انتهت الصلاحية .. ارحل بصمت

بقلم / مها العزيز  

أصبحت بعض العلاقات في هذا الزمن سريعة التلف والتغيير تجاري الرياح في سرعة تغيرها بل وكأنها أصبحت أشبه بالمنتجات المصفوفة على أرفف محلات التسويق التي ما أن تنتهي فترة صلاحيتها فيصيبها التلف وترمى .
ليس هذا من وحي الخيال وانما واقع مرير اصبحنا نسمع عنه ونتعايشه ويستشعر آلالامه الكثيرين. فقد كثر خذلان الصداقة بين الأصدقاء.
تبدأ الصداقة بإختيار الصديق الذي يشبهك والذي تستشعر معه بالارتياح ويكون هو بئر لأسرارك وأهل لثقتك تكونان معاً في سواء في درب الدراسة او العمل تضحكان معاً وانتم تتذكرون موقفاً طريفاً او تذرفان الدمع لذكرى مؤلمة تتقاسمان السعادة والحزن وتواسيان بعضكما البعض تمر الأيام والسنوات وتتوسع دائرة الأصدقاء وتربط بين الجميع اخوة ومحبة جميلة ليأتي يوم وقد انتهى كل ذلك فجأة وبدون سابق انذار وتغير الصديق القريب ليذهب بعيداً وكأن الصداقة قد انتهت فترة صلاحيتها وتلفت ، وتم استبدالها بمنتج آخر أو بصداقة جديدة كما أسموها .
قد يكون أمر الخذلان في الصداقة بين الشباب بصورة أو أخرى مختلف وقعه على النفس عن الفتيات الأكثر تأثراً بهذا التغير الذي يؤثر سلباً على نفسيتهم وحياتهم ولمدة ليست بالقصيرة .
و قد سمعت وشاهدت عن قرب مدى تأثر بعض الفتيات بالتغير الفجائي الذي طرأ في صداقاتهن وعايشت مشاعرهن المتألمة المصطدمة بصخور النكران والخذلان مما حدث معهم او حولهم سواء من خلال تجربتهن الشخصية او من خلال تجربة من يعز عليهن من زميلاتهن واستغرابهم من ان يجحد من كان قريباً من النفس كل خير ومحبة ويبتعد بصمت ليس لشيء إلا لأنه وبكل بساطة قد أراد التغيير الى صداقة او زمالة جديدة متناسياً حتى ان يبرر موقفه لمن كانوا حوله ذات يوم ، وكأن الأشخاص والعلاقات ليسوا بالأهمية لديه .
غريب ان تصبح العلاقات الانسانية لدى البعض اشبه بمنتجات تستعرض وتستبدل وتغير بأخرى وبدون ادنى شعور أو احساس بالظلم الذي وقع وبأن هذا التغير الفجائي قد أدمى و كسر قلباً كان في يومٍ ما اعطاك ثقته .
أي علاقة كانت ان قابلها الخذلان فاحتفظ بكرامتك وارحل بصمت فمن استرخصك لا يستحق ان تنتظر له .
اجمل واقوى مافي العلاقات جميعها أساسها المبني على المحبة والثقة ، وان فقدت احدى هذه الأساسيات فاعلم انه قد انتهت فترة صلاحية العلاقة وبدون ان تطلب او تنتظر التبرير يصبح عليك لزاماً ان ترحل بصمت .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى