تكبير الخط ؟
كشفت دراسة جديدة، وُصفت بأنها من أكبر الدراسات في هذا المجال، أن ممارسة الرياضة تعتبر علاجاً للاكتئاب الشديد، ويمكن أن تكون بنفس فعالية الأدوية أو العلاجات النفسية، بل قد تكون أفضل منها من خلال بعض المقاييس
جمعت الدراسة بيانات من 41 دراسة شملت 2265 شخصاً يعانون من الاكتئاب، وأظهرت أن ممارسة أي نوع من التمارين تقريباً تقلل بشكل كبير من أعراض الاكتئاب، على الرغم من أن بعض أشكال التمارين بدت أكثر فائدة من غيرها
ويقول أندرياس هيسل، عالم التمرينات بجامعة بوتسدام في ألمانيا، الذي قاد الدراسة: «بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب، فإن النتائج تظهر أنهم ليسوا مضطرين لخوض سباقات الماراثون أو التدريب بقوة للاستفادة»
علاج فعّال
كانت التأثيرات قوية بما يكفي لدرجة أن مؤلفي الدراسة يأملون بأن هذه خطوة لجعل ممارسة التمرينات الرياضية علاجا يتم وصفه لمن يعانون من الاكتئاب
وتقول صحيفة واشنطن بوست، الأميركية، إن هذا النهج سيمثل تحولاً ملحوظاً، حيث توصي إرشادات الممارسة السريرية للجمعية الأميركية لعلم النفس، التي تم تحديثها في عام 2019، بسبعة أنواع من العلاج النفسي والعديد من المضادات لعلاج الاكتئاب، لكنها لا تذكر ممارسة التمرينات الرياضية
ويقول أندرياس هيسل: «نتوقع أن تؤدي هذه المراجعة إلى إرشادات وتوصيات محدثة لممارسة الرياضة كخيار علاج من الدرجة الأولى»
وقد عرف العلماء والأطباء منذ وقت أن التمارين الرياضية تحمينا من الإصابة بالاكتئاب، فالدراسات السابقة، أظهرت أن الرجال والنساء الذين يمارسون الرياضة (النشطين)، يصابون بالاكتئاب بمعدلات أقل بكثير من الأشخاص غير النشطين (من لا يمارسون أي نشاط رياضي)، حتى لو كان النشطون يمارسون الرياضة لبضع دقائق فقط في اليوم، أو بضعة أيام في الأسبوع
تفاصيل الدراسة
في الدراسة الجديدة التي نُشرت في المجلة البريطانية للطب الرياضي، جمعت مجموعة عالمية من الباحثين كل تجربة حديثة باستخدام النشاط البدني كعلاج للاكتئاب، انتهى بهم الأمر ببيانات من 41 دراسة حول 2265 متطوعاً، يمثلون أكبر عينة حتى الآن حول هذا الموضوع
وتضمنت برامج تمارين الدراسات المشي والجري ورفع الأثقال، وقد تألف بعضها من فصول جماعية، والبعض الآخر تدريبات فردية، وبعضها خضعت للإشراف، والبعض الآخر لم تخضع للإشراف، لكن كل هذه العناصر تميزت بأشخاص مصابين بالاكتئاب يستيقظون ويتحركون أكثر
وكانت التأثيرات قوية، وبشكل عام، الأشخاص المصابون بالاكتئاب الذين مارسوا الرياضة بأي شكل من الأشكال حسّنوا أعراضهم بخمس نقاط تقريباً، باستخدام مقياس تشخيصي معترف به على نطاق واسع، وبنحو 6.5 نقاط باستخدام مقياس آخر. وكتب مؤلفو الدراسة أنه بالنسبة لكلا المقياسين، فإن التحسن بمقدار ثلاث نقاط أو أكثر يعتبر مهماً. ويقول أندرياس هيسل: «من الناحية العملية، تشير هذه الأرقام إلى أنه بالنسبة لكل شخصين مصابين بالاكتئاب يبدآن في ممارسة الرياضة، يجب أن يعاني أحدهما من انخفاض كبير في أعراض الاكتئاب»
نوعية التمارين
ويقول فيليب شوتش، الأستاذ الذي يبحث في التمارين والصحة العقلية في جامعة سانتا ماريا بالبرازيل، وكبير مؤلفي الدراسة: «إن هذه الإحصائيات تمثل نتائج أفضل إلى حد ما من تلك التي شوهدت في الدراسات الحديثة للعلاج النفسي»
وبشكل عام، كانت التأثيرات أفضل إذا مارس الأشخاص تمارين معتدلة، مثل المشي، على الرغم من أن التدريبات الأكثر قوة، بما في ذلك الجري وركوب الدراجات وتمارين رفع الأثقال، كانت فعالة تقريباً، وحتى الأنشطة الخفيفة، مثل البستنة، خففت من الأعراض
ويقول هيسل: «إن الدراسة بشكل عام تُظهر أن التمرين هو خيار علاجي إضافي وفعال ومستقل للاكتئاب»
الكفاءة الذاتية
لم تبحث الدراسة في الكيفية التي يمكن أن تؤدى بها التمارين الرياضية إلى تحسين الصحة العقلية، إلا أنه في الأبحاث السابقة التي أجريت على الفئران المكتئبة، وكذلك مع الأشخاص، أدت التمارين الرياضية إلى رفع مستويات ضخ الدم للدماغ والعديد من المواد الكيميائية الحيوية المعروفة بأنها تساهم في تحسين الحالة المزاجية. كما أنها غالباً ما ترفع من الكفاءة الذاتية للأشخاص، وهي الشعور بأنك قادر على أكثر مما كنت تعتقد من قبل، وهو تغيير يرتبط عادةً بصحة عقلية أفضل
معلومات من الدراسة
ممارسة أي نوع من التمارين الرياضية تقلل بشكل كبير من أعراض الاكتئاب
يصاب الرجال والنساء ممن يمارسون الرياضة بالاكتئاب بمعدلات أقل بكثير من الأشخاص غير الرياضيين
النتائج تكون جيدة حتى لو كان الأشخاص يمارسون الرياضة لبضع دقائق فقط في اليوم.
التأثيرات قد تكون أفضل إذا مارس الأشخاص المصابون بالاكتئاب تمارين معتدلة مثل المشي.
التمارين الرياضية تحسن ضخ الدم للدماغ والعديد من المواد الكيميائية التي تساهم في تحسين الحالة المزاجية.
ممارسة الرياضة ترفع من الكفاءة الذاتية للأشخاص.. وهو الشعور بأنك قادر على القيام بأكثر مما كنت تعتقد.
