لما لا تكون حماتي أمي الثانية

فقدت حبيبتي و غاليتي قبل أيام قلائل ، حماتي أمي الثانية التي لم تلدني ولكنها علمتني دروس الحياة ، رحمها الله وغفر لها وأسكنها فسيح جناته ورحم موتانا وموتى المسلمين ، كانت رحمها الله شخصية قوية ذو صلابة ، تعلمت منها كيف أواجه التحديات و بأن الحياة ليست هادئة دوماً ، فلن تعطيك ما تريد إلى أن تعمل بجد لنيل ذلك ، علمتني أن خطوط الحياة متعرجة ولن تسير على خط مستقيم فليس كل ما تراه صحيحاً وليس كل من يظهر لك الخير يكن في قلبه ، أعطتني درس الحياة كلما سقطت ازدد صلابة وكلما أبعدك القريبون تقرب منهم فمع الصبر والحب والأدب ستتربع على عرش القلوب .
رحمها الله كانت (أماً ) والأم مدرستك الحقيقة في الحياة .
من المهم أن تكون بالحياة ذو إرادة قوية وهدف واضح لئلا ترضخ لنزوات الفشل او نغزات الشياطين فنحن بشر ولا كمال بيننا وبالحب والصبر والأدب تكسب اكبر الحروب والحمدلله كانت علاقتي بها كالإبنة بأمها لإنني اعتبرتها أمي ، ولم التفت بعدها لأي شيء آخر فتقبلت منها الزعل والنصيحة بصدر رحب فالأم ان كنتي لها إبنة منذ البداية ، صارت لك أماً حتى ولو بعد حين .
هناك توجس وتخوف من قبل معظم الفتيات المقبلات على الزواج عن كيفية التعايش مع الحماة ؟ وكسب رضاها ؟وهل ستكون بعد الزواج فرداً مرحب به بالعائلة ام ستواجه الصعوبات وعدم التقبل ؟
ولا نستغرب هذا التساؤل والتخوف الذي جاء بعد تراكمات السنين ، من حيث استمرارية بعض قنوات الاعلام بتقديم صور مسيئة للحماة ( أم الزوج ) او الكنه ( زوجة الابن) وكأنهم مدافع موقوتة متقابلة على جهات القتال او في ساحات الحرب ورغم أنها قد تكون في قوالب فكاهية ولكنها تترك رسائل مسمومة في الأذهان عن أسمى أنواع العلاقات الحماة ( التي تكون بمثابة الأم الثانية ) (والكنه والتي تكون بمقام الابنة في العائلة ) وذلك ساهم في تحطيم العلاقات والأسر كما أن هناك من بقوم ببث نصائح مضللة بمواقع التواصل على كيف تكون العلاقة بأهل الزوج وبدلاً من تقديم الإيجابيات لتثبيت وترسيخ العلاقة يقوموا بنشر مضلل كيف تتملكي زوجك وتكونوا جهة محايدة عن أهل زوجك !!
والسؤال هنا لما لا يكون التفكير بأن ارتباطي بشريك حياتي وبزواجي منه أصبحنا كيان واحد وأصبحت عائلة زوجي عائلتي ونحنا جميعنا نكمل بعضنا ونرسخ علاقتنا الحالية والمستقبلية بعد مجيء الأبناء ؟ وأن نتعايش على إننا عائلة واحدة أكبر ؟
فالحقيقة مختلفة تماماً فالحياة كما ينتشر فيها الشر يكمن فيها الخير أيضا فلا نعمم ببعض التجارب ونقدم ونساهم في نشر صور مسيئة عن العلاقات فهي صلات أرحام نؤجر على وصلها ونؤثم على قطعها .
رحمها الله وغفر لها وأسكنها الفردوس، مقال رائع