بحضور وكيل وزارة التعليم وعدد من القيادات التعليمية ثلاث مدارس من الطائف تستعرض تجارب ومبادرات تعليمية متميزة
تهدف لتعزيز قيم وتحسين نتائج الطلبة وتخدم المجتمع التعليمي

تكبير الخط ؟
استعرضت اليوم الإدارة العامة للتعليم بمحافظة الطائف التجارب المميزة لمبادرات عدد من المدارس والتي تخدم المجتمع التعليمي ، وذلك في لقاء عن بعد عبر الويبيكس ، بحضور وكيل وزارة التعليم للتعليم العام الدكتور حسن الخرمي ومدير عام التعليم بمحافظة الطائف الدكتور سعيد بن عبدالله الغامدي.وعدد من القيادات ومديري ومديرات المدارس
ومن هذه التجارب المميزة التي استعرضها اللقاء ، إطلاق ثانوية سارة آل الشيخ مبادرة “رؤية وحرفة” بالتزامن مع عام الحرف اليدوية، حيث قدّمت نموذجًا تربويًا يدمج بين المهارات اليدوية والقيم التربوية في بيئة تعليمية محفزة، لا سيما في ظل تحديات الدوام المسائي، وتؤمن المدرسة بأن الانتماء لا يُقاس بالوقت، بل بالأثر، حيث وُلدت المبادرة من رغبة المدرسة في خلق بيئة جاذبة تنبض بالحياة وتوفر فرصًا حقيقية لطالباتها، من خلال إكسابهن مهارات يدوية وتقنية تفتح لهن آفاقًا مهنية مستقبلية، وتسهم في تعزيز قيم مثل الالتزام، الصبر، والانضباط الذاتي، ليكون الانضباط انعكاسًا للقيم المتأصلة في نفوس الطالبات.
وتقوم المبادرة على تنظيم ورش عمل أسبوعية تُقام أيام الخميس، تجمع بين حرف مثل الطباعة، الكروشيه، الرسم، التغليف، والتصميم الرقمي، وبين قيم تربوية تسهم في بناء الشخصية. وتُنفذ هذه الورش تحت إشراف تربوي يضمن توافقها مع نواتج التعلم، مع منح الطالبات أدوارًا قيادية تعزز من مهاراتهن الإنتاجية.
وتهدف “رؤية وحرفة” إلى تعزيز الهوية الوطنية من خلال إحياء الحرف التراثية، ودعم الاقتصاد الإبداعي عبر تسويق منتجات الطالبات داخل المدرسة، كما تسعى إلى تنمية مهارات القرن الـ21، مثل التصميم، الابتكار، والتخطيط، وتحقيق التكامل بين الجانب المهاري والقيمي في التعليم.
وثاني هذه التجارب الفعالة ، تجربة مدرسة الغمير لتحفيظ القرآن حيث أعدت مبادرة “التلعيب” لتعزيز السلوك الصفي والانضباط المدرسي ، في خطوة تربوية مبتكرة تهدف إلى تعزيز السلوك الإيجابي والانضباط الذاتي بين الطلاب، أطلقت مدرسة الغمير الابتدائية والمتوسطة لتحفيظ القرآن الكريم مبادرة “التلعيب” للعام الدراسي 1446هـ، والتي تقوم على استخدام نظام النقاط كوسيلة تفاعلية لتحفيز الطلاب على تبني السلوكيات الإيجابية داخل الصفوف الدراسية والمرافق المدرسية.
وتعتمد المبادرة على منح الطلاب نقاطًا عند التزامهم بالسلوكيات المستهدفة مثل: احترام المعلمين، التعاون الصفي، الانضباط في الحضور، والمشاركة الإيجابية. ويتم تجميع النقاط تلقائيًا عبر النظام، وتحويلها لاحقًا إلى شهادات رقمية، جوائز رمزية، وامتيازات تشجيعية.
وتتيح المبادرة للمعلمين تسجيل تقييماتهم اليومية للسلوك، بينما يتمكن الطلاب من متابعة تقدمهم من خلال لوحات تحفيزية تُعرض داخل المدرسة، مما يعزز روح التنافس الإيجابي بينهم.
وتهدف هذه المبادرة إلى رفع مستوى التفاعل داخل الصف، وتحفيز الطلاب على الالتزام، كما تسهم في تحسين البيئة التعليمية عبر خلق أجواء قائمة على التحفيز والاحترام المتبادل.
ومن أبرز مكتسبات المبادرة تقليل المشكلات السلوكية، ترسيخ قيم المسؤولية والانتماء، وتحقيق استدامة في الانضباط الذاتي، إلى جانب تعزيز العلاقة بين الطلاب والمعلمين، مما ينعكس إيجابًا على جودة العملية التعليمية.
كما أبرز اللقاء مبادرة الثانوية الرابعة بالحوية “نوافذ على التميز”، وهي مبادرة تعليمية تكاملية تهدف إلى تحسين نواتج التعلم، من خلال تمكين المعلمات، واستثمار طاقات الخريجات، وتفعيل الشراكات المجتمعية. وترتكز المبادرة على تقديم حلول تعليمية استباقية ومستدامة تساهم في خلق بيئة مدرسية محفزة على الإبداع والتميز.
وتسعى المبادرة إلى تعزيز الاهتمام بتقييم نواتج التعلم بوصفه ركيزة أساسية لتطوير العملية التعليمية ورفع جودة الأداء الأكاديمي، إضافة إلى تحفيز الطالبات على التفوق من خلال برامج إثرائية ومقارنات مرجعية داخلية وخارجية، تتيح فرصاً لتقييم شامل لمهارات التفكير العليا والعمليات العقلية التي تتجاوز أساليب التقييم التقليدية.
كما تركز “نوافذ على التميز” على إعداد خطط تحسين فعالة تستند إلى مقارنة موضوعية لمستوى تحصيل الطالبات عبر الأعوام، لرصد النمو الأكاديمي وتوجيه التدخلات التربوية المناسبة. وتشجع المبادرة تبني ممارسات تعليمية إبداعية تحقق نواتج تعلم متميزة ومستدامة، مع ترسيخ مبدأ الشفافية والعدالة في تقييم الأداء.
وتهدف المبادرة إلى جعل المدرسة بيئة تعليمية جاذبة تحتضن الإبداع والابتكار، وتدعم التميز التربوي من خلال نقل وتعميم التجارب الناجحة، بما يرفع من مستوى وكفاءة المخرجات التعليمية على نطاق أوسع.
من جانبه ، أوضح المدير العام للتعليم بمحافظة الطائف الدكتور سعيد بن عبدالله الغامدي ، بأن تجارب المدارس المميزة التي تقدم خدمات تعليمية نوعية للطلاب والطالبات، تُعد نموذجًا وطنيًا يُحتذى به في تطوير العملية التعليمية ورفع نواتج التعلم والتحصيل الدراسي.
وأوضح الدكتور الغامدي أن هذه المدارس استطاعت، من خلال خطط تربوية مبتكرة، وإدارة فاعلة للموارد، وتمكين الكوادر التعليمية، أن تخلق بيئات تعليمية محفزة ترتكز على الطالب بوصفه محور العملية التعليمية، مشيرًا إلى أن هذه التجارب أثبتت فاعليتها من خلال تعزيز دافعية الطلبة نحو التعلّم، بما ينعكس إيجابًا على نتائجهم الدراسية وسلوكهم التعليمي.