المجتمع والصحة

تقرير درة | “الشتاء الديموغرافي”.. وآثار تناقص خصوبة النساء عالميًا

درة - قسم التحرير:  

تعاني دول أوروبا والغرب عمومًا، من تزايد الرغبة لدى الكثير من الأزواج في عدم الإنجاب، ويتخذون هذا القرار بكل أريحية، حيث أنه في تلك الدول ترتفع معدلات سن أو عمر زواج السيدات، وفقًا للأرقام.

وبالتالي، يؤثر ذلك الأمر على معدلات الخصوبة والإنجاب لديهم، ويعانون من ظاهرة اتخاذ قرار الإنجاب في قت متأخر من الزواج، فتأجيل الإنجاب لدى أغلبهم فكر منتشر.

وفي ظل التناقص التدريجي للخصوبة، وهذا التخوف الشديد الذى يخاف منه الباحثون هذه الأيام، ظهر مؤخرًا مصطلح جديد أطلقه العلماء على ظاهرة قد تهدد بانقراض البشر، وهذه الظاهرة تسمى “الشتاء الديموغرافى”.

وتعني هذه الظاهرة، انخفاض معدلات الخصوبة وقدرة النساء على الإنجاب بشكلٍ ملحوظ، ما يؤدى لانخفاض عدد السكان عالميًا، والتي تم رصدها حاليًا على نطاق واسع من دول العالم، خاصة دول أوروبا وآسيا، وفقا لما ذكرته التقارير المختلفة في موقع واشنطن تايم وغيرها.

وفى هذا التقرير، سوف نتعرف على أسباب ظاهرة الشتاء الديموغرافي، وعلى معدل الخصوبة عبر جميع الفئات العمرية، مقارنة بالعصور القديمة، وذلك وفقًا لما أورده موقع “ourworldindata”.

انخفاض نسبة خصوبة النساء عالميا..

إن معدل الخصوبة وهو مقياس يتم التعبير عنه بعدد الأطفال لكل امرأة، ويلخص معدلات الخصوبة عبر جميع الفئات العمرية في سنة واحدة معينة، انخفض بشكل كبير للغاية.

ففي العصور القديمة، كانت معدلات الخصوبة من 4.5 إلى 7 أطفال لكل امرأة في ذلك الوقت، ما أدى إلى مستويات مرتفعة جدًا لوفيات الرضع والأطفال إلى إبقاء النمو السكاني منخفضًا.

ومع تحسن الصحة وانخفاض معدل الوفيات بين السكان، شهدنا عادة نموًا سكانيًا متسارعًا في أغلب دول العالم، وخاصة قبل بدء تراجعه مرة أخرى بعد الستينيات في القرن الماضي.

وانخفض متوسط معدل الخصوبة العالمي إلى النصف من حوالي 5 في الستينيات إلى حوالي 2.4 في عام 2021، ثم ينتهي النمو السكاني السريع مع انخفاض معدل الخصوبة.

عدد الوفيات فى بعض الدول أكبر من المواليد..

ذكر موقع washingtontimes، أن قارة آسيا قديمًا اشتهرت بمعدلات الولادات المرتفعة، وهي الآن تقود المسيرة نحو “الشتاء الديموغرافي” وانخفاض خصوبة النساء، وفقاً للإحصائيات.

ومع معدل خصوبة يبلغ 1.34، وهو أقل بكثير فإن اليابان تفقد ما يقرب من 800 ألف شخص سنويًا، ووفقًا لأكاديمية شنجهاي للعلوم الاجتماعية فى الصين، فمن المتوقع أن تفقد الصين 60% من سكانها بحلول نهاية هذا القرن.

وفي عام 2023، وللعام الثاني على التوالي، كان عدد الوفيات أكبر من عدد المواليد في الصين، وفي العام الماضي، دعا الرئيس الصيني شي جين بينج شعبه إلى “تعزيز ثقافة جديدة للزواج والإنجاب”.

ومقارنة بكوريا الجنوبية، فإن الصين واليابان تعيشان في خضم طفرة المواليد تتمتع تلك الدولة بأدنى معدل خصوبة في العالم – 0.78، أي ما يقرب من ثلث عدد 2.1 طفل لكل امرأة اللازم للحفاظ على الاستقرار السكاني.

وتدفع كوريا الجنوبية ما يعادل 1500 دولار للآباء عن طفلهم الأول و2250 دولارًا للطفل الثاني، ويبلغ عمر ما يقرب من ربع القوى العاملة 70 عامًا أو أكثر، ويوجد الآن عدد من الكوريين في السبعينيات من العمر أكبر من عددهم في العشرينات من العمر.

وفي اليابان، يبلغ عمر واحد من كل 10 عمال 80 عامًا أو أكثر، ويمثل كبار السن 31% من القوى العاملة في سنغافورة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى