أخبار دولية

الهند: تصاعد الكراهية الدينية.. ومودي يتجاهل

درة - وكالات:  

يتصاعد خطاب الكراهية ضد المسلمين في الهند. فبعد اشتعال العنف الطائفي بسبب موكب ديني بمنطقة جاهانجيربوري في نيودلهي، يطلب راهبون هندوس من منظمة «راكشا فاهيني» اليمينية المتطرفة هدم بيوت المسلمين في روركي بولاية أوتارانتشال. حتى إنهم أمهلوا السلطات الهندية يومين لتجريف البيوت.

وتداول صحافيون ونشطاء هنود مقطع فيديو يعلن فيه زعماء محليون هندوس أنهم سيشرعون في اعتداءات على المسلمين إن لم يُطردوا وتُهدم بيوتهم. وعليه بدأ غالبية السكان المسلمين بالهرب خوفاً من هذه التهديدات.

تجاهل مودي

وفي هذا الإطار نشرت صحيفة لوموند الفرنسية تقريراً تناولت فيه المعاناة والاضطهاد وأعمال العنف التي تستهدف الهنود المسلمين، وسط تجاهل ولامبالاة من حكومة ناريندرا مودي.

وقالت إن رجالا مسلحين بالسيوف والمسدسات توجهوا في موكب عيد «هانومان جايانتي» الهندوسي يوم 16 أبريل، إلى الأحياء التي يقطنها المسلمون وهم يهللون «السلام على الإله رام!»، ثمّ اقتحموا أحد المساجد، حيث اندلعت اشتباكات أسفرت عن تعرّض أشخاص عدة إلى إصابات واحتراق مستودعات وسيارات، ولم تُفض الاشتباكات إلا بتدخل الشرطة.

وذكرت «لوموند» أن الشرطة توصلت إلى استنتاجات تتناقض إلى حد كبير مع ما حدث على أرض الواقع واعتقلت 20 شخصاً من المسلمين.

ولفتت الصحيفة الفرنسية إلى أن موجة العنف هذه ليست الأولى من نوعها، حيث تزايدت الهجمات ضد المسلمين في جميع أنحاء البلاد، دون تدخل الحكومة ورئيس الوزراء ناريندرا مودي لوضع حد لمثل هذه السلوكيات.

وتستذكر هذه الحوادث مذابح دمرت الأحياء الشمالية الشرقية من دلهي في فبراير 2020، حيث دمر المئات من الهندوس المتطرفين أحياء المسلمين.

قلق واحتجاج

ونقلت «لوموند» عن أحزاب المعارضة أن صمت الحكومة عن هذه الانتهاكات شهادة بليغة على حقيقة أن هذه العصابات المسلحة الخاصة تتمتع بالرعاية الرسمية.

وندد 13 حزباً في بيان مشترك بصمت ناريندرا مودي عن هذه الأحداث، وقالت «نحن منزعجون للغاية من الطريقة التي يتم بها استخدام القضايا المتعلقة بالطعام واللباس والعقيدة والمهرجانات واللغة بشكل متعمد من قبل أقسام المؤسسة الحاكمة لاستقطاب مجتمعنا».

ومع أن العلاقات بين الهندوس والمسلمين ظلت هشة ومتوترة منذ تقسيم الإمبراطورية البريطانية عام 1947 للهند، إلا أن وصول القوميين إلى السلطة في عام 2014 أدى إلى تفاقم التوترات المجتمعية، خاصة أن حزب ناريندرا مودي يقود بشكل مثير للانقسام ويدافع علانية عن الهندوتفا، وهي أيديولوجية تفوق تهدف إلى جعل الهند أمة هندوسية من خلال استبعاد الأقليات الدينية لا سيما المسلمين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى