تقارير اخبارية

تقرير درة | مستقبل جزيرة تاروت ودارين.. وتاريخها الضارب في الأصالة والحضارات

درة - التحرير :  

تعد جزيرة دارين وتاروت ذات تاريخ عريق، حيث أن الآثار التي وجدت تثبت تاريخها الضارب في الأصالة والحضارات التي سكنتها.

وامتدادا لتوجيهات القيادة الرشيدة، وجه الأمير محمد بن سلمان، بالعمل على معالجة جميع معوقات التنمية في جزيرة دارين وتاروت، خاصة في الجوانب البيئية والعمرانية.

وأوصى سمو ولي العهد، بتوفير فرص عمل وخلق الوظائف لأبناء المنطقة، ورفع مساهمتها في الناتج المحلي من أجل رفاهية المواطن من خلال تطوير الأنشطة الاقتصادية والسياحية فيها، والاستفادة من الميزات النسبية والاستثمار فيها.

وتقع جزيرة تاروت في محافظة القطيف بالمنطقة الشرقية، وتتميز بتاريخ عريق قدّره بعض المؤرخين بأكثر من خمسة آلاف، مما يجعلها من أقدم بقاع شبه الجزيرة العربية.

وتأتي الجزيرة في الترتيب الرابع في الخليج العربى، من حيث الحجم، بعد قشم وبوبيان ومملكة البحرين.

ومن أبرز معالم الجزيرة قلعة تاروت والتي ظلت صامدة في وجه العوامل المناخية والبشرية التي تعاقبت عليها منذ بنائها، وهي توجد وسط غابة من النخيل على قمة تلّ يتوسط جزيرة تاروت جنوب غرب البلدة القديمة في شرق محافظة القطيف، والذي يعد الأعلى من بين المرتفعات في المحافظة.

وتضمن التوجه التنموي للجزيرة الواقعة على مساحة 32 كيلو متراً مربعاً ويقطنها 120 ألف نسمة، تحديد المقومات والمزايا النسبية والتنافسية للجزيرة، وفق ثلاث ركائز رئيسية لرسم مستقبل جزيرة دارين وتاروت.

وهذه الركائز هى، المحافظة على الجانب الثقافي والتراثي التاريخي للجزيرة، وإحياء المواقع الطبيعية والبيئية، والارتقاء بجودة الحياة وتعزيز اقتصادها السياحي.

ولتحقيق مستهدفات التوجه التنموي للجزيرة، طُورت أكثر من 19 مبادرة نوعية فيها، حسب توجيهات القيادة الرشيدة.

فعلى الجانب الثقافي، سيتم تطوير قلعة ومطار دارين كوجهات سياحية تراثية، وإقامة عدة مهرجانات ثقافية وتراثية في الجزيرة بالإضافة لإنشاء مسارات متعددة للمشاة تتخلل المناطق التراثية في الجزيرة.

وعلى الجانب البيئي، سيتم إنشاء أكبر غابة مانجروف على ضفاف الخليج العربي، وإنشاء عدد من الفنادق والنزل البيئية في المناطق الطبيعية.

بالإضافة إلى، الارتقاء بجودة الحياة في الجزيرة، عن طريق إنشاء الطرق والبنى التحتية والحدائق العامة، والتي تتضمن عدة ملاعب ومنشآت رياضية حديثة.

ومن المتوقع أن يحدث اعتماد التوجه التنموي أثراً اقتصادياً واجتماعياً كبيراً في المنطقة، من خلال المساهمة في الناتج المحلي الإجمالي بمتوسط يصل إلى 297 مليون ريال سنوياً.

كما يتوقع زيادة عدد السياح وصولاً إلى 1.36 مليون سائح بحلول عام 2030، وتوفير آلاف الفرص الوظيفية بالإضافة إلى تخصيص ما يصل إلى 48% من مساحة الجزيرة للساحات والحدائق العامة والواجهات البحرية والطرق والمرافق.

ويرجع تاريخ تلّ تاروت الذي بُنيت عليه القلعة إلى قبل خمسة آلاف عام، ويؤرخ الموقع إلى عصر فجر السلالات الثاني أو الثالث إلى منتصف الألف الثالث قبل الميلاد.

أما تاريخ الجزيرة فيقول المؤرخون، إنها إحدى أهم مراكز مملكة دلمون، وكان لها دور كبير في تاريخ المنطقة خلال أكثر من خمسة آلاف عام قبل الميلاد، واستمر فيها الاستقرار البشري ودللت عليه المعثورات الأثرية فيها خلال هذه القرون .

وكان لها الدور الأكبر في الحياة التجارية في الخليج، وتعتمد عليها بلاد الرافدين وبقية المنطقة الساحلية في شرقي شبه الجزيرة العربية، ولها علاقات وطيدة مع الكثير من المناطق المتحضرة في المنطقة.

وفي الركن الجنوبي لجزيرة تاروت توجد بلدة دارين، التي كانت جزيرةً صغيرةً منفصلة عن الجزيرة الأم “تاروت” ومحاطة بمياهٍ ضحلةٍ، حتى أُعيد ردم القناة المائية الفاصلة بينها عام 1399هـ/1979م.

واشتهرت دارين في السابق بمرفأها البحري وسوقها النشطة، حيث كانت مخزناً للبضائع التي كانت تجلبها السفن والمراكب البحرية.

وأشهر تلك السلع هي: المسك والعطور والتوابل وأنواعٌ عدة من الأقمشة والمنسوجات والسيوف، وكانت مركز تجارة اللؤلؤ في القطيف.

وأبرز آثارها هي “قلعة عبد الوهاب الفيحانيّ” التي تقع على تلّ ركاميّ موجود في منتصف الساحل الجنوبيّ المقوّس لبلدة دارين، ويعدّ هذا التل أعلى نقطة على الشريط الساحليّ للمدينة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى