مها العزيز تكتب لـ”درة” | سن التميز ..لا سن التقاعد ٢/١

بقلم / مها العزيز  

(سن التقاعد ) هو المسمى الذي يقصد به إقصاء الشخص عن العمل في سن معينة بعد أن يكون قد أمضى عمره في أداء واجبه واكتسب خبرات عملية وأنجز إنجازته في مسيرته المهنية ، ورغم مايستحقه من وصل هذا السن من الاهتمام والتقدير يعاني الكثيرين منهم من النظرة السلبية للمحيطين به ، مما وجب علينا أن نلقي الضوء على هذه الفئة المتميزة وأن نطلق عليها فئة ( الخبيرين أو فئة المتميزين ) بدلا من المسمى الحالي وهو سن التقاعد عرفاناً وتقديراً بما قدموه في سنوات عمرهم ، ويعاني الكثيرين ممن وصلوا الى فئة المتميز والخبير من نظرة المجتمع إليه كشخص تم وضعه في رف الإهمال ، وكأنه شخصاً لايستفاد منه وكم مرت علينا طرائف استهزائية مشوهه عن هيئة المتقاعد لتسود الفكرة أن المتقاعد شخص سلبي ونكدي ليس له من الحياة والنشاط شيء ، وهذه الفكرة غير صحيحة ومنظور خاطيء يجب تغييره وتحسينه ، ففئة المتميزين والخبراء كما يحلو لي أن أطلق عليهم هم من أمضوا سنوات طويلة من عمرهم في مجال عملهم أو وظيفتهم فهم الفئة المميزة المكتسبة لخبرات ثمينة لاتقدر بثمن وهم أيضاً مؤهلين لمشاركتها الى من يحتاجها ، ويمكنهم تقديم خبراتهم الى من يستفيد منها ، ويجب النظر لهم بطريقة أكثر إيجابية مع إطلاق لفظ ( الخبير) عليهم بدلاً من المتقاعد وبدلاً من سن التقاعد نسميها بسن التميز ( فجمال القمر عند اكتماله لا يضاهيه جمال )، وهؤلاء هم خبراء العمل قد اكتسبوا المهارات فلما نطفيء شعلتهم ورغبتهم بالعطاء في الوقت الذي نستطيع أن نستفيد من خبراتهم وبأريحية تناسب ظروفهم لنكون لهم عوناً في الاستمرار بالعطاء ، الذي سيساهم في إستمرارية شعلة الحياة والنشاط لديهم ، فكم من شخص من فئة الخبراء فقدوا بريق الحياة بعد إحالتهم من الحياة العملية وكأننا نشكرهم بالإهمال والازاحة عن المجتمع ويؤثر ذلك عليهم سلباً ويسبب انطوائهم وفقدهم للذه الحياة مما يجعلهم عرضة للأمراض ودوامتها .
لما لا نشجعهم ونرد الجميل بأن نجعل لهم مكاناً في المجتمع ونُفَعّل دورهم ليظل عطاءهم ويكن سبباً لدافع الحياة عندهم.
ولإثبات أن سن التقاعد هو بالحقيقة سن الخبرات والانجازات توجد تجارب عديدة لاتحصى ممن نجحوا وهم بهذه السن فكم من شخص درس وتخرج بعمر فوق الخمسين وكم من شخص نجح واشتهر عمله بهذه السن أسماء شهيرة ومعروفة بلغوا القمة بسن العطاء والخبرة.
ما أردت توضيحه هو أن التقاعد مرحلة جديدة من العطاء المليء بالخبرات وكنوز المعرفة التي جمعها المتقاعد طوال سنوات حياته المهنية والاجتماعية.
وهي (نعمة الخبرات ) الثمينة بعد أن تراكمت خبراته من خلال سنوات طويلة في العمل وفي الحياة، ويتم الاستفادة منها من خلال نقلها إلى أجيال المستقبل، وممن يرغب من المؤسسات والشركات .
يجب أن لايتوقف الإنسان عن العطاء مادامت لديه المقدرة على ذلك ، لايتوقف لسنّ معينة فقط لأنه وصل اليها لأنّ الزمن لا يتوقف، من الجميل والضروري إفساح المجال للشباب والجيل الجديد ومن الجميل والمفيد أيضاً أن يستفيد الشباب من خبرات الخبيرين ويمكن تطبيق أفكار نيرة في هذا المجال كأن تتعاقد معاهم الشركات بساعات معينة حسب مقدرتهم للإستشارة المهنية ومساعدة الجيل الشاب وتتوالى الأفكار المختلفة وذلك سوف يعطي هذه الفئة الخبيرة مكانتها التي تستحقها بجدارة في المجتمع وتجعل شعلة الحياة لاتنطفيء لديهم.
أود أن تشاركوني برأيكم وبقصص نجاحاتكم في هذه السن ليتم وضعها في الجزئية الثانية من المقال في الاسبوع القادم بإذن الله .

‫7 تعليقات

  1. بعد سنوات من العطاء يتقاعد الموظف، وقد قدم في ميدان العمل ما يمثل إنجازًا في بناء الوطن، كل حسب موقعه، ومركزه الوظيفي، وإنني أُكبر في كل متقاعد ما قدم من عطاء، فالوصول إلى عتبة التقاعد بقدر ما يعني من تسليم الراية، وبدء مرحلة جديدة في حياة المتقاعد، إلا أنه يمثل وساماً رفيعاً له، يتحدث بلسان الفخر، والإكبار، والثناء بما قدم. بعض المتقاعدين يشعر بالإنطفاء والكآبة بعد تقاعدة لأنه كان يظن أن من كان حوله خلال عمله هم أصدقاء بينما هم كانوا يحتاجونه لمصالحهم ومصلحتهم تقتضي التعامل مع من يجلس على الكرسي وليس الشخص لذا يشعر بأنه فقد اصدقاء فلو ظن وآمن منذ البداية بأنه سيعمل لوقت معين ثم يترك مكانه لغيره لما شعر بشعور الغربة والحزن ،، نحن نحتاج لأندية تجمع المتقاعدين وجهات نستفيد من خبراتهم والموضوع يطول في ما ينبغي على المتقاعد القيام به ،، شكراً على موضوعك الجميل

  2. وماذكرتيه استاذة مها في مقالك لاشك انه صحيح وواقعي من أن التقاعد مرحلة حياتيه جديده ومليئة بالعطاء وخصوصاً بأن المتقاعد سيجد الوقت لنفسه وعائلته بعيداً عن مشاغل الحياة السابقة ، شكراً على هذا المقال الجميل والقلم المبدع

  3. وماذكرتيه استاذة مها في مقالك لاشك انه صحيح وواقعي من أن التقاعد مرحلة حياتيه جديده ومليئة بالعطاء وخصوصاً بأن المتقاعد سيجد الوقت لنفسه وعائلته بعيداً عن مشاغل الحياة السابقة ، شكراً على هذا المقال الجميل والقلم المبدع

    1. أشكرك سعادة اللواء / مرورك الكريم وشكرا لما أضفته من معلومات وجوانب أخرى للموضوع وسعيدة بكلماتك الرائعة?

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى