شذرات حنين

بقلم / هاجر العتين  

وأقبل رمضان وكان لنا أحبه …..
كان لي أب و أخ  في رمضان الماضي وكان صفاء العيش يغمر جوانب دارنا كان اللقاء بهم متعة الروح فكانت الروح تسابق أنفاسي كعداد السرعة حتى أصل إليه لأقبل قدميه وأقول له كل رمضان وأنت نور حياتي وخلال سويعات السفر التي كانت مملة لا يقطع مللها الا بنغمات صوت أختي الكبرى التي تتصل كل نصف ساعة وتسأل أين وصلتي ؟

وتخبرني ماذا أعددت لي على مائدة الإفطار وتسمعني تسجيل صوتي لابي يقول أين هاجر مالها طال غيابها هل سنراها كنت أقول لها عليه بالكلام ولا تخبريه إني قادمه لأني أعشق لمعة عينيه بالسعادة عندما يراني ‘ كانت تقول أبي لايتكلم كثيرا إلا لما يراك لا أحد يعرف كيف يضحكه ويجعله يسترسل بالحديث مثلك فأنت ساحرته لدرجة أنه يبقى بعد سفرك أيام لايتكلم ولو حاولنا تقليد صنيعك نفشل ويتركنا ويذهب لينام.وفعلا ياسادة ما أروعه من شعور عندما تعلم مفاتيح قلب والديك وطرق إدخال السرور إليهما .

فكنت أغوص في بحار فكره فيسرد القصص صدق من قال البنت سر أبيها و ما أجمله من شعور أن يكون لك شيخا كبيرا تعيش معه لحظات البر وحب لا يوصف كان لي شيخا كبيرا أجالسه وأنام وأنا أرقب سكناته وغفواته ارقب متى يكون جائعا أشعر بسعادة تغمر قلبي وانا اعد له مايعجبه من طعام اعيش سويعات التجلي اعيشها وانا اسرد له من قصص الماضي ومن بدائع ما صاغه العرب من أشعار ونثر وفن أعيش نشوة الانتصار عندما يسلم لي قلبه وعقله ويردد لي أبيات أتعمد بترديدها على أذنه ليعيد لي ترنمه بها وأذكر له معان من جمان التفاسير وروائع الذكر الحكيم وأكون في قمة الفرح عندما يصوب لي نطقا أو يحسن لي تلاوة كنت أعيش ياسادة بلوغ الريادة فأنا أعانق السحاب فخرًا إن لي أبا يهتم لأجلي ذات مرة رآني أبحث يمنه ويسره فسألني فقلت فقدت شاحن جوالي فلما استيئست منه يممت إلى فراشي لأنام استيقظ قبلي وسار بخطى متثاقله فوجد شاحن ملقى فأخذه وسار به نحوي يقول وجدت ما تبحثي عنه آه لكل عاق ويا أسفاه لكل من جعل ابواه أو احدهما تبيض عيناه من الحزن .

فقد يفوتك الكثير عندما يزف رحيل احد ابويك ولم تنعم ببرهما، الأبوان سماء تظلك والاخوات جناحان والأخوة سواعد والأهل عزوة، مات أبي بعد العيد رحل بعبادة وطاعة وتلاوة وذكر فعميت نور عيني وسلوة الفؤاد كنت ايمم بصري نكون تلك الساكنة بزاوية الغرفة أختي الكبرى التي كانت الأم والحنان والأمان النفسي، والقلب يقول آه ياهويجر لا تحزني فقد رحل أبواك وهذا قضاء الله ولله ما أعطي ولله ما أخذ. والخير في تلك العين الحنون والقلب الرحيم التي أكون في حضنها طفلة وكم يسعدني لما توبخني وتأمرني وأنا مربية الأجيال ومعلمة يشار لها بالبنان .

سافرت بعد أن ودعتها وانتقلت لعملي كانت تتواصل معي يوميًا تارة أرد وتارة أعطيها مشغول ولو يعلم الإنسان الغيب لاستكثر من الخير؛ ما وقع بقلبي أني سأحرم صوتها للأبد؛ كانت تهم بالسفر وكنت أحاول أن أثنيها وهي تقول الإنسان الذي لا يصل من وصله لاخير فيه. والمعروف أن تشارك الناس أفراحهم وأتراحهم فهو البر لوالديك والعاقبة في بنيك كانت نقطة اتصال بيننا وبين العالم الخارجي وعون الضعيف وسند المحتاج لايدخل بيتها غريب إلا أصبح قريب فكانت صمام أمان لكل من خاف وحلقة وصل لكل من قطع وروح أم لكل جحود وقلب رقيق لكل فاقد لعزيز.

كانت مواساة مؤدبه ويعشقها الطفل ويوقرها الكهل وعندما أسمع بكورونا وزيارتها للبيوت كنت أقول من سيكون فقيد كورونا في بيتنا .

ما كان يخلد في خاطري أن الرحيل لغاليتي أزف وأن رمضان هذا سيخلو من ترقب أبي ورنين جوالي بنغمات صوت أختي ولكن لنا في فقد الحبيب صلى الله عليه وسلم أجل عزاء والمصاب فيه أعظم على الأمه ( وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ ۚ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَىٰ أَعْقَابِكُمْ ۚ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا ۗ وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ (144)ونعلم أن من كان تاليا بالقرآن وخاتما له كأبي في كل ثلاث ليال في رمضان لن يحزنه الله.

ومن كانت رحيمة بالناس تلتمس لهم الأعذار وتعفو وتصفح كأمي لن يبخس قدرها عند الرب العدل. وكلي يقين أن من كانت رحما للغريب وأما للقريب ومواسية للمحروم وجامعة شعاث الناس على مائدتها ومصلحة ذات البين كأختي فلن يخزها ربها .
اللهم أنا فقدنا أحبة في رمضان هذا فاجعل جوارك خير من جوارنا وجعلهم في أمن وأمان ورحمة وغفرانا واطعمهم من موائد الصائمين عندك والحقنا بهم وأنت راض عنا .
اللهم اغفر لكل ميت فارق الأحبة وأحزن قلوب تعلقت بهم .
اللهم كن لتلك القلوب مؤنسا والبسهم لباس الصبر والسلوان ولتلك الأنفس العتق من النيران اللهم اسكنهم الفردوس الأعلى مع الشهداء والانبياء والصديقين وحسن أولئك رفيقا ، اللهم اصلح النيه والذرية واحسن الخواتيم واجعل رمضان علينا زيادة بالطاعات والبعد عن المعصيات وقربة لك وابتغاء رضاك ،اللَّهُمَّ أَهِلَّهُ علينا بالأمن والإيمان، والسلامة والإسلام، والعافية المجللة، ودفاع الأسقام، والعون على الصلاة والصيام وتلاوة القرآن، اللهم سَلِّمْنَا لرمضان، وسلمه لنا، وسلمه”

‫3 تعليقات

  1. نعم ولنا في فقد الحبيب أجل عزاء
    رحم الله والدينا واسكنهم الجنة
    الله اغفر للمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات

    1. حياك وبياك استاذتي عبق المحبة ولمسة الاخوة ورفيق الدرب نتشرف بتعليقك استاذة سعاد السالم الموجهه متقاعدة بمنطقة الاحمدي التعليميه ونعم الاستاذة والمربية والصديقه واطال الله بعمرك في طاعته

    2. نأمل من القارئ الكريم عذرنا للخطأ المطبعي
      في بدء المقال
      حيث الاصل بالقول كان لي أب وأخت فهما محور المقال شذرات الحنين وفقيدا القلب في عام ٢٠٢٠ م رحم الله موتانا وموتى المسلمين اجمعين وشكرا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى