متلازمة الورقة البيضاء

يشتكي بعض الاصدقاء لي عدم قدرته على الكتابة لفترة طويلة ، مما تجعله يعيش حالة نفسية في عدم القدرة على الكتابة ، وتكون عائقاً بينه وبين ابداعه ، وهذهِ الحالة تسمى بحبسة الكاتب ولا تختص في الكاتب بل في كل عمل أبداعي مثل الشعر والرسم وغيرها عندما يعيق الفراغ الأبداع ، ولا اشك أن كل كاتبا او مبدعا مر بهذهِ الحالة او ما يسمى متلازمة الورقة البيضاء هي حالة من الشلل الإبداعي أو الذهني تظهر عند محاولة البدء في مشروع جديد، سواءً كان مقالًا أكاديميًّا، رواية، لوحة فنية، أو حتى رسالة بريد إلكتروني. يشعر الفرد بالتردد، القلق، أو حتى الخوف من وضع الكلمة الأولى، وكأن الصفحة الفارغة تُمثل حاجزًا نفسيًّا يصعب اختراقه. هذه المتلازمة لا ترتبط بضعف الموهبة، بل بصراع داخلي بين الرغبة في الإبداع والخوف من الفشل ، وهي ليست مجرد تحدٍ عابر، بل هي حالة نفسية وفكرية تُصيب الكُتَّاب، الطلاب، والفنانين، وتعيقهم عن تحويل أفكارهم إلى كلمات أو أعمال ملموسة ، ومن طرق التغلب عليها:
١.الهروب إلى القراءة يقول صالح الرزوق في مقالة له : ” أن الشعر فنّ يحتاج لمستمع والمسرح لمشاهد بينما الكتاب بحاجة لقارئ” والقراءة هي الطريق الوحيد الموصّل للكتابة الصحيحة ، وضعت الكاتبة التركية اليف شافاك عشر قواعد للكتابةأبرزها “اقرأ كثيراً” وآخرها: “أن يؤمن الكاتب أن ليست ثمة قواعد للكتابة وذاك هو الجمال الكامن في فعل الكتابة، وتلك هي الحرية الثمينة التي لها امتياز امتلاكها والتي ينبغي عدم السماح لكائن من كان أن ينتزعها منا”..من كتاب: كيف كانوا يكتبون، فمحمود شاكر قد مر بهذهِ الحالة فأخذ كتابا للجاحظ بغية تفتيح ذهنه ووجد نفسه يكتب حوارا بينه وبين الجاحظ.
٢.الكتابة الحرة: ابدأ بكتابة أي أفكار تأتي إلى ذهنك دون تقييم أو تحرير.
٣.التجزئة : قسم المهمة إلى أجزاء صغيرة (مقدمة، فقرات، خاتمة).
٤.التخلص من الكمالية: تقبّل أن المسودة الأولى لن تكون مثالية ويمكن تحسينها لاحقًا.
٥.وضع أهداف واقعية: حدد وقتًا محددًا للكتابة (مثل ربع ساعة ) لبدء الزخم.
٦. الاستعداد المسبق: نظّم الأفكار في نقاط أو مخطط قبل البدء.
٧.تغيير البيئة المكانية: اكتب في مكان مريح أو استخدم أدوات مختلفة (ورق ملون، تطبيقات كتابة).