التعالي .. سُم يقتل صاحبه

بقلم : محمد الغامدي  

التعالي على الغير بحكم أنك كنت مخضرمًا ومتمرسًا في هذه المهنة، وكأنك الوحيد الذي يجيد العمل، والوحيد الذي يملك الفكر، هو تصرفٌ لن يجلب لك سوى النفور ويزرع بقلبك الغرور.

التباهي بالإنجازات وإسقاط جهود القادمين الجدد، ممن يطمحون لخوض غمار العمل كما كنت تفعل في بداياتك، فهذا ليس من النبل ولا من الكرم، فالحياة لا تقف على أحد، ولا هي حكرٌ على شخصٍ دون سواه.

وهناك من هؤلاء المتعالين من ينظر إلى زملائه بفوقية، فيكبح اجتهادهم، ويعيق تقدمهم، بدلًا أن يكون لهم عونًا وسندًا، ويتغطرس عليهم بكبرٍ ، وينتقدهم بحدّة وسلبية، وكأن نجاح غيره تهديدٌ له أو نقصٌ في مقامه.

الاحترام بين الناس واجب، والتقدير بين الأجيال لازم، نعم هناك سلمٌ وظيفيٌ ومقامات، لكن خارج نطاق العمل تصبح هذه المراتب مجرد ارقام تعلق عند خروج من مكان عمل، وتغدو الفوقية مقيتة، والغرور مصيبة.

من احترمك لسنك أو مخضرميتك، لم يرفعك فوق مقامك، ولم يجعلك سيد الزمان وحدك، فالاحترام يُبنى بالتواضع، وليس بالتفاخر والتعالي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى