داري على شمعتك تقيد

بقلم / مها العزيز  

أبدأ موضوع مقالي بالمثل الشعبي القديم المشهور بين الناس ( داري على شمعتك تقيد ) ويقال عند التحذير للناس بعدم التحدث بنجاحاتهم قبل أن يبلغوها أو ينشروا تفاصيل ما أنعم الله عليهم بين الناس وقد يكون مجرد فرحاً بما لديهم وليس بنية التفاخر ولكن كل ذي نعمة محسود .
ونرى في مجتمعنا قد كثر إظهار النعم والتحدث بها ونشرها من خلال قنوات التواصل الاجتماعي فمن سافر وضع صور رحلته ومن هو بنعمة في منزله اظهرها على الملأ ومشاعر الأزواج أصبحت بالصور والفيديوهات تعرض في وسائل التواصل الاجتماعي والبعض يدافع عن نفسه بالاستدلال بآية ( واما بنعمة ربك فحدث )
والآية العظيمة تعني اظهار الحمد والشكر الفعلي وليس صور النعم التي انعمها الله عليك والتحدث بالنعمة المقصود بالآية هو الإكثار بالأعمال الخيرية والتوسع على من ضاق به الحال والاكثار من الحمد وليس اظهار النعم بحد ذاتها والملاحظ أن نشر صور النعم بهذه الطريقة قد أحدث خللاً في المجتمع بأن زادت الخلافات الأسرية والتفكك والخسائر الاقتصادية المفاجئة وانتشار الأمراض ،لذا وجب التحذير من ذلك والتوصية بعدم اللهث وراء المظاهر واعلان النعم ونستدل لذلك ماجاء بالحديث ( استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان ، فإن كل ذي نعمة محسود ) فنشر ما يحدث من أمور ونجاحات ومشاعر خاصةً ونشرها على الملأ لا نعلم من يفتقد منها شيئا فيحسدك او يصبك بعين تحيل سعادتك الى حزن .
وبعض الناس لديهم طيبة في القلب وبها ينظرون للآخرين وينشروا اي عمل او شيء يملكونه او قد حتى قبل تملكه وسبب لهم ذلك النشر عدم إكمال ما توقعوه ، وقد اعتبر البعض بما حدث واستمر البعض بغير مبالاة.
جميل اظهار نعمتك التي انعمها الله عليك ولكن بالطريقة الصحيحة وهي الاكثار من الحمد والشكر لله وكلما زدت درجة زد خضوعاً وشكرا للذي أنعمك و بارك لك في رزقك فوسع به على غيرك .
واتق الحسد والعين فالحسد مذكور بالقرآن والعين حق كما جاء بالأحاديث ولاتنسى التحصن واخذ الاحتياطات فإن اردت ان تظل شمعة نجاحاتك وسعادتك مشتعلة داريها لتقيد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى