تقرير درة | رحيل امير الخير الامير “محمد بن فهد”..

تكبير الخط ؟
ودعت المملكة اليوم ٢٨ من شهر رجب لعام ١٤٤٦هجريا، الموافق ٢٨/ ١/ ٢٠٢٥م، إبنا من الجيل الثاني للأسرة الملكية آل سعود، وكان وجها مشرفا لدينه ووطنه -رحمه الله-، هو صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن فهد بن عبد العزيز آل سعود.
ولد الأمير الراحل محمد بن فهد، في ٤ يناير ١٩٥٠م، في مدينة الرياض، وهو الابن الثاني من أبناء الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود، والذي عاش معه ونهل من مدرسته، والتي هي امتداد لمدرسة المؤسس الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود، فاكتسب من الصفات والقدرات ما أهّله لتحمل المسؤولية عند أعلى مستوياتها.
تلقى -رحمه الله- تعليمه الابتدائي والمتوسط والثانوي في معهد العاصمة النموذجي بالرياض، وتعلم فيه القرآن الكريم والفقة والتوحيد والحساب واللغة العربية وآدابها، على أيدي نخبة من العلماء وصفوة المعلمين والمختصين.
والتحق بعدها بجامعة كاليفورنيا – سانتا باربرا – حيث حصل على درجة بكالوريوس في الاقتصاد والعلوم السياسية، وكان لتعليمه في أمريكا في تلك الفترة أهمية خاصة، إذ أضاف إلى حصيلته العلمية معرفة تامة بخصائص العالم الغربي، فكان لذلك انعكاس إيجابي على ممارسته العملية سواء أثناء فترة عمله بالقطاع الخاص أو عندما تولي مهامه بالعمل الحكومي.
وكان أول منصب حكومي يتقلده هو منصب مساعد نائب وزير الداخلية، وعمل في هذا المنصب، حتى عين بتاريخ 10 جمادى الثانية 1405هـ الموافق 1985م أميراً للمنطقة الشرقية، وقد بدأ مهام عمله برسم رؤية استشرافية مستقبلية لتنميتها، حتى نهاية تكليفه في ١٤ يناير ٢٠١٣م.
وولى الأمير محمد بن فهد، اهتمامه بالعديد من القضايا الإنسانية والاجتماعية، ولقد أطلق المبادرات والبرامج المتنوعة لخدمة مختلف شرائح المجتمع والإسهام في قضايا التنمية الإنسانية داخل وخارج المملكة، ومنها برنامج الأمير محمد بن فهد لتنمية الشباب، والذي حصل على جائزة دبي/الأمم المتحدة العالمية لأفضل الممارسات في تحسين الظروف المعيشية في العام 2002م، وكذلك جائزة الشارقة للعمل التطوعي في العام 2007م.
ولتوفير مظلة إدارية لكافة هذه البرامج والمبادرات، أسس الأمير محمد بن فهد مؤسسة الأمير محمد بن فهد للتنمية الإنسانية، وهو أيضاً الذي أطلق فكرة إنشاء جامعة خاصة بمواصفات عالمية في المنطقة الشرقية من المملكة العربية السعودية، وقدم لها كل الدعم والإشراف والتوجيه حتى أصبحت حقيقة على أرض الواقع.
وكان الديوان الملكي قد أعلن اليوم، وفاة صاحب السمو الملكي الأمير / محمد بن فهد بن عبدالعزيز آل سعود، عن عمرٍ ناهز ٧٥ عام، قضى أغلبها في خدمة دينه ووطنه وشعبه، وسيصلى عليه ـ إن شاء الله ـ يوم غدٍ الأربعاء الموافق 29 / 7 / 1446هـ، بعد صلاة العصر في جامع الإمام تركي بن عبدالله في مدينة الرياض.