المجتمع والصحة

«الصيام» يعالج «السكري» أسرع من «الأنسولين».. ويحقق نتائج أكثر من «الرياضة» – (تقرير)

درة _ قسم التحرير:  

«الصيام».. الإمساك عن المفطرات من طلوع الفجر الثاني إلى غروب الشمس بنية.

«السكري».. مرض يصيب الإنسان عند وجود مشاكل في إنتاج هرمون الأنسولين.

«السكري» (Diabetes): يشمل هذا المصطلح عددا من الاضطرابات التي تمتاز في وجود مشاكل في هرمون الأنسولين الذي ينتجه البنكرياس بالوضع الطبيعي لمساعدة الجسم استخدام السكر والدهون وتخزين بعضها، مما ينتج عنه ارتفاع مستوى السكر في الدم.

ويعتبر مرض «السكري» من الأمراض المنتشرة، لذلك وضع بعض أطباء السكر فى العالم بعض القواعد والخطوط الاسترشادية العالمية لكى يتمكن مريض السكر من الصيام بدون مشاكل صحية، ويتمتع بصيام آمن طوال شهر رمضان المبارك.

العلاقة بين الصيام ومرض السكر
أثبتت الدراسات العلمية الحديثة، وجود فوائد صحية عديدة للصيام، ومن بينها تأثيره في علاج مرض السكري من النوع الثاني، بسبب فاعليته في تحسين استفادة الجسم من الأنسولين.

ويفيد الصيام في علاج السكر، وخسارة الوزن، والتخلص من الدهون المتراكمة في الكبد، كما يعمل على حرق الجلوكوز الزائد في الجسم، وبالتالي تحسين استجابة الإنسان للأنسولين، وبدء التعافي التدريجي من داء السكري.

ويفيد الجوع الناتج من الصيام، أكثر من التمارين الرياضية لأنها ستفيد في حرق الجليكوجين في العضلات لكن لن تفيد في التخلص من دهون الكبد.

الصيام علاج سريع لمرض السكر
ثبت أن تطبيق نظام الصوم على العديد من المرضى بداء السكري، كما أن الحالات الحادة منهم تماثلت للشفاء تقريبا في حوالي شهرين فقط، حيث أنه يعطى نتائج إيجابية أكثر من “الأنسولين”، لأن الأنسولين يجعل الجسم يستخدم كل الجلوكوز الموجود بداخله، ومن ثم يتحول الجلوكوز الزائد عن حاجة الجسم إلى دهون وبالتالي يزداد وزن المريض.

ويحفز الصيام إعادة تخليق الميتوكوندريا وهي أجزاء من الخلايا البشرية، لها تأثير هام في تكيف الجسم مع تغير مستويات السكر فيه، لذا فإن الصوم مفيد لعلاج السكر والسمنة والتخلص من السموم، ومنع الخرف، بالإضافة لتحفيز إفراز هرمون النمو، والوقاية من تكيس المبايض للسيدات، وتدمير الخلايا السرطانية سريعة النمو لأنه يحفز على هدم البروتين القديم في الجسم وإعادة تكوين بروتين جديد وبالتالى الحفاظ على صحة الإنسان بشكل عام.

ومن أهم النصائح لمريض السكر خلال شهر رمضان:

أولا: قياس السكر
من الضرورى أن تقوم بقياس مستوى السكر فى الدم عدة مرات يوميا، خصوصا مرضى السكر الذين يحتاجون للإنسولين، كما أن الأوقات التى ينصح بتحليل السكر فيها: صباحا ومنتصف النهار وعند صلاة العصر، وقبل الإفطار وبعد صلاة التراويح وقبل السحور.

وفي حالة إذا كنت تشعر بأعراض انخفاض السكر فى الدم، فيجب عليك قياس السكر فورا عند شعورك بانخفاضه.

ويجب مراقبة مستويات سكر الدم من حينٍ لآخر طوال ساعات اليوم، وهذا يعد ضروريًاً بصفة خاصة للمرضى الذين يتعالجون بالأنسولين، وينصح بفحص مستويات سكر الدم لديك، أربع مرات في اليوم، على الأقل:

من 10:00 صباحًا إلى 11:00 صباحًا.
من 03:00 مساءً إلى 04:00 مساءً.
بعد 3 ساعات من الإفطار.
قبل السحور مباشرةً.

ثانيا: الإفطار فورا حال انخفض مستوى السكر أو ارتفاعه
وينصح بالإفطار عند انخفاض مستوى السكر لأقل من 70 مج/دل، وعند الارتفاع الشديد فى مستوى السكر فى الدم أعلى من من 300 مج/دل، وتتمثل أعراض نوبة انخفاض السكر فى الدم فى الجوع، الرجفة، تصبب العرق والعصبية، نبض سريع، خفقان القلب.

ثالثا: تناول الكربوهيدرات سريعة الامتصاص عند انخفاض مستوى السكر فى الدم
مثل الماء مع السكر أو العسل أو عصير الفواكه أو تناول 3 إلى 4 أقراص جلوكوز أو 3 إلى 4 ملاعق سكر، ثم بعد ذلك يجب تناول النشويات.

رابعا: ممارسة الرياضة بعد الإفطار بساعتين
عادة لا تسبب ممارسة التمارين الخفيفة أية مشاكل، ومن الأفضل أن نتجنب ممارسة الرياضة المجهدة خلال ساعات الصيام، فقد يؤدى النشاط البدنى إلى فقد كمية كبيرة من السوائل، لذلك احرص على عدم ممارسة نشاط بدنى خلال فترة الصيام، فقد يؤدى إلى الجفاف ويؤدى إلى ارتفاع السكر فى الدم، وينصح بممارسة الرياضة بعد الإفطار بساعتين، كما يمكن اعتبار صلاة التراويح جزءا من ممارسة الرياضة اليومية، ويجب قياس مستوى السكر فى الدم قبل التمرين وبعده.

خامسا: الإكثار من السوائل
فالسوائل مهمة جدا لمريض السكر فى رمضان، حتى لا يشعر بالعطش.

سادسا: الاعتدال فى تناول الطعام
ليس هناك طعام ضار، ولكن علينا الاعتدال فى كميات الطعام التى نتناولها من كل نوع.

سابعا: تناول الأطعمة المحتوية على الألياف
يجب أن تحتوى الوجبات على الأطعمة الصحية التى تحتوى على الكثير من الألياف “بطيئة الامتصاص”، وبالتالى تمد الجسم بالطاقة ببطء. كما يجب تعجيل الإفطار وتأخير السحور لتجنب حدوث انخفاض السكر أثناء الصيام.

ثامنا: تجنب الكميات الكبيرة من المشروبات السكرية
يجب الابتعاد تماما عن المشروبات السكرية واستبدالها بالمشروبات منخفضة السكر.

تاسعا: تجنب الكربوهيدرات والأطعمة السكرية الدهنية عند الإفطار
يؤدى تناول الكربوهيدرات والأطعمة السكرية إلى ارتفاع السكر فى الدم وإلى زيادة الوزن.

عاشرا: تجنب الخبز المصنوع من الدقيق وتجنب عصير الفواكه
تحتوى الزبد والسمنة على نسبة عالية من السعرات الحرارية فيجب أن تتجنبهما، كما يجب عليك تجنب عصائر الفواكه المحلاة.

أحد عشر: احرص على تناول كميات كبيرة من السلطة والخضراوات
لأنها صحية ومنخفضة السعرات الحرارية.

اثنا عشر: تجنب الجفاف أثناء الصيام.
تجنب الأغذية التى تحتوى على الكثير من الملح، مثل المكسرات المملحة والأنظمة الغذائية التى تحتوى على نسبة عالية من البروتين “اللحوم”، وعليك بالإقلال من المشروبات الغنية بمادة الكافيين مثل الشاى والقهوة والمشروبات الغازية، ولا تتناول التوابل المالحة لكى تتجنب العطش.

نموذج إفطار صحى:
3 ملاعق أرز + شريحة لحم + خضار مسلوق + طبق سلطة خضراء، ويمكن استبدال المشروبات الغازية بطبق أرز أو رغيف عيش.

نموذج لوجبة سحور صحية:
احرص على تأخير وجبة السحور فى وقت متأخر لتقليل مخاطر انخفاض السكر فى الدم أثناء الصيام، ويجب أن تحتوى الوجبة على الكربوهيدرات المركبة “التى تنتج الطاقة ببطء” مثل الحبوب القمح والأرز والذرة، والبقوليات مثل “الفول والعدس”.

تناول الكثير من السوائل غير المحلاة:
ومن أمثلة نموذج السحور الصحى العيش والفول والزبادى مع بيضة واحدة، مع ضرورة شرب كمية مناسبة من السوائل مع الوجبات.

المخاطر المحتملة عند صيام مريض السكر
ومن المخاطر المحتملة عند الصيام انخفاض السكر فى الدم أو ارتفاعه، أو الجفاف أو تجلط الدم، كما أن مرضى السكر الأكثر عرضة لمخاطر الصيام وهم الذين يتعرضون لانخفاض حاد فى مستوى السكر، ومرضى النوع الأول لمرض السكر أو الحوامل أو كبار السن الذين يعانون من أمراض أخرى بالإضافة إلى مرض السكر.

وأخيرًا.. يجب على الصائمين بالمتابعة مع الطبيب المعالج وتعديل مواعيد جرعات الأدوية، لتلافي انخفاض السكر بشكل مفاجئ في الدم أو حدوث أي مضاعفات غير مرغوبة للمريض.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى