لنتسابق بالخير في شهر الخير

بقلم / مها العزيز  

بشائر الخير أقبلت ، وبقرب شهر الخير أعلنت .
أيامُ وسويعات قليلة تفصلنا عن بداية الشهر الفضيل شهر رمضان المبارك أعاده الله علينا وعلى سائر المسلمين بالخير والبركات وتقبل منا ومن جميع المسلمين صالح الأعمال ووفقنا لصيامه وقيامه ورفع عنا وعن جميع البلدان هذا الوباء اللهم آمين .

وكما جرت العادة السنوية قبل رمضان تبدأ الاستعدادات لاستقبال هذا الشهر الفضيل من قبل الأفراد والتجار فكلاهما يعلن التنافس والاجتهاد حسب مجاله التاجر يعرض بضائعه المختلفة والتشكيلات الجديدة في جميع المجالات في المأكل والملبس والزينة والأفراد يستعدون لاستقباله بالتجهيزات والمشتريات المختلفة من الأطعمة و مقتنيات المنزل .

وتشهد الأسواق والمنازل حركات وتنقلات سريعة معروفة لدى الجميع بتجهيزات الرمضان فالكل فرح بقدوم شهر الخير والرحمة والبركة ومظاهر السعادة تعلو الوجوه في كل مكان وهم يستقبلوا الضيف العزيز الذي يطول انتظاره وسرعان ما يعلم الرحيل وفي خوض هذه الحركات النشطة و اكتظاظ الأسواق بالبضائع المختلفة والناس توجد مجموعات ساكنة في منازل خاوية لا يشتعل فيهم فتيل الحركة بالكاد يملكون قوت يومهم تبتهل ألسنتهم بالدعاء وينتظرون الفرج من الله ، لا يهمهم مايعرض بالأسواق مما لذ وطاب ولا يتلفتون إلى مظاهر الزينة والبهرجة التي تباع بالأسواق على أنها زينة رمضانية ودعائهم أن يكفيهم الله شر السؤال والحاجة وأن يجدوا ما يملأوا به بطونهم الخاوية بعد الصيام . يطرقون السمع إلى الأبواب ليسمعوا طارق الخير يبشرهم ويحمل لهم بشائر الخير .

هذه المجموعات قد تكون بأحيائنا التي نسكنها أو بجوار أحياءنا مجموعات متعففة لا تسأل الناس إلحافاً قد يكون جار متعفف لا تعلم عنه شيئاً أو قريب لايعلم ظروفه الا رب العالمين فهل لنا أن نتفقد من حولنا كما نتفقد منازلنا ونستعلم عنهم ونساعد في قضاء حوائجهم وخاصة في هذا الشهر المبارك شهر الخير والبركة وياله من أجر عظيم ومكسب للآخرة يكسبه فاعل الخير برصيد تزيد أرباحه عن التوقعات الرقمية وكم من أفكار خيرة لو طبقت على أرض الواقع لعم الخير على الجميع .وقبل طرح الفكرة انقل لكم مشهدا واقعياً يتمثل هذه الأيام وبكل المراكز التسويقية.

حيث كنت في جولة تسويقية لشراء بعض المستلزمات الضرورية ولاحظت الطوابير من البشر لدخول إحدى المراكز ( وهذا الواقع الذي نعيشه سنوياً على قرب من الشهر الفضيل) وبعد الاجراءات الضرورية للدخول انتشر الناس وماهي إلا دقائق قليلة وقد أمتلأت أغلب العربات بأصناف مختلفة من أغراض الزينة والكماليات بما يسمى ديكورات رمضانية وقد حملت العربة ماقيمته يقارب من مئات أو آلاف الريالات .

وهنا تبادر في ذهني هل فعلاً نحتاج أن نهدر من أموالنا لمثل هذه الأمور وهل فعلاً إستقبال رمضان يكون بالمظاهر الجمالية ؟ وهل الفانوس و السفر والصور التي تحمل كتابة رمضان هي رموز لشهر الخير أم هي صورة لضياع الأموال والإسراف؟
ولم يكن الحال بأفضل منه في مركز تسويق المواد الغذائية وكأننا في صراع للشراء ، حيث العربات محملة بكل أصناف وأشكال وأنواع الاطعمة وغالبًا أطعمة تكفي لشهور وليس لشهر واحد !!! وقلت لنفسي أننا نحتاج وقفة حازمة مع أنفسنا وأن نركز على الجوهر وليس المظهر فشهر رمضان شهر العبادة والتقرب إلى الله بكل خير وعمل صالح والسباق يكون بذلك والصحيح عدم اهدار المال فيما لا قيمة له كذلك عدم إهدار الوقت و النعم والشراء على قدر الحاجة وللضروريات فقط وتذكرت ذكريات الطفولة و سفر الماضي أكلات بسيطة وبركة عظيمة ومشاركة الجار يهدي من سفرته صحن لجاره أجر عظيم وبركة ومحبة واختلف الوضع مع الزمن والتطور وتباعدت المسافات واختلفت ثقافات الصحن البسيط والسؤال المهم يطرح نفسه لما لا نستبدل الإهدار بثقافة العطاء وبدلا من صرف المبالغ على كماليات يمكن أن نستغنى عنها إلى ضروريات يجب أن نلتزمها وتدر علينا أرباحاً من تجارة رابحة وهي التجارة مع الله فالانفاق في أوجه الخير وفي سبيل الله تجارة رابحة وإن استطاع كل منا شراء كيساً أو كيسين من المواد الغذائية المتنوعة اضافية مع مشترياته وتصدق بالأكياس على أسر متعففة أو أهداها لجار متعفف ضمن الأجر والربح فكم من أسر بحاجة ماسة لهذا الفعل وكم من أموال مهدرة بإمكانها أن تعيل أسر محتاجة ورغم الجهود الجبارة لحكومتنا حفظها الله في سد احتياجات مواطنيها ورفع المستوى المعيشي للشعب نحتاج أن نتشارك ونتعاون في رفع المستوى المعيشي للمجتمع فذلك مطلب ديني وواجب وطني وهذا هو السباق الفعلي في شهر الخير فلنتسابق بالخير .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى