أمي رفقا بي

بقلم / آمنة العطا الله  

إن حب الأمومة فطري، تشعر به المرأة منذ علمها بأن رحمها يحوي جنينًا، إذا لماذا توجد علاقات سامة مسيئة بين الأم وأبنائها بالرغم من قدسية العلاقة المفترضة، فحب الأم للطفل يوفي عنده شعوره الذي يولد به وهو الاحتياج للقبول الدائم والحب غير المشروط، بالطبع فإن طفل الذي يشعر دائمًا بالاستحقاق ينمو بشكل نفسي أفضل من آخر لم يشعر بالحب. وهنا يأتي السؤال لماذا لا يشعر بعض الأطفال بالحب؟ تأتيني بعض الاستشارات من بعض الأبناء وكيف أن أمه صعبة المراس لا يمكن إرضاؤها بسهولة. ينمو الطفل مع احتياج طبيعي للشعور بالحب والقبول غير المشروط من أمه، وبينما تؤكد الصورة الذهنية النمطية عن الأم أنها نبع الحنان ومصدر الأمان، فعلى عكس المتعارف عليه هناك أمهات بلا جنة تحت أقدامهن، يواجهن معاناتهن الخاصة، ولا يستطعن التعامل معها، يبدون وكأنهن لا يعرفن كيف يحببنً أبناءهن، أو على الأقل كيف يُعبّرن عن هذا الحب بطريقة صحية، بعض الأمهات يحاولن الانتقام من الأزواج في أبنائهن فيتعاملن مع الأبناء على أنهم أصدقاء يحاولن ضمهم لصفهن دون الأب.
وقد تقوم بعض الأمهات بتلك الأفعال دون تعمد، لكن بالطبع تأثير تلك الأفعال يكون قويًّا على الأبناء ويؤثر بشكل مباشر على صحتهم النفسية وتكوين شخصياتهم .. وتكرر بعض الاستشارات لدي ان بعض الأمهات هداهن الله
تقوم بنقد كل تصرف لابنها منذ صغره وحتى يصير شابًّا، تنتقص من مجهوده في ترتيب غرفته وطريقة تنظيم ملابسه، أمٌّ تشعرك دائمًا أن أي مجهود هو غير كاف وغير مُجدٍ لنيل رضاها ومحبتها. كما
تحمّل بعض الأمهات أبناءهن المسؤولية في أي تأخير في حياتهن العملية، تسبب تلك المشكلة أزمة حقيقية للأم الطموحة، فطبيعة الأمومة قد تعرقل الانطلاق خصوصًا لدى الأمهات اللاتي يفتقدن المرونة ومع وضع المجتمع المسؤولية الكاملة على الأم دون الأب، هنا يتجسد في الأبناء العائق الذي منعها، فتحاول الأم تحقيق كل ما لم تستطع أن تكونه في أبنائها.
ومن الأمهات من لا تحترم خصوصية أبنائها، فتقرأ رسائلهم الخاصة، تفتش أدراجهم وحقائبهم، لا تعترف بوجود الحدود الشخصية ولا تحترمها.
وبعض الأمهات ترفع شعار
” أنا اعرف بمصلحتك من نفسك” نموذج الأم التي ترى أنها تعرف وتقدر وتفهم وتدرك وابنها لا يعرف ولا يقدر ولا يدرك، ابنها طوال العمر بالنسبة إليها ما زال طفلًا يجب عليها حمايته، تلك الأم تولد لدى أبنائها شعورًا بالعجز وأنهم غير قادرين على مواجهة الحياة واتخاذ قرارتهم بأنفسهم.
من أهم الأدوار التي على الأم لعبها هي محاولة فهم أطفالها والنزول إلى مستوى تفكيرهم وأن تكون صديقةً لهم، لكن ماذا يحدث عندما تكون الأدوار معكوسة؟ عندما تقرر الأم أن يكون أبناؤها هم أصدقائها، فتأخذهم إليها وإلى مشاكلها وخلافاتها مع أبيهم وأمه وأخواته. تخيل كم الضغط النفسي والحرمان من الحياة الطبيعية التي يعيشها الأطفال.
هنا يجب الانتباه إلى ضرورة تعريض الطفل لبعض المشاكل ليتعلم بالتجربة كيفية مواجهة المشاكل وطرق التعامل معها، لكن تحديد نوع المشكلة هو دور الأم والأب؟ واحدة من أكبر مشاكل الأمومة هي إحساس الأم الدائم بالذنب والتقصير تجاه أولادها، صحيح أن هذا الإحساس متفاوت وطريقة التعامل معه تختلف من أم لأخرى لكنه يبقى واحدًا من مشاعر الأم الثابتة في رحلة أمومتها، لكن في الأمومة السامة الأبناء هم من يشعرون دائمًا بالذنب تجاه أمهاتهم، ترسم الأم الفخ عن طريق ابتزاز مشاعر الأبناء بكم التضحيات التي قامت بها من أجلهم، وتعفي نفسها دائمًا من تحمل مسؤولية أفعالها بل تضع المسؤولية كاملة على كتف أبنائها فهي دائمًا رد فعل لتصرفات الأبناء
لا حدود بين الأم وأبنائها

أخيرا ً…..

، فكم من مظاهر العلاقات السامة التي تحدث دون وعي بخطورتها، بل يتم تقبلها كأحد أنماط الأمومة المقبولة وكأنهن أصبحن أمهات استجابة لسيناريو مُعَدّ سابقا بلا رغبة حقيقية في الأمومة.

‫2 تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى