسبب أن بعض صغار العقول لا يعبر انتباهاً لمن يشغل الوظائف الصغيرة وينظرون لهم نظرة دونية واستحقار وكأنهم لا شيء بالحياة ولا يستحقون أي احترام ، حارس أمن كان أو حارسة أمن أو بائعة بمحل أو شخص يكد على نفسه بأي عمل بسيط وما هذه الحادثة المؤلمة إلا واحدة من أحداث يومية يمر بها أغلب من يشغل هذه الوظائف ففي مقابلة تلفزيونية لأحد الحراس ، قال بأننا نواجه يومياً فئات مختلفة من المجتمع ومنهم الكثير الذين لا يعيرونا أي اهتمام ويردوا علينا باستهزاء “يا سيكورتي” وكأنها مهنة مذلة ، وقصة أخرى حدثت بإحدى المحلات الكبرى للملابس وذلك في أحد أيام شهر رمضان المنصرم والمحل مكتظ بالزبائن وفجأة سمع صراخ لأحد الرجال وكان يطلب من الموظفة شيئاً معيناً ولكن طريقته الاستفزازية و صراخه شد انتباه من حوله وهي ترد عليه بهدوء بأن عليه الانتظار قليلاً الى أن تنتهي من العميل الذي قبله ، مما جعله يتمادى ويرفع صوته أكثر فأكثر وانتبه الناس على صراخ أقل ما يقال عنه الغير لائق وانكسارية نظرة البائعة وهي ترد عليه وتحاول جاهدة الإسراع لتلبية طلبه ، موقف غريب وصادم وقد ذهل الجميع من تصرف ذلك الرجل وقامت إحدى الموجودات باستدعاء المدير واشتكت على الرجل وقبل أن يصل المدير رفع الرجل الذي كان يصرخ بأعلى صوته على الموظفة كمامته التي قد كان انزلها وقت صراخه ولزم الهدوء خوفاً من موقف المدير ، لا هو احترم الشهر الذي فيه ولا هو راعى الموظفة بأنها امرأة يجب عليه أن يكلمها باحترام أو على الأقل بأخلاق ،، وفي الطرف الآخر إحساس الموظفة وهي تشكر من قامت باستدعاء المدير ، فكم من مواقف يمروا بها و يتغاضوا عنها من أجل أن يستمروا بعملهم قد لا يكون عندهم اختيار آخر وقد تكون عائلتهم تعتمد على هذا الراتب؟ ألا يستحقوا منا على الأقل حسن السلوك و الاحترام ؟ قصص تحدث يومياً ويعاني منها أصحاب الوظائف الصغيرة والتي أجبرتهم ظروفهم على العمل .
ونحن من منبرنا الإعلامي نسلط الضوء على كل من يعمل ويجتهد لكسب العيش بالحلال أياً كانت وظيفته فهو فخر لمجتمعه وليس عالة عليه ويستحق من مجتمعه الإحساس به كفرد نافع وله دوره ومكانته ، ونناشد الجميع أن نكون يداً واحدة بالمجتمع وأن ننشر ثقافة الاحترام والتقدير للجميع ولكل من يمتهن المهن الحلال ويكسب ويعول أسرته بالحلال بغض النظر إن كانت وظيفته صغيرة أم كبيرة ونخص بالذكر الشريحة الكبرى من أصحاب الوظائف الصغيرة والبسيطة الذي ينهضم حقها بسهولة والذين يحتاجوا لوقفتنا معهم بدعم نفسيتهم عن طريق ابتسامة نلقاهم بها ، أو القاء التحية عليهم ، وشكرهم على عملهم أشياء بسيطة تغير من نفسيتهم وتعزز ثقتهم في نفسهم فعملهم ليس بالبسيط بل هو شاق أيضاً فوقفتهم لساعات طويلة و مواجهة مئات المتسوقين بجميع نفسياتهم وتعريض حياتهم للخطر عند مواجهة بعض الفئات الغير سوية وجهودهم في استتاب الأمن وسلامة الجميع يجعل من عملهم شيئاً مهماً ومركزياً فلنا أن نتصور مجمع أو مركز بدون حراس أمن ماذا سيؤول حاله ؟ وكيف ستكون حالة الفوضى ؟ فلنقدر الجميع بلا استثناء ذكراً كان أم أنثى ، فهم أخوة وأخوات لنا أبناء وبنات وطنا الغالي وندعمهم بالاحترام ولا نحرمهم التقدير والشكر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى