كن ساعد بناء لا معول هدم

بقلم / ابتسام الزهراني  

نتفق جميعا بأن الإنسان هو أساس قيام الحياة في هذا الكون ,وعلى يده قامت بناء ماضي وحاضر ثم مستقبل البشرية جمعاء , حتى يقضي الله أمره بفناء هذا الكون ,وهناك ولله الحمد من البشر في هذا الكون الفاني من أخذ على عاتقه بناء واصلاح ما حوله وهناك من حمل معول الهدم لكل ما يحيط به حتى يحقق ذاته فقط
سؤال اكرره على نفسي دائماً هل الإنسان يستطيع أن يختار لنفسه ما يحمله من هدف ؟
اترك لكم ياسادة مساحة متكأ قلم للتفكير !
وسألت نفسي ذات السؤال !!! هل أنا سأحمل راية البناء والاصلاح حتى ولو اعترض طريقي المحبطين والمتكلمين في حقي ,أم سأواصل لأن أمامي طريقا طويلاُ وأهداف أسمى تحتاج مني أن استجمع قواي ولا أهدرها في مقاومة المعترضين والتفت لتحقيق انجازاتي المستقبلية , مما لاشك فيه أن البناء أصعب كثيرا من الهدم ,فقد نلتقي يوماً بالمخلصين الذين سيكونون عوناَ لنا ويشدوا من أزرنا, ويساعدونا على حمل راية البناء رغبة منهم ان نكمل معهم بناء هذا الكون, وبالإضافة انهم سيمنحوك التقدير المعنوي الذي تستحقه أي انه سيجتمع لديك الدعم المادي والمعنوي, فماذا انتظر؟؟
لذلك قررت الا أقف ولا اتراجع حتى لا يعبث بنا من بيدهم معول الهدم ويتخذوا من ذلك في الأرض سبيلاً .

وأن أتمسك بأداة البناء واسلك طريق عمارة الأرض, وأكون خليفة الله في كونه التي من أجلها خلقنا لها.
كلنا نعلم بآن البناء يحتاج إلى تكاتف وتظافر الجهود لينجح ويستقيم على سوقه ,ويحتاج لقوة الجماعة لكي يقوى أساسه. بينما الهدم قد لا يحتاج إلا لشخص واحد لديه الرغبة في الهدم ويملك آلياته شخص فضل مصالحه الشخصية على الجميع ضارباً بعرض الحائط كل مقومات البناء ومصلحة غيره ,
فهو شخص مريض لا شيء يقف امام نزواته ورغباته الهدامة فيبدأ بحمل معول الهدم ليهدم كل ما يواجه ,ويعترض طريق مصالحه فتجده يتصيد أخطاء غيره ويبث سمومه للانتقاص من عمل منافسيه , ويزرع الشوك في طريق كل من يعترضه ليحقق رغباته المريضة و يرضي غرور نفسه متناسياَ بإن قيمة الانسان تقاس من قيمته الأخلاقية.
قال النبي، صلى الله عليه وسلم، بأنّ من تمام الإيمان أن المؤمن «يُحِبَّ لأخيه ما يُحِب لنفسه»، وأنّ إيذاء الآخرين يتنافى وأخلاق أهل الاسلام ، وكل من يؤمن بالله واليوم الآخر.
ختاما ما أود طرحه لتقريب الفكرة لكم !!!
بأننا نكون حذرين ممن يتلونون بألوان الإصلاح والمثالية المزيفة امامنا فتختلف رؤيتهم للأمور باختلاف تعاملهم معنا فتجدهم تارة يحملون ساعد البناء أمامك وتارة يحملون معول الهدم فيختلط علينا ما هي مبادئهم ومدى مصداقيتهم فهذا النوع بدأ ينتشر وبصوره خطيرة.

الآن أصبحنا نرى نتائج ذلك التي اصبحت تقاس بتصاعد نسبة الإحباط السلبي لدى البعض من خلال واقعنا في المجتمع الوظيفي والجوانب الحياتية الأخرى , فتجد منهم من يستخدم يداه في مساعدة غيره والآخر في هدم طموحاتهم والوقوف كعثرة أمام إنجازاتهم.

السؤال ما الذي حملهم علي فعل ذلك !!! سأترك الإجابة لكم!!!

إذن لابد من دور ايجابي لأصحاب المبادئ السامية ,ومن يحملون راية البناء الحقيقي للكون, وإبدال الواقع السلبي إلى واقع إيجابي ,ونفكر كيف نستطيع تحويل هذا الشخص الهادم الى شخص باني ؟
و مما لاشك فيه بان هذا لن يتحقق إلا إذا استطعنا مساعدته في تغيير توجهاته الخاطئة وافكاره التخريبية أو أنه استطاع هو تدارك أخطائه في الوقت المناسب .
لذلك كونوا أدوات بناء حتى وان كثر المخربين وان غلبت المصالح الشخصية ، كونوا أوفياء لأخر الطريق حتى ولو كلفكم الكثير من الوقت والجهد لا تخسروا مبادئكم وأهدافكم النبيلة في الحياة من أجل تحقيق مصلحة خاصة علي مصالح عامة وأني لأجزم بأن هؤلاء إذا لم يتغيروا ستنتهي أحلامهم المزيفة عند أول الطريق.
لا تحملوا معول الهدم أبدًا لا تكونوا أداة تخريبية من أجل فتات الدنيا الذي سيتطاير مع اول ريح تعصف به.
كونوا لبنة بناء لكل من حولكم لا معول هدم لهم !!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى