المحليات

الشيخ الدكتور عبد الله المطلق: نجاح الدعوة يتطلب أن يكون المسلم “خلوقا” وليس شرطا أن يكون خطيبا

في ندوة "إثنينية الذييب" الأسبوعية:

الأحساء - خليفة الجاسم  

أشاد المشاركون في ندوة “إثنينية الذييب” الأسبوعية بجهود المملكة في خدمة العمل الدعوي في الداخل والخارج من خلال العديد من المؤسسات والهيئات ومكاتبها في العديد من الدول.

وأعربوا ـ خلال مشاركتهم في ندوة “دعوة غير المسلمين إلى الإسلام” ـ عن سعادتهم بما تحظى به المملكة وقادتها وأهلها من ثقة واحترام كبيرين من مختلف شعوب العالم في شتى المجالات، وفي مقدمتها الدعوة.

وصفوا المملكة بأنها “بلاد المقدسات، وذات سمعة طيبة ومكانة كبيرة بين دول العالم, وأهلها طيبون” لافتين إلى أن شعوبا كثيرة تتطلع إلى علماء المملكة لمعرفة حقائق الإسلام، والإفادة منها في حياتهم.

وأشاروا إلى أن المواطن السعودي في الداخل والخارج يجب أن يكون نموذجا دائما للداعية المثالي بأخلاقه الحميدة، وحسن تصرفه مع الآخرين، خاصة غير المسلمين لتقديم الصورة الصحيحة عن الإسلام.

وأكد معالي الشيخ الدكتور عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن المطلق، عضو هيئة كبار العلماء المستشار بالديوان الملكي، أن كل مسلم مسؤول عن الدعوة وفق علمه وأخلاقه وسلوكه تجاه الآخرين.

واستدل الشيخ المطلق على ذلك بقول الله تعالى مخاطبا رسوله صلى الله عليه وسلم: “قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي”.

ولفت إلى أن جميع أتباع النبي صلى الله عليه وسلم دعاة، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: “بلِّغوا عني ولو آية”, كما جاء في صحيح البخاري.

وشدد الشيخ الدكتور المطلق على ضرورة أن يتحلى المسلم بالأخلاق الطيبة مع الجميع في كل تعاملاته، ليقدم صورة طيبة عن دينيه، وليس مطلوبا منه أن يكون خطيبا ليكون داعية، ولكن عليه أن يحسن تقديم دينه سلوكا طيبا وأخلاقا حميدة للغير.

أشار إلى أن الصحابي الجليل أبا بكر الصديق، رضي الله عنه، لم يكن خطيبًا, وأكثر العشرة المبشرين بالجنة أسلموا على يدي أبي بكر, لأنه كان تاجرا صدوقا أمينا, وكانت أخلاقه طيبة, ويحب الناس, فأسلم الناس على يديه.

وخاطب الشيخ المطلق الحضور قائلا: هذا الدين بالأخلاق, فإذا كان عندك سائق, أو موظفون واحترمتهم, وأعطيتهم حقهم, ازدادوا إيمانا وتوحيدا إذا كانوا مسلمين, ويعودون من السعودية نماذج طيبة في الأخلاق, وإن كانوا غير مسلمين فأخلاقك الطيبة تشجعهم على الإسلام.

وحذر من أن يأتي أحد بعمالة، ولا يعطيهم رواتبهم, ويكذب عليهم, ويغش, لأنه بهذا يكون منفرا من الإسلام.

ودعا كل من يسافر إلى الخارج إلى أن يكون داعية للحق من خلال أخلاقه، وأن يحقق سمعة حسنة لوطنه. وقال: أذهب إلى كثير من البلدان, والله يتمسحون فينا, يقولون: أولاد الصحابة, فأين نحن من الصحابة؟

أضاف فضيلة الشيخ المطلق أننا نريد أن يكون السعودي في الخارج داعية, والحمد لله سمعة البلاد طيبة, وأهلها طيبون, وهي بلاد مقدسات؛ فلا بد أن يكون الواحد منا داعية بخُلقه؛ فالله تعالى أمرنا أن نُحسن الأخلاق مع جميع الناس: “وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا”. وقال النبي صلى الله عليه وسلم: “اتق الله حيثما كنت وأتبِع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخُلق حسن».

وأشار إلى أن التجار المسلمين قديما جابوا أندونيسيا، وماليزيا, وسنغافورة, وتايلاند؛ فهل كانوا خطباء؟ الحقيقة أنهم كانوا يبيعون ويشترون ويصدقون، وكانت أخلاقهم سببًا في انتشار دعوة الإسلام؛ فالإنسان يستطيع أن يكون داعية بخُلقه، وماله، في بيته، ومؤسسته، وفي سفره, بإمكانه أن يكون داعية ولا يتكلف شيئًا.

وأوضح فضيلة الشيخ المطلق أنه من أعظم سمات الدعوة العناية بتكوين الأبناء وتربيتهم على أخلاق الإسلام، انطلاقا من الأمر القرآني: “وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ”.

وقال: واجبنا دعوة الأولاد البنين والبنات، والاستثمار فيهم وإصلاحهم؛ فبعض الناس استثمر في أولاده, وربح الدنيا والآخرة, وبعض الناس مسكين إذا جئته وجدت أولاده ضائعين.

وأكد الشيخ المطلق أن الاستثمار في الأولاد دعوة وبر, ويحتاج إلى جُهد, والمؤمن يسلك الأسباب النافعة في التربية, ويستعين بالناس الطيبين, ويحفظ أولاده من قرناء السوء؛ فليس هناك أخطر على الشباب من قرناء السوء.

واختتم فضيلة الشيخ الدكتور المطلق كلامه مشيدا بدور مكاتب دعوة الجاليات، ووصفها بأنها مأمونة, وعليها إخوة أفاضل, والتعاون معهم ينفع نفعًا عظيمًا.

وقال: مكاتب دعوة الجاليات توزع كتبا مجانًا بلغات العمالة الوافدة, تفيد المسلم الجديد, وهذا شيء طيب.

وحرص المشاركون في “إثنينية الذييب” يتقدمهم الشيخ حمود الذييب وأولاده على تكريم معالي الشيخ الدكتور عبد الله المطلق في ختام الندوة تقديرا لجهوده في التعريف بحقائق الإسلام ودفع مسيرة الدعوة.
وخلال فاعليات الاثنينية، كرمت جمعية سنابل الخير لرعاية الأيتام بمحافظة رابغ – برئاسة الأستاذ عبد الحميد اللهيبي، ونائبه الأستاذ بندر العمري – الشيخ حمود الذييب بإهدائه درعا تذكاريا، تقديرا لجهوده الكبيرة في دعم الجمعية، وذلك على شرف معالي الشيخ الدكتور عبدالله المطلق عضو هيئة كبار العلماء المستشار بالديوان الملكي، ووسط ترحيب كبير من الحضور.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى