تقرير درة | زلزال “الحوز” في المغرب.. الأقوى خلال السنوات الـ 60 الماضية

تكبير الخط ؟
رصد مجموعة من الباحثين في علوم البيئة والظواهر الطبيعية “أمرا غريبا” في زلزال “الحوز” الذي ضرب المغرب مؤخرًا، حيث كان مفاجئا تماما للخبراء والمتخصصين في هذا النوع من الكوارث الطبيعية على الكوكب.
وعلى الرغم من أن الزلازل بطبيعتها، لا تضرب خلال موعدا محددا ولا ينتظرها أحد، إلا أن زلزال “الحوز” الأخير في المغرب يعد الأقوى في السنوات الـ 60 الماضية.
وقد فاقت قوته قوة الزلاال الذي ضرب منطقة الحسيمة في أقصى شمال المغرب في عام 2004، وأودى حينها بحياة أكثر من 600 شخص.
ويقول الباحثون في هذا الشأن، إن هذه المرة قد وقعت الكارثة في جنوب شرق البلاد، ولكنها كانت بمثابة مفاجئة كبيرة للكثيرين.
من جانبه، وصف سيرغي بولينيتس، كبير الباحثين في معهد أبحاث الفضاء التابع لأكاديمية العلوم الروسية، والخبير في زلازل منطقة شمال إفريقيا، هذا الزلزال وتوابعه بأنها “غير عادية”، لحدوثه في صفائح لم يسبق أن رصد بها نشاط زلزالي.
ولفت الخبير إلى وجود أمرًا غير معتاد، وهو أن الصفائح الأفريقية والعربية أصبحت أكثر نشاطا، وأن القارة الأفريقية تتأثر بنشاط زلزالي لم يكن ملحوظا من قبل، وهذا الأمر غير معتاد.
وأشار إلى احتمال حدوث هزات أرضية ارتدادية أوسع في المستقبل القريب في منطقة شمال أفريقيا، تبعا لقانون “توهين” بعد حدوث زلزال قوي.
ووصفت أيضًا صحيفة “El Confidencial” الإسبانية، هذا الزلازل بأنه “زلزال غريب”، لم يحدث في منطقة زلزالية من قبل، حيث روت كيف استيقظ المغرب في رعب بسبب هذا الزلزال الذي أودى بحياة نحو 3000 شخص.
ويقول خوسيه كارلوس سالسيدو، أستاذ قسم هياكل المباني في جامعة إكستريمادورا، أن الزلزال الأخير لم يحدث في منطقة معرضة للزلازل، في حين أن المنطقة التي يرجح فيها النشاط الزلزالي توجد في شمال المغرب.
وأضاف، هناك في هذه المنطقة، تلتقي صفيحتان تكتونيتان، أفريقية وأوراسية، في منطقة بحر البوران، بين ساحل ملقة وشمال إفريقيا.
وأفاد بأن المنطقة التي وقع فيها الزلزال تقع على مسافة كبيرة من تقاطع هذه الصفائح، في حين رأت هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية أن سبب الزلزال في هذه الحالة، كان صدعا عكسيا على عمق ضحل في الأطلس الكبير في المغرب.
علماء الزلازل والمتخصصون في علم طبقات الأرض، فسروا الدمار الهائل لهذا الزلزال بالإشارة إلى العمق الضحل للمركز السفلي، أي المكان الذي تحدث فيه الصدمة التي تولد الزلزال.
وبحسب هيئة المسح الجيولوجي الأمريكي، فإن هذا العمق قد بلغ حوالي 18.5 كيلومترا، وبحسب المعهد المغربي، أقل من 11 كيلومترا.
ويوضح “سالسيدو” أكثر قائلا: العمق مهم جدا، في حالة حدوث زلزال تلعب المسافة دورا ليس فقط أفقيا، بالنسبة إلى مركز الزلزال، ولكن عموديا أيضا.
وتابع، إنها مثل لعبة نارية بين يديك، ستسبب ضررا أكثر من القنبلة التي انفجرت على بعد كيلومتر واحد من مكانك، حيث تميل الزلازل العميقة إلى توليد المزيد من الطاقة والموجات الارتدادية.
وبالتالي بحسب قوله، يتم تصنيفها أعلى على مقياس ريختر، لكن قوتها تتبدد عندما تبتعد عن المركز، أفقيا وعموديا.
وبحسب العلماء، ووفقًا للبيانات الأخيرة، فإن النقطة الهامة في حادثة الزلزال الأخير في المغرب تتمثل في الهندسة المعمارية القائمة، أو ما وصف بـ”لعنة” المباني التاريخية.
يذكر أنه في ليلة 9 سبتمبر، هز زلزال بلغت قوته 7.2 درجة، بحسب المعهد الوطني المغربي للجيوفيزياء، و6.8 نقطة، وفقا للمسح الجيولوجي الأمريكي، المنطقة الجنوبية من الأطلس المغربي.
وكان مركز هذا الزلزال الواسع والمدمر منطقة جماعة إيجيل، الواقعة على بعد حوالي 80 كيلومترا جنوب غرب مراكش، وفي الساعات التالية، وقعت عدة هزات ارتدادية أخرى، أشدها بقوة 4.9 نقطة.