شذرات أنثى .. التغيير معول ذاتك

بقلم / هاجر العتين  

فما تراه أنت ذو أهميه قد لا يراه غيرك ثانويا
يختلف الناس في رؤية قضية واحدة
السر ليس في العين وإنما في النظرة ! التي تقيم الحدث والنظرة تنبع من ذواتنا من تلك الروح التي بين جوانح الجسد تهيئ الشخص للقبول أو الرفض للقناعة او العزوف .
سواء سار على نفس الطريق أو أجبر على السير سواء كان الطريق يوصل لبر الأمان أو يورد صاحبه غياهب الجب
فالذات البشرية عميقة ومن الصعب الغوص في أسبار النفس البشرية، ماذا تريد وإلى ماذا ستصل ؟ وهل وصولها يبني امة أو يهدم أسرة.

فكل منا رؤية للواقع والمتغيرات المحيطة وكل رؤية تكون بمنظار الرأي ومدى البعد البؤري للقضية المطروحة والفائدة المجلوبة
يحكى أن :
أرسل تاجر كبير مساعده إلى دولة نامية ليرى إمكانية إنشاء مصنع للأحذية هناك، بعد شهر عاد المساعد بتقرير قال فيه:
سيدي: من المستحيل إقامة مصنع أحذية في هذا البلد، فالسكان بالأساس حُفاة ولا ينتعلون الأحذية، وفكرة بيع سلعة لا يستخدمها الناس تبدو بالنسبة لي فكرة مجنونة !
ارتأى التاجر أن يرسل مساعدة الآخر في ذات المهمة إلى نفس البلد قبل أن يحزم أمره، وبعد شهر أيضاً عاد المساعد الثاني بتقرير قال فيه:
إنّ فكرة إقامة مصنع أحذية في هذا البلد تبدو لي فكرة عبقرية، يمكننا بهذا تحقيق أرباح خيالية فلم يسبقنا إلى هنا أحد والناس يتألمون كونهم حفاة، ومن المؤكد أن يُقبلوا على شراء إنتاج مصنعنا بكثرة ! انتهت القصة

لا أبالغ إذ أقول أن هذه القصة تُلخِّص سرّ الحياة بأسرها!
طبعاً إذا ما نظرنا في عمقها لا في أحداثها وشخوصها، الأمر أكبر من مساعدَين أُرسلا في مهمة، وأبعد من مصنع أحذية وتاجر يريد أن يبدأ تجارة جديدة!

يختلفُ الناس في قضية واحدة اختلافاً بيِّناً، وهذا الاختلاف دائماً لا يرجع إلى القضية نفسها وإنما إلى النظرة التي ينظر كل فرد من خلالها إلى هذه القضية، لهذا كونوا على يقين أن مواقف الناس تجاه حدث ما لا تكشف طبيعة هذا الحدث بقدر ما تكشف طباع الناس أنفسهم !

نحن عندما نغيِّر نظرتنا إلى موقف ما، تتغير مواقفنا تجاهه وقد تنقلب رأساً على عقب !

في الجاهلية رثتْ الخنساء أخاها صخراً ردحاً من الزمن، وبكته بكاءً مُراً كاد أن يذهب ببصرها، ولم يكن أحد في جزيرة العرب يعرفها بأشهر من شعر رثائها وبكائها، حتى أنها حين وفدتْ على النبي صلى الله عليه وسلم شاهرة إسلامها، قال لها: ايه يا خُنيس، أنشديني من رثائك صخراً! ففي الجاهلية لا يوجد في الموت إلا الموت، هكذا كان ينظر القوم والخنساء معهم، ولكن الخنساء بكّاءة الجاهلية فقدت في القادسية أولادها الأربعة، فسجدت لله شكراً أن قدّمت لله فلذات أكبادها، إن الموت هو الموت، والفقد هو الفقد، ولكن عين الخنساء في الجاهلية ليست هي ذاتها عين الخنساء في الإسلام، فالإسلام العظيم حين نقل العرب تلك النقلة المذهلة لم يُغير الحياة وإنما غير نظرتهم إليها، ولما تغيرت نظرتهم إلى الحياة تحولوا من رعاة غنم إلى سادة أمم، ولهذا عندما وفد ربعي بن عامر على رستم كما ذكر ابن كثير في الجزء السابع من البداية والنهاية، سأله رستم: ما أخرجكم من دياركم؟ فقال له ربعي: جئنا لنُخرج الناس من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، فعين الجاهلي لم تكن ترى في الحرب إلا سلباً ونهباً وغنيمة أما عين المسلم فصارت تراها تعبيداً لطريق القرآن إلى قلوب الناس!
نعم نحن نحتاج أن نملك مهارة التغيير لوجهات النظر عند اتقاد البصيره ووضوح الرؤية والانسلاخ من التفكير المقيد المرتبط بالأشخاص والأحداث فالتغيير البناء ينبع من الداخل من هذه الذات التي تملك معول التغيير والقدرة على بناء ذاتها اذا كانت ذات رؤيه متقدمه للهدف من وجودها والغاية من خلقها وتملك العقل القادر على تطوير التخلف الفكري والرقي بتفكيرها لتكون صنعة الله في أرضه وخليفة العلماء فالتغيير ياسادة مطلب إنساني نبيل اذا كان هدفه الارتقاء بالذات والسمو بالاهداف كما هو حال الخنساء وكما قال ربعي بن عامر ولكن للأسف اصبح التغيير لدى بعض النساء ( النسويات ) الانسلاخ من حجابهن والستر بالتبرج والسفور من عقيدتهم فترى الحجاب حاجب للرؤية وترى الولاية طوق في العنق وترى القوامة قيد بالمعصم والبر والصلة فكر قديم وضعاف العقول منهن منذ أن ركبت السيارة للقيادة اعتقدت أن بيدها الريادة والخروج من عهدة الاهل وقوامة الزوج والاب والاخ الى احضان المجهول بشخصية مريضه ذات عقد نفسية وهذه الشخصيات لايمكن أن تقر بفشل إنما تبحث عن شماعة لكل خطأ تحدثه، و تكون كالسم الزعاف لفكر كل من كان حولها من الابناء والاتباع وذات أثر سيء على الناشئه فلا يخرج من مدرستها سوى متشبهات بالغرب لا دين يحمي ولا فكر يردع ولا هدف بناء وصدق الشاعر في الوصف :
كالعيس في البيداء يقتلها الظما والماء فوق ظهورها محمول
فالتغيير يامعشر النساء والتقدم لا خلف مقود سياره ولا القاء نقاب ولا سفرات دون اذن ولي وعلمه ولا اجتماعات وسهرات واختلاط وانفتاح ولبلوغ مناصب انما هو لباس تقوى واحتشام وزيادة في الخير ورفعة للدين وحفاظ على الامانه وتأدية المسئوليه التي وهبك الله اياها لتكوني مسئوله ومعول لبناء القيم وترسيخ المعتقد وفخر للوطن

واخيرا إن اردت التغيير :
قم بتغيير نظارتك القاتمه المشروخه لتنظر لواقع الحياة بما يعلو قيمتك ويكون لك ذكرا وحسن عاقبه فلا نحتاج أكثر من تغيير النظرة التي ننظر بها إلي مايزكي بها النفس

واعلم أن المكسب الحقيقي للأنسان عندما يواريه الثرى ويقال ونعم من كان ونعم ماغرس
قال تعالى:وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا ۝ فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا ۝ قَدْ أَفْلَحَ مَن زكَّاهَا ۝ وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا [سورة الشمس)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى