كن صادقاً مع نفسك

بقلم / مها العزيز  

نحن البشر اجتماعيين بطبعنا الذي فطرنا عليه فلا نحب العزلة الا في اضيق الحدود او عندما نمر بانتكاسات خارجة عن ارادتنا فتكون العزلة بمثابة تنقية للشوائب النفسية ضرورية لمسيرة الحياة .
نفس الانسان تستقبل وتتأثر بما حولها من مشاعر وحالات وظروف ويعتمد تأثرها على شخصية الانسان نفسه فصادق المشاعر يختلف عن الأناني وعديم الإحساس وأكثر من يتأثر هو المهتم ذو الاحساس المرهف والطيبة المتناهية .
أتذكر موقف أحدهم وهو يقص عليَّ كيف انه لا يستطيع رفض اي مساعدة تطلب منه حتى وان كان لا يعرف الشخص تماماً ولكن كان الأمر بوسعه ولو بمجهود فيحاول شتى استطاعته ان يعمل ذلك العمل ويقدمه للذي طلبه ، وكان كذلك في آخر مرة علمته درس قاس في الحياة فقد عمل أكثر من وسعه في مساعدة شخص لا يعرفه طلب منه بعض المساعدة في عمل معين كبير لا يعلم كيف ينفذه وسيكون لذلك العمل شأن خاص ، ولم يذخر الشخص وقتاً وقام من فوره مرحباً بتقديم المساعدة وكان معه الى ان تم تجهيزها، ولكن صُدِم بنكران الشخص له وذلك بعدم ذكر ما قام به او حتى شكره ، وكان ذلك من نكران الجميل والجحود وهو ان تكون مع شخص فقط الى ان تكون مصلحتك معه وعند إنتهائها تنسحب وكأنك لا تعرفه .
كثيراً ما نصادف مثل هذا الموقف في حياتنا اليومية والكثير منا له مواقف مختلفة عن ناكري الجميل ولا يتأثر بها الا صاحب القلب الطيب فهل الطيبة شر على صاحبها ؟ أم نتغير فقط من اجل المصالح ؟
اريد من الجميع مراجعة حسابات قلوبهم وان يكونوا صادقين مع أنفسهم ومع الآخرين فيوماً ما ستنال من ذلك الكأس الذي سقيته لأحدهم فكما تدين تدان .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى