الضيف الغالي.. يستعد بالرحيل

بقلم/ مها خالد العزيز  

شهر رمضان ضيفنا الغالي يستئذننا بالرحيل، كم إنتظرناه طويلاً وكيف مرت الأيام سريعة وهو الآن يلملم أيامه مستئذناً بالرحيل.
ونحن على عتبات العشر الأواخر منه ولا يفصلنا عنها إلا أيام قلائل، فما شهر رمضان إلا أيام معدودات.
وكما نستقبل رمضان بحفاوة وترحيب وسعادة، يحزننا رحيله وفراقه.
والسعيد منا من تشرب من رمضان وجعل جُل وقته للعبادة والذكر، والشقي منا من ضيع وقته في رمضان بتوافه الأمور.
فلنسأل أنفسنا هل استغللنا وقتنا فيه واستثمرناه كما يجب؟
هل بذرنا وزرعنا العبادات والطاعات فيه والذكر وقراءة القرآن لنحصد ثمارها الأجر والجنان والعتق من النيران بإذن الله؟
إن كان قد فاتنا ذلك في بداية العشر منه تقصيراً منا أو انشغالاً أو قصرنا أيضاً في العشر الأوسط منه، فلنتشبث بالعشر البواقي منه بكل ما فيها من ثواني ودقائق فإن فيها من الخير ما هو عظيم وفيها ليلة عظيمة هي ليلة القدر والتي هي خير من ألف شهر، فإن صدقت النية وأحسنت العمل واستثمرت وقتك كما يحب ربك ويرضاه، فتيقن بالنتيجة التي ترضيك مغفرة منه ورضوانا وفوزاً ونجاةً من النار.
رمضان أيامه معدودة وبركاته غير محدودة من صام فيه وقام إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه يجود الله على عباده بالبركات ولأولياءه بالمعطيات، تفتح فيه أبواب الجنان وتنزل البركات والرحمات، تجاب فيه الدعوات، ترفع فيه الدرجات وتغفر السيئات وتضاعف فيه الحسنات وتقال العثرات، شهر التسابق لأعمال الخير والطاعات، ولكل ليلة فائز فلله عتقاء كل ليلة.
فهل من تجارة رابحة أكثر من هذا؟
مغفرة، ورضوان الله، والعتق من النيران، والدخول من باب الريان والخلود بالجنان؟..
فلا تتراجع عن السباق فإن أبطأت في البداية فالنهاية هي العبرة.
وإن تثاقلت عن العبادة أو قصرت فتذكر من كانوا معنا برمضان الماضي وصاموا وقاموا وقد تطلعوا لصيامه هذا العام أيضاً، ولكن فقدناهم قبل مجيىء هذا الرمضان، ولانعلم كم رمضاناً قد بقى لنا؟
فلنقدر هدية الرحمان لنا فأيام رمضان وسويعاته مباركة ولا يجدر بنا تضييعها هباءً، ولنتريث من انشغالات الحياة قليلاً ونقبل بالطاعات فيه ونزيد وخاصة ونحن في العشر الأواخر منه فنحن أحوج من أن نتساهل في ضياعها، فلنحي العشر عبادةً وذكرا وطاعةً وقرآنا ونختمها بالدعوات.
تقبل الله طاعاتنا ودعواتنا وجعلنا من الفائزين بليلة القدر.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أ. مها العزيز.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى