تقرير درة | تأثير الإفراط في تناول الملح أو السكر على صحة القلب

أصبح الإفراط فى تناول السكر والملح أحد أكثر مسببات أمراض القلب والأوعية الدموية التى يتم تجاهلها، مما يزيد بشكل كبير من خطر الإصابة بالنوبات القلبية.

وعندما نفكر فى النوبات القلبية، فإن أول ما يتبادر إلى أذهاننا هو التوتر، وقلة ممارسة التمارين الرياضية، والتدخين، وارتفاع مستويات الكوليسترول، لكن ماذا لو كان الخطر الحقيقى يكمن في طعامك؟ متخفيًا في صورة مأكولاتك المفضلة يوميًا، مثل البسكويت، ورقائق البطاطس، والمشروبات الغازية، والحلويات، والمخللات، والصلصات.

فالنظام الغذائي الحديث ملىء بالأطعمة المصنعة والمعلبة الغنية بالسكريات المضافة والصوديوم الخفي، وهذه المكونات عند استهلاكها بما يتجاوز الحدود الموصى بها، يمكن أن تلحق الضرر بالجهاز القلبى الوعائى مع مرور الوقت، ويسبب مشاكل مثل ارتفاع ضغط الدم، والسمنة، ومرض السكر، والتهابات الجسم، وفى النهاية، انسداد الشرايين وقصور القلب.

وفي هذا الصدد، سوف نتعرف من خلال هذا التقرير، على تأثير تجاوز الحد الموصى به في تناول الملح والسكر على الجسم والصحة العامة، وعلاقته بخطر الإصابة بالنوبات القلبية وأمراض القلب، وذلك وفقًا لما أورده موقع “تايمز أوف إنديا”.

كيف يؤثر السكر على صحة قلبك؟..

فى حين يُلام على السكر غالبًا في زيادة الوزن ومرض السكر، إلا أن دوره في أمراض القلب لا يقل خطورة، فالإفراط في تناول السكر خاصةً السكريات المضافة الموجودة في المشروبات الغازية والحلويات وحبوب الإفطار والمخبوزات، يؤدي إلى ارتفاع مستويات السكر والأنسولين في الدم.

وهذا يُسبب مقاومة الأنسولين، مما يدفع الجسم إلى إنتاج المزيد من الأنسولين، مما يزيد بدوره من الدهون الثلاثية، ويخفض مستويات الكوليسترول الجيد (HDL)، ويرفع ضغط الدم.

ومع مرور الوقت، تُسبب هذه التغيرات التهابًا مزمنًا، وهو أحد العوامل الرئيسية المسببة لتصلب الشرايين، وهى حالة تتراكم فيها اللويحات داخل الشرايين، حيث يُعيق هذا التصلب وضيق الشرايين تدفق الدم، مما يزيد من احتمالية الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية.

علاوة على ذلك، يُساهم تناول كميات كبيرة من السكر في الإصابة بالكبد الدهني، وهي حالة شائعة الآن حتى لدى غير مدمني الكحول، والذى يُخل بتوازن عملية التمثيل الغذائي في الجسم ويزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.

وتُشير الإرشادات الغذائية العالمية إلى أن السكريات المضافة يجب ألا تتجاوز 10% من السعرات الحرارية اليومية، ومع ذلك، تُظهر الدراسات أن العديد من الناس يتجاوزون هذا الحد بكثير، وغالبًا دون علمهم بسبب الاعتماد المتزايد على الأطعمة الجاهزة والمُصنعة.

الملح: القاتل الصامت..

الملح ضرورى لعمل الجسم، ولكن الإفراط فيه قد يكون مميتًا، حيث يرتبط تناول كميات كبيرة من الصوديوم ارتباطًا مباشرًا بارتفاع ضغط الدم، وهو عامل خطر رئيسى للنوبات القلبية والسكتات الدماغية وقصور القلب.

وعندما نستهلك ملحًا أكثر من اللازم، يحتفظ الجسم بالماء الزائد لموازنة مستويات الصوديوم، ويؤدى هذا بدوره إلى زيادة حجم الدم، مما يضغط على الشرايين ويجبر القلب على العمل بجهد أكبر لضخ الدم.

وبمرور الوقت، يمكن أن يؤدي هذا الضغط الإضافي إلى إتلاف جدران الشرايين، مما يؤدي إلى تصلب الشرايين وانخفاض كفاءة القلب، وزيادة احتمالية الإصابة بالنوبات القلبية.

وكمية الملح اليومي الموصى بها أقل من 5 جرامات، ولكن معظمنا يستهلك ضعف هذه الكمية تقريبًا، ولعل المساهم الرئيسى هى الأملاح المخفية في الأطعمة المصنعة مثل رقائق البطاطس والخبز والمكرونة سريعة التحضير والشوربات الجاهزة ووجبات المطاعم.

وقد تبدو هذه الخيارات كوجبة خفيفة أو طبق جانبي غير ضار، ولكنه يمكن أن يسبب تراكم مستويات عالية من الصوديوم بشكل خطير في يوم واحد، وبالتالي يمكن أن يؤدي إلى مضاعفات صحية خطيرة على الصحة العامة بصفة عامة، وعلى صحة القلب خاصة.

طرق الوقاية من مشاكل القلب تبدأ من طبقك..

لم يعد مرض القلب حالة من حالات الشيخوخة، فهو يؤثر على الشباب في الثلاثينيات والأربعينيات من العمر، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى العادات الغذائية السيئة.

ويمكن لبعض التغييرات الصغيرة والمستمرة في أنماط الأكل الخاصة بك، أن تقلل بشكل كبير من مخاطر إصابتك بمشاكل القلب، والتي تشمل ما يلي..

ابدأ بتقليل المشروبات السكرية والوجبات الخفيفة المصنعة، واختر الأطعمة المحلاة بشكل طبيعي مثل الفواكه بدلاً من الحلويات، وعندما يتعلق الأمر بالملح، اقرأ الملصقات على الأطعمة بعناية، واحرص على طبخ طعامك فى المنزل وتجنب الوجبات الجاهزة قدر الإمكان.

تجنب إضافة المزيد من الملح إلى طعامك، واختر الأطعمة الطازجة والكاملة مثل الخضراوات والحبوب الكاملة والبقوليات والبروتينات الخالية من الدهون والدهون الصحية مثل المكسرات والبذور، واحرص على النشاط البدني المنتظم وإدارة الإجهاد وإجراء الفحوصات الصحية المنتظمة للحفاظ على صحة قلبك.