قهوة الدرة .. كما هي نحبها

بقلم / وفاء السيف  

هل لديكم شك للقمر ابتسامة؟.. دائماً وصف جمال الابتسامة وأثرها تكمن في الوجوه بكل ما يتعلق به، ولكن عندما يرتبط ارتباط يتجاوز تأثير الابتسامة، يفوق جمالها الفعلي، عندما تلامس مشاعرنا بملامحها النادرة والمختلفة ولهذا الاختلاف عالمية وحصرية لفئة نوعية.

ذلك القمر له عينان بريقها رقيقاً شفاف يجبرك بلطفه مصافحة عيناه قبل يديه، يملك قلباً ملك جزيل الإحساس، شعور الحب بلا شروط وعطاء بلا حدود، معانيها ليست كما نعيشها نحن ونشعرها، بل يجعلك تخجل من كونك طبيعياً و شخصًا عادياً. ولديك محطات لكل العلاقات ألا هي !؟

كما هي نحبها متلازمة الداون أطفال تلك الفئه الجميلة، أصواتهم تميزهم بروح اللطف، حركاتهم فيها ايحاء قمرياٌ يضيء الأرجاء بهجتهم شفافة ترى ظاهره من باطنه لا ينافقك أو حتى يجاملك حقيقي الإحساس لا تزيفه عبارات، لذا تقبلها كما هي فلنرحم هؤلاء الأطفال بحسن المعاملة، فلنزرع بين أقرانهم وإخوانهم وأصدقائهم نبيل الأخلاق وصنع جميل الأفعال، فلنحسن بذوق التعامل معهم ولا نشعرهم بشفقة مكسورة، نكسر بها مشاعرهم، أطفال متلازمة الداون قرة أعيننا، نساندهم ونسعى لدمجهم في بيئة تحضنهم بحب وانتماء وتقدر ضعفهم وتثمن موهبتهم ، لله در كل أم رزقها الله مصاب متلازمة الداون وكذلك الأب والأسرة كلها، فهم في خير وعلى خير وعلى أجر عظيم، عندما تتفاعل مع أسرهم لا تزيدهم شقاء بعبارات وكان مصيبة حلة على الأسرة، بل على العكس أذكر عظيم الجزاء وأثر التضحية وما عند الله خيراً وأبقى، قال تعالى في كتابه الكريم (فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ ۚ أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعًا ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ).

ولنا في رسول الله(صلى الله عليه وسلم) قدوة حسنة،إن الصدقات ليست مقصورة على ما ينفقه الإنسان من ماله، فقط بل هناك صدقات معنوية تتمثل في حركات الإنسان وأعماله حيث قال صلى الله عليه وسلم (تبسمك في وجه أخيك لك صدقة)، لذلك كل من يشارك في ابتسامة أطفال متلازمة الداون ابتسامة خيرية أثرها عظيم وأجرها أعظم.

وما لسان حالهم يعبر أجمل ابتسامة وأنداها وما جمال محياهم كما يضيئ سماها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى