الحياة ..هي ..( الأم )

بقلم / مها خالد العزيز  

( أم ) كلمة صغيرة تتكون من حرفين، سهلة بالنطق، عظيمة بالمعنى، شاملة للمشاعر تنتهي بحور الكلمات ولا يستطيع الوصف أن يعطي حقها من التعبير.

( ألأم ) أعلى مراتب تقدير المرأة وأعظمها، أيام قلائل تفصل بيننا وبين يوم اختارته بعض البلدان العربية ليكون إهداءاً وعرفاناً لعظيم دورها في حياتنا.

جنة الله في الأرض ، ملاك بين البشر، وصى بها الرحمن في آيات القرآن، والبر بها والإحسان إليها فرض إلهي، ورضى الرحمن من رضاها، وهي وصية الرسول صلى الله عليه وسلم في الأحاديث النبوية .

وإن قالوا عن المرأة بأنها نصف المجتمع فالأم هي المجتمع كله وهي أول مقامات الحياة، وأول مدارسه، وفيها قال أشهر شعراء العرب حافظ بن إبراهيم :

ألأمُ مدرسة إذا أعددتها
أعددت شعباً طيب الأعراقِ

فهي المدرسة الأولى بحق التي تعلمنا دروس الحياة وكيف نستقبلها وكيف نعيشها .

جعلت لها بعض بلدان العالم يوماً بالسنة ليحتفلوا بها وأسموه بيوم الأم وكل بلد يختلف في تحديده لذلك اليوم فهي أيام مختلفة كما تحتفل بها أيضا أغلب البلدان العربية في شهر مارس ويأتي هذا الاحتفال تقديراً لها ولتشييد بعظيم دورها بالحياة والأجدر أن لا يقيد هذا التقدير بيوم أو مدة زمنية محددة فكيف لنا أن نقيد سعادتنا بها في يوم واحد أو نستشعر الحياة ليوم واحد فقط ، فهي الحياة التي بها نسعد والسكن الذي به نحتمي والدفء في شتاء الحياة القارسة والظل في شمسه الحارقة هي سلوان النفس وقت عواصف ألأحزان وهي الإحساس بالصحة عند المرض والقوة عند الضعف هي كل شيء بالحياة وبدونها نحن بالحياة ولا شيء، فدعوتها سعادة الحياة ودمعتها حزن الحياة مهما قلنا وكتبنا وفعلنا فنحن مقصرين في حقها ولو خضعنا لها بجناح الذل كل يوم، فهي العطاء كله بلا مقابل وهي الإحسان كله بلا مقابل فهي لاتنتظر منا مقابل لأي شيء فحبنا لها يكفيها وابتسامتنا في وجهها ترضيها.

فالأم حتى وإن جحدتها لا تجحدك لأنك قطعة منها موفق من كانت أمه على قيد الحياة لأن جنته معه فلا يكفر بالنعمة ويجحدها بل يطلب رضاها ويكسب جنة الآخرة، ومن توفت أمه فلا ينسى أن يبرها فهي تنتظر دعاء ولدها الصالح لترتفع درجتها في الجنة ليحفظ الله أمهاتنا جميعا و يرحم ويغفر لمن مات منهم اللهم آمين.

وبإقرارنا لفضلها في حياتنا أليس من البخل أن نحتفل بها يوم واحداً فقط في السنة بين ثلاثمائة وخمسة وستين يوم؟

ألا تحتاج جنتنا الغالية أن نكرمها ونقدرها كل يوم

فأيامنا كلها لها وبدونها الأيام فقط أرقام وتواريخ .

حروف لغة الضاد
من الألف إلى الياء
وكل نبض قلبي من
الحياة الى الممات
لاتوفيك قدراً
ولا تكفيك حقاً
فعظيم شأنك وصية
نزلت بالقرآن.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى