تقرير درة | “شهر رمضان المبارك”.. فضائل “الصيام” الروحانية والجسدية على المسلمين

تكبير الخط ؟
يعد شهر رمضان من أعظم شهور السنة، وهو شهر الصيام وتلاوة القرآن الكريم وقيام الليل، فيه نزلت أول آيات كتاب الله عز وجل على نبيه سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-.
ويفرح المسلمون في شتى بقاع الأرض بقدوم هذا الشهر المبارك، حيث يعد بمثابة إعانة روحية للمسلم يمكن من خلالها الابتعاد عن المعاصي واللجوء إلى الخير والالتزام بالطاعات، وإقامة الفروض والسنن والنوافل وغير ذلك من الأعمال الصالحة بنية التقرب للخالق سبحانه وتعالى.
ومن بعض الآيات التي جاءت في حق هذا الشهر في القرآن الكريم، قول الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَىٰ الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾، وقوله تعالى ﴿شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِى أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ﴾ صدق الله العظيم.
كما كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا اقترب شهر رمضان خطب في الناس ونبههم إلى فضل هذا الشهر المبارك، وشجعهم على الاستعداد لاستقباله بالتحضير الروحي والمادي والتقرب إلى الله بالأعمال الصالحات.
ومن الأحاديث النبوية التي تبين ما قاله الرسول عن اقتراب شهر رمضان، فقد قال سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، عن ابن عمر -رضي الله عنهما “بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت من استطاع إليه سبيلا”. (رواه البخاري ومسلم).
وعن ابن عمر، رضي الله عنهما، عن النبي، صلى الله عليه وسلم، قال: “لا تصوموا حتى تروا الهلال ولا تفطروا حتى تروه فإن أغمي عليكم فاقدروا له.” (رواه البخاري ومسلم)، وقوله -صلى الله عليه وسلم- “إذا جاء رمضان، فتحت أبواب الجنة، وغلقت أبواب النار، وصفدت الشياطين”، رواه البخاري ومسلم؛ وقوله عليه الصلاة والسلام، “من فطر صائمًا كان له مثل أجره، غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيء”، رواه الترمذي.
وتعد فضائل شهر رمضان كثيرة ومتعددة، فهذا الشهر أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار، وفيه ليلة القدر التي هى خير من ألف شهر، وفيه تتنزل الرحمات والبركات، وهو من أفضل شهور السنة على الإطلاق.
وقد ورد فضل شهر رمضان الكريم في كتاب الله عز وجل، وذكره النبي -صلى الله عليه وسلم- في أحاديث كثيرة، وقد خص الله سبحانه وتعالى، هذا الشهر بمجموعة من المزايا، حيث أن الثواب والأجر على أي من الأعمال الصالحة التي يقوم بها المسلم خلال هذا الشهر، تكون أضعاف أجرها في الشهور الأخرى، ومنها كافة العبادات (الصلاة، الزكاة، قيام الليل، الصدقة، قراءة القرآن) وغيرها.
كما أنه في هذا الشهر الكريم، تفتح أبواب الجنة وتقفل فيه أبواب النار، وإذا جاء صفدت الشياطين، وهو الشهر الوحيد الذي تسلسل فيه عن غيره من الشهور.
ويميز هذا الشهر المبارك روح الألفة والتسامح التي تعم الأمة الإسلامية في كل مكان، وسعى كل مسلم في التقارب إلى ربه من خلال ممارسة الشعائر الدينية، وأخذ ثواب الجماعة من خلال المشاركة في الصلاة الجماعية في المسجد، لحضور حلقات القرآن والتفاسير.
وفي شهر رمضان، كغيره من العبادات، مساواة بين المسلمين، حيث يعود الخالق عبادة الشعور بالفقير وغير القادرين وذوي الأعذار، ومراعاة مشاعرهم وظروفهم، وذلك من خلال الامتناع عن الشهوات من الأكل والشرب وغيرها.
ويعد صيام شهر رمضان أيضًا، وفقًا لأراء معظم الأطباء، هو مفيد للصحة الجسدية والروحية أيضًا، وذلك لأنه يشعر المسلم بفضل النعم التي ينعم بها الإنسان وهو يتغافل عنها في بعض الأحيان.