المجتمع والصحة

تقرير درة | أسباب الوذمة الرئيسية.. واختلال قوى التوازن

درة - قسم التحرير :  

إن غالبية كمية الماء في أجسامنا موجودة داخل الخلايا، وهي حوالي الثلث من الكمية موجود خارج الخلايا، بما يًشكل نحو 25% من هذه الكمية البلازما، والباقي السائل بين الخلايا.

وهناك قوى تُحافظ على توازن السوائل في الأقسام المختلفة، وتتمثل في عدة عوامل، منها الضغط الهيدروستاتيكي، وهو الذي يُولده السائل المتدفق في الأوعية الدموية على جدرانها.

كما يوجد الضغط الجرمي، وهو الذي تنتجه بروتينات الدم والذي يسحب السائل من بين الخلايا.

وحينما يحدث خلل في عمل القوى المضادة، ينعكس على التوازن مما يسبب خللا، الأمر الذي يؤدي إلى التعرض للوذمة.

من جهته، أعلن الدكتور سيرغي اغابكين، خلال مقابلة تلفزيونية، أن السبب الشائع للوذمة هو استهلاك الملح، حيث يؤدي إلى نقص المغنيسيوم والكالسيوم والبوتاسيوم في الجسم.

وقال سيرغي اغابكين، إن المعيار الفسيولوجي لاستهلاك الملح للبالغين في اليوم هو 5 غرامات، مما يؤدي إلى الإصابة بالوذمة عند الإفراط في تناوله.

ويمكن أن تحدث وذمة مثلا، في جوف البطن تسمى استسقاء ووذمة في جوف الجَنْبَة، وهو غشاء ناعم رقيق يُغطي الرئتين ويُبطن القفص الصدري.

وتتكون الجنبة من طبقتين وتُسمى استسقاء الصدر، أو تكون منتشرة فتسمى عام، نتيجة ازدياد كمية السائل في داخل الخلية، ما يسبب تطور مختلف الأمراض.

وينصح اغابكين، من لديهم ميل لظهور الوذمة عليهم، التقليل من تناول الملح 2-3 غرام، والتخلي عن الوجبات السريعة لأنها تحتوي على كمية كبيرة مخفية من الملح.

وفي حالات الوذمة يشعر الجسم بأن كمية السائل في داخل الأوعية الدموية تنقص، لذلك يشغل نظام البروتينات المسمى نظام الرينين أنجيوتنسين ألدوستيرون.

وتتمثل وظيفة هذا النظام في زيادة كمية السائل داخل الكلية عن طريق تقليل كمية الصوديوم المفرزة من خلال الكلية، مما يؤدي إلى تقليل كمية الماء المفرزة من الجسم.

كما يمكن أن يكون سبب الوذمة هو القصور الوريدي المزمن، الذي يتميز باضطراب تدفق الدم الوريدي من الأطراف السفلى.

ومن جانبه يشير الدكتور أوليغ كوتينكو كبير أطباء أمراض الكلى في وزارة الصحة بموسكو، إلى أن سبب الوذمة يمكن أن تكون مشكلات في الأعضاء الداخلية.

ويقول، عندما تحدث الوذمة تحافظ الكلى على الجسم، وعندما يستهلك الشخص الكثير من الصوديوم، تقلل الكلى تركيز الصوديوم في الجسم.

ويتابع، تتميز الوذمة الكلوية بانتفاخ في الوجه ومن ثم تنتقل إلى الأطراف، المهم هنا أن لا تصاحب الوذمة الناجمة عن الإفراط بتناول الملح أعراض إضافية، وعلى الشخص إجراء تحليل للبول.

وتنسب أمراض القلب والأوعية الدموية إلى اسباب الوذمة أيضا، حيث تتطور الوذمة في هذه الحالة تدريجيا من بضعة أسابيع وإلى 2-3 اشهر.

ويؤكد الطبيب في هذه الحالة على عدم تناول أدوية مدرة للبول لأنها يمكن أن تؤدي إلى تجلط الدم، وتشير إلى اضطراب عمل الغدة الدرقية.

ويقول: عندما تنخفض وظيفة الغدة الدرقية، يتطور مرض الوذمة المخاطية، وللعلم عند الضغط على الوذمة الناجمة عن أمراض الغدة الدرقية، لا يبقى أي أثر للضغط لأنها ذات كثيفة عالية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى