تكبير الخط ؟
يطرح زوار مهرجان الملك عبدالعزيز للصقور أسئلة لافتة عن حياة الصقور وأسلوب حياتها، ومنها سؤال حول طريقة نوم الصقور.
ويجيب صقارون “لو قيل لأحدٍ ما إن صقراً لأحدهم (عافر)، ربما لكان الأمر فيه صعوبة من حيث الفهم. لكن ذلك في منتهى السهولة في قاموس مربي الصقور، إذ تعني مفردة (عافر) أن الصقر غارقٌ في النوم”.
ويعود النوم على الصقر بالطاقة والحفاظ على الصحة والحيوية، وللصقر صفة فريدة عن غيره في طريقة النوم، إذ يقلب رأسه باتجاه ظهره، ويغطيه بأجنحته، وذلك في أسلوب يبعده عن الإضاءة والضوضاء إن وجدت.
وللصقور ميزة فريدة عن غيرها، إذ يمكن لها النوم بعينٍ واحدة، بينما تبقى الأخرى مفتوحة، وهذا الأسلوب في الغالب ما يستخدمه في رحلات الهجرة، التي في الغالب ما تكون لمسافات طويلة جداً.
ومن هذا المنطلق، ابتكر مربو الصقور ما يعرف بـ”البرقع”، الذي يمكنه من الراحة أكثر، إذ يمنع عنه الأصوات والإضاءة ليأخذ قسطاً من الراحة، كما هي حالة الإنسان حين الخلود إلى النوم.
وأيضاً من فوائد تغطية عيون الصقر بعد شعوره بالراحة والهدوء، أنه يجعل التعامل معه بسلاسة أكثر من قبل مربيه أو من يتعامل معه. وبحسب صقارين، فإن ذلك لا يُشعر الصقر بأنه أسير، وبالتالي يتمكن منه الخوف ويدب الذعر في داخله، وهي الحالة التي قد يؤذي من خلالها نفسه ومن حوله.
ومن باب الغرابة، فإن الصقر يقوم بالصياح حين يكون البرقع ضيقاً على مقاس رأسه ولا يناسبه، وإذا كان واسعاً تتحول ردود فعله إلى حالة من الخوف والذعر، ليخاطب من حوله بأن ذلك غير مناسب له.
والصقر يكاد يكود الأكثر من بين بني جنسه من ناحية حدة البصر، إذ تقول بعض الدراسات إنه يمكن له رؤية فريسته من على بعد أو ارتفاع كيلومتر، وهو ما أثبتته كثيراً من حالات انقضاضه على فريسته من ارتفاعات شاهقة، لذا يصف كثير من الشعراء عيون الصقر بالأجمل على الإطلاق، بينما أخذ البعض منهم وصف عيون من يحبون بعيون الصقر؛ إذ قال أحدهم في غزل من يحب “العنق عنق الفرس والبطن بطن الذلول.. والعين عين الصقر والوجه بدر التمام”.
يشار إلى أن مهرجان الملك عبدالعزيز للصقور يواصل إقامة الأشواط التأهيلية لمسابقة الملواح، ويترقب صقارون سعوديون ودوليون إقامة أشواط مسابقة المزاين خلال الأيام القادمة، وهما المسابقتن اللتان يخصص لهما المهرجان جوائز إجمالية تصل إلى 30 مليون ريال.