أخبار دولية

مدير البرامج في منتدى فالداي : حرب أوكرانيا صراع على التكامل الأوروبي

درة - وكالات:  

اعتبر مدير البرامج في منتدى فالداي تيموفي بورداشيف أن الصراع بين أوروبا وروسيا في الحرب على أوكرانيا هو صراع على التكامل الأوروبي

قد يؤدي الصراع المستمر إلى انفصال روسيا لسنوات طويلة عن أوروبا في إطار عالم ينقسم إلى تكتلات اقتصادية. وكتب بورداشيف، لصحيفة “إزفستيا” الروسية، أنه حتى لو كانت روسيا تنظر إلى ما يحدث الآن في أوكرانيا على أنه عملية عسكرية خاصة لتحويل المنطقة إلى دولة لا تشكل تهديداً لبقائها وتطورها، إلا أنه عند الاتحاد الأوروبي، فإن الحديث يدور عن صراع شامل لن يحول دون الاستمرار فيه إلا الخوف من الأسلحة النووية الروسية

وأضاف أن هذا الأمر ليس مفاجئاً لأن موسكو سبق أن دمرت بعمليتها إمكانية استكمال بناء نظام عالمي في أوروبا، تحتل فيه دولها الرئيسية مكانة مركزية

وأكد أنه حتى لو تبين أن نتائج الأزمة العسكرية لم تكن مثالية بما يكفي من وجهة نظر المصالح الروسية، فإن أوروبا الموحدة تواجه تحديات ليست أقل خطورة، ولا يبدو الرد عليها واضحاً نسبياً، حتى الآن

وقال بورداشيف إن من المبالغة الاعتقاد أن الاتحاد الأوروبي أصبح “إدارة اقتصادية لحلف شمال الأطلسي”، تؤدي فقط وظائف مساعدة

وأضاف أنه على عكس الولايات المتحدة، أو روسيا، أو الصين، فإن أوروبا الحديثة ليست طرفاً موحداً في السياسة الدولية. لذلك، فإن أي حدث عالمي يعتبر مؤشراً مهماً على مدى التطور الداخلي للتكتل الأوروبي، وقدرته على ضمان مصالح دوله بأفضل طريقة ممكنة

واعتبر الباحث الروسي أن المواجهة العسكرية والسياسية الأشد مع روسيا لن تكون وحدها قادرة على حل المشاكل الداخلية للاتحاد الأوروبي

وشرح أنه لا يخفى على أي مهتم جدياً بتاريخ التكامل الأوروبي، أن مهام المجموعات الاقتصادية الأوروبية، منذ إنشائها في 1958، كانت دعم جهود الحكومات الوطنية لتهيئة الظروف الاقتصادية للمنافسة الناجحة مع الاتحاد السوفييتي وحلفائه في أوروبا الشرقية، وتهيئة الظروف لعلاقات القوى الاستعمارية السابقة مع ممتلكاتها القديمة

ومنذ بداية الحرب الباردة، شكل الاتحاد السوفييتي تحدياً لدول أوروبا الغربية على نطاق لا يمكن الرد عليه إلا بجهود مشتركة، في المقام الأول بتحسين نوعية حياة مواطنيها، وإغرائهم للتصويت للقوى اليسارية التي حظيت بدعم موسكو

وبما أن الاتحاد السوفييتي كان لفترة طويلة حقًا بديلاً لتلك الأنظمة الاجتماعية والاقتصادية التي سادت في أوروبا، فإن الجهود المبذولة لدمج الاقتصادات في إطار المجموعة الاقتصادية الأوروبية كانت تهدف إلى حل مشكلة وجودية

وقال بورداشيف إن أوكرانيا ليست الهدف من إجراءات دول الاتحاد الأوروبي، فهذه الدولة لا تملك الموارد المناسبة لأوروبا، مؤكداً أن المشكلة الحقيقية هي أن روسيا، من خلال عمليتها، يمكنها بناء خط فاصل واضح على حدودها الغربية، وسيكون تجاوزه أكثر صعوبة مما كان عليه قبل بضعة أشهر

وقد يؤدي الصراع المستمر إلى انفصال روسيا لسنوات طويلة عن أوروبا في إطار عالم ينقسم إلى تكتلات اقتصادية

وإذ حصل ذلك، وثبت أن الدولة الروسية تقاوم التحديات العديدة التي تواجهها في الواقع، وستواجهها في المستقبل القريب، فقد تكف روسيا بالفعل عن اعتبار نفسها جزءاً من أوروبا

وختم بورداشيف أنه بالنسبة للدول الأوروبية، بات الآن من المهام الأساسية منع روسيا من تحقيق أهدافها في أوكرانيا والحيلولة دون صمودها في الحرب الاقتصادية ضدها، لأن صمودها سيحرم أوروبا من أهم مصدر محتمل للموارد، والمساحة الجغرافية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى