جمود المشاعر .. تفكك وانهيار
خُلِقنا بفطرة سوية و سليمة وبطبع اجتماعي ، فطبع الإنسان اجتماعي يحب المؤانسة ومن يأنس معه .
يولد في اسرة فيتعرف فيها على الروابط والعلاقات بين كل فرد فيها ويتعلم اختلاف المقامات وآداب الآواصر والتواصل ، يكبر وتكبر أسرته معه ويبحث عن من يكمل معها سفر حياته ويُكّوِن أسرة مستقلة وتكمله ويكملها وتكون جزءاً منه ويكون هو جزء منها ليسكن كلا منهما الى الآخر وهذا هو أساس رابط الزواج السكن كما جاء في قوله تعالى ( وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ)
والسكن هنا مشروط بالمودة والرحمة فيما بينهما ليكملا سفر الحياة بكل ما فيها من تحديات وعقبات وأفراح وأتراح وهنا تحدث المفارقة احياناً حين يعتقد احد منهما ان الزواج ماهو إلا عقد يستطيع إحلاله وقتما يريد ولا يكترث لقدسية العلاقة بينهما ومتانته ولا يهتم بالمحافظة عليه ، فيؤدي ذلك السلوك الى انهيار العلاقة مهما طال بها الزمن ، كذلك من يعتقد ان الزواج علاقة روتينية مع متطلبات والتزمات تربط كلا الطرفين وطالما انه يؤدي ماعليه من واجبات والتزامات ملموسة فيعتقد انه غير ملزم بأكثر من ذلك ويشغل نفسه بعيداً عن أسرته مختلياً بنفسه بعيداً عن نصفه الآخر لاهياً عنه بالجري وراء مسميات واهية ( نفسي ، حياتي ،حريتي …) مسبباً بذلك تحطيماً مريعاً لحياة السكينة والمودة الأسرية وذلك بعد ان يخلف سلوكه جموداً مشاعرياً وبروداً مميتاً للأحاسيس بتغاضيه الكامل لمتطلبات شريك حياته النفسيه .
رأي سديد :
كما هي قوانين الطبيعة تعتمد
الحياة الزوجية ايضاً الى التجديد والتغيير
وتهوية المشاعر الدفينة مهما طال بها الزمن فلا بقاء للمشاعر إلا بتروية المشاعر بإصرار المحافظة على الآواصر والمودة وعلى كلا الزوجين إكمال العهد
بكل مصداقية ومودة لئلا تختل موازنة حياتهم الأسرية .