التساهل الفكري “” التسامح “”

بقلم / المستشار محمد القطامين  

التسامح … لغة العظماء وقلوب الانقياء وخطوات الأنبياء
ليس معناه قبول الاهانة لكن معناه ان تخرج فاعلها من حيز تفكيرك حتى لا يعكر صفوك
التسامح احسان لنفسك قبل أن يكون لمن أساء اليك

التسامح …. اقتصاد القلب فهو يوفر نفقات الغضب ويلغي تكاليف الكراهية ويقلل ساعات التسرع ويمحو أيام الحقد

“فليعفو وليصفحو ”
” الا من أتى الله بقلب سليم ”
التسامح من أسمى الصفات التي أمرنا الله بها فهو العفو عند المقدرة والتجاوز عن اخطائهم ووضع الاعذار لهم والنظر الى مزاياهم و حسناتهم بدلا من التركيز على عيوبهم وسيئاتهم
التسامح ليس صغفا ولا انكسار ولا هزيمة …فالتسامح يحتاج الى قوة اكبر من قوة الانتقام ولغة الصمت اقوى من لغة الكلام
فالمتسامح يعيش حياة مختلفة عن غير المتسامحين فهو في راحة وسعادة يستمتع في كل لحظات حياته دون ملل او مشاكل ، سعيد في علاقاته ووقته وبيته ومجتمعه
سعيد في طريقه الذي اوصله للمحبة والرضى وصفاء القلب وحسن العلاقات مع الجميع

علينا ان نتعلم من يوسف عليه السلام الذي سامح اخوته رغم كل مافعلوه به وقال لهم (لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو ارحم الرحمين )
وايضا نهج سيد الانبياء محمد عليه الصلاة والسلام عند فتح مكة وقال لهم ( انتم الطلقاء )
مسيرة الانبياء بالتسامح تعلمنا ان التسامح هو القوة الحقيقية.

عندما تجاهلت اخطائك لم أكن مغفلا ولكن لا اريد ان اخسرك
في العلاقات القوية نتجاهل احيانا بعض الاخطاء لان قيمة الشخص لدينا أكبر من قيمة الخطأ نفسه
( ويمكنك أن تسامح بعض الاشخاص دون السماح لهم بالعودة الى حياتك … قبلت الاعتذار وتم رفض الوصول )

فلنسعى جميعاً لنكون متسامحين ونعمل على نشر هذه القيمة النبيلة في حياتنا ونقتدي بأخلاق الأنبياء والصالحين ليعم السلام والمحبة في مجتمعاتنا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى