الاستثمار القيّم

بقلم / مها العزيز  

للاستثمارات أوجه وأنواع متعددة منها استثمارات ربحية واستثمارات غير ربحية خيرية ، وبين ذاك وذاك ( استثمار قيّم ) قد يتجاهله البعض أو لا يلقى له بالاً على كونه شيء متعارف مفروغ منه وللدخول بالموضوع أنوه عن ذلك الاستثمار بمقولة تعجبني كثيراً وقد يعلمها الكثيرين ( إذا أردتَ أن تزرع لسنة فازرع قمحاً، وإذا أردتَ أن تزرع لعشر سنوات فازرع شجرة، وإذا أردتَ أن تزرع لمائة سنة فازرع إنساناً).

ويعتبر بناء الإنسان هو من افضل الاستثمارات بالحياة، وقد تدخر لك بالآخرة ان احسنت البناء والاستثمار، وذاك هو ان تستثمر في أبناءك .

قد يظن البعض ان الأمر عادي وهو حق وواجب يؤديه الآباء ولكن الأمر ليس بعادي وليس عبارة عن أموال تصرف أو طلبات تُجاب ، الأمر أعمق من ذلك وله أبعاد طويلة المدى، فلا يكفي وجود السماد والترية لأن تحيا النبتة ، وانما تهيئة الأجواء والرعاية في كل خطوة والتوجيه السليم والإحساس بأنك موجود في اي وقت هو من الدواعم الأساسية لبناء شخصيات الأبناء ومنها ايضاً معرفة وتنمية مواهبهم ومهاراتهم واتخاذ الخطوات لذلك .
كل طفل موهوب ولديه مهارة او اكثر بداخله ولكنه يحتاج أن يتعرف عليها من قبل والديه ولكي يتم ذلك عليك بقضاء وقت قيّم مع الأبناء لتكتشف عن قرب على مواهبهم ومهاراتهم وتساعدهم وتشجعهم على إخراجها وتطويرها وذلك هو ما نسميه بالاستثمار القيّم والذي سترى ثماره في الحياة .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى