(إقرأ)…وهل فعلاً نقرأ؟

بقلم / مها العزيز  

شرفنا الله سبحانه وتعالى بحكم إلهي نزل عن طريق الوحي الى الأرض وأمر به النبي صل الله عليه وسلم وهو (إقرأ) وسمينا بأمة إقرأ ،فأمر القراءة جاءنا كحكم رباني ونزلت سورة كاملة مبتدئة به،
وهذا يدل على الأهمية الكبرى للقراءة في حياتنا
فلِما أُمِرنا ؟ وهل فعلاً نقرأ؟ولما نقرأ؟
جميعنا يتفق على أهمية القراءة صغاراً كانوا أم كباراً فالقراءة ليس لها عمر أو وقت محدد بل هي الجسر بيننا وبين العلوم والمعرفة وتفتح للأذهان آفاقاً جديدة لا حد لها .
وتتنوع القراءة مابين القراءة العلمية البحتة ، وهي ماتكون قراءة ودراسة إلزامية تزيدك علماً ومعرفة ولكنها تكون محدودة بمسار علمي محدد ،أما القراءة المعرفية الحرة هي قراءة مفتوحة المجالات والمسارات تبحر فيها بين الكتب في جميع مجالاتها الأدبية والمعرفية والثقافية مابين مقال أو قصة أو أبيات شعريه ونثريه الى مختلف أنواع العلوم ، والخيال وتمثل القراءة المتنوعة الحرة كزهور ملونة جميلة بشذى عطر مختلف أزهرت في حديقة غَنّاء (تسمى القراءة الحرة) .
ورغم أهمية القراءة التي يعلمها الجميع توجد هناك مجموعة كبيرة تتهرب من القراءة .
فالكثيرين يعتقدون بأن القراءة وحبها موهبة تكون لدى بعض الناس وليس الجميع وهذا ليس بالصحيح فالجميع يستطيع القراءة فقط يحتاج الى أن يشجع نفسه عليها .
وساعد التقدم والتطور في علوم التكنولوجيا والشبكة العنكبوتية أمر القراءة في متناول الجميع عن طريق القراءة في الكتب الالكترونية بجانب الكتب الورقية كما جعل ذلك يسهل من الحصول على الكتب سواء الكتب الالكترونية أو الكتب الورقية وذلك مقارنة بصعوبة الحصول عليها سابقاً وأثر ازدياد عدد المكتبات ودور النشر من تعزيز القراءة وتوفر الكتب المختلفة كما أن إقامة معارض الكتاب سنوياً شجع وعزز ذلك .
ورغم ذلك لوحظت فئة من المجتمع من تقر بأهمية القراءة ولكن ليست لديها الرغبة الحقيقة بالقراءة وقد تتعذر بأعذار عديدة منها ضيق الوقت ، كثرة المشاغل أو عدم الرغبة بالقراءة ونرسل رسالتنا لهم أن يعززوا من القراءة الحرة التي تثري الثقافة العامة لديهم وتجعلهم أكثر علماً وثقافةً ممن لايمارس فنها مما يرفع ويحسن من تفكيرهم وتفاعلهم في المجتمع ويكون لهم أثراً طيباً في المجالس المختلفة والحقيقة أن ( المثقف متعلم ، ولكن ليس كل متعلم مثقف)
فالتعليم الالزامي في مسار واحد يجعل عقلك يسير بإتجاه واحد ولكن إن ألبست تعليمك تاج الثقافة فإنت قد طورت من مهاراتك المختلفة العقلية والحياتية.
فالقراءة نعمة ومتعة لمن أدمن عليها ومن لم تستهويه قراءة الكتب فقد حرم متعة الثقافة والمعرفة.
وللقراءة سحر عجيب لايقاوم لايعرف ذلك الا من أبحر في بحورها عن رغبة فالمتعة فيها لن يجدها من اضطر لها او أُجبِر عليها .
وقد حضرت قبل فترة قصيرة نقاش حضره بعض الأدباء والمثقفين كان محوره عن كيفية الاحساس بالمتعة أثناء القراءة لمن لا يستمتع بها وكيفية الالتزام بقراءة الكتاب لمن لا يستمر فيها ويشعر بالملل سريعاً وألخص لكم أهم النقاط المهمة لهذا النقاش:
١/ لاعيب أن تقرأ للمتعة ولكن العيب أن لاتقرأ الا للمتعة.
٢/ القراءة هي إضافة لنا ، إضافة للمعلومات، إضافة لتغيير عادات ، إضافة لمعرفة وتشخيص النفس والذات ،بمعنى أنها إضافة جميلة لشخصية القاريء.
٣/ التنوع في القراءة ضروري حتى وإن كنا نحب مسار واحد فالتنويع مابين تراثي ، اجتماعي، قصصي ، والخروج من دائرة واحدة ومؤلف واحد يجعلنا نرتقي بمستوانا في القراءة .
٤/ القراءة الاستيعابية هي المطلوبة والمفضلة ولكن أحياناً نحتاج الى القفز في القراءة إن كانت لاتسبب خللاً أو تحدث فجوة في المعنى.
٥/ ليس عيباً أن نترك الكتاب بدون أن نكمله بسبب طريقته المملة أو عدم الشعور بالمتعة أو الفائدة عند قراءته ، ونتجنب أن تكون هذه سمة دائمة لنا في جميع أنواع الكتب.
ومع هذه النقاط تم أيضاً في النقاش طرح بعض الاقتراحات لتعزيز القراءة للجميع وتحسين جودتها نلخصها بالنقاط التالية والتي ستساعد الجميع في إيجاد الوقت والاستمتاع بالقراءة :
١/ وضع جدول أو توقيت معين للقراءة والالتزام به قدر المستطاع .
٢/ البحث على الكتب الملهمة التي تحفزك للقراءة .
٣/ التركيز أثناء القراءة لأنها فقط حينها تكون مثمرة ، أما القراءة بدون تركيز فلا تثمر شيئاً.
٤/ التدريب على القراءة السريعة يجعلك تستمع بقراءة كتب أكثر في وقت وجيز.
٥/ القراءة تزيد من ذخيرة مفراداتك اللغوية وتزيد في قدراتك الاستطلاعية والمعرفية وتزيدك عمقاً في الفهم والإسلوب بشرط إختيار الكتاب الجيد.
كانت تلك بعض النقاط التي تم مناقشتها في النقاش الثري وكانت تلك من إحدى ( مبادرات تعزيز القراءة للجميع ) فلنعمل على نشر مفهوم القراءة ونعزز حبها في قلوب الجميع .
ــــــــــــــــــــــــــــــ
@mahaalaziz

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى