تقرير درة | العلاقة بين “البلاستيك” والوفيات الناجمة عن “أمراض القلب”

تكبير الخط ؟
توجد الفثالات في معظم المنتجات التي تلامس البلاستيك أثناء الإنتاج أو التغليف أو التوصيل، وهى سلسلة من المواد الكيميائية واسعة الانتشار، والتي ثبت أنها تُسبب اضطرابات في الغدد الصماء وتضر بصحة الإنسان.
وفي هذا الصدد، تشير دراسة جديدة إلى، أن ما يقرب من 350 ألف حالة وفاة مرتبطة بأمراض القلب، حوالي 13% من الوفيات حول العالم، قد تكون ناجمة جزئيًا عن التعرض لمستويات عالية من الفثالات، وهى مواد كيميائية تستخدم لجعل البلاستيك ناعمًا ومرنًا.
وأوضحت الدراسة التي أجرتها كلية جروسمان للطب بجامعة نيويورك، ونشرها موقع “Web MD”، أن تلك النسبة من الوفيات الناجمة عن مشاكل القلب والأوعية الدموية، كانت بين البالغين الذين تتراوح أعمارهم بين 55 و64 عامًا.
واستخدم الباحثون خلال الدراسة، نموذجًا إحصائيًا مبنيًا على بعض الافتراضات، لأنهم لا يعرفون مدى تعرض كل شخص فعليًا للفثالات، واستعانوا بمجموعات بيانات ضخمة من دراسات أخرى حول مستويات الفثالات في سوائل الجسم.
كما استخدم الباحثون خلال إجراء هذه الدراسة، صيغة مقترحة تربط التعرض للفثالات عن طريق تواجدها في المواد البلاستيكية التي يستخدمها الأشخاص، بالوفيات الناجمة عن مشاكل في القلب والأوعية الدموية.
وتظهر الدراسة وجود ارتباط، لا علاقة سببية، بمعنى آخر لا يمكن إثبات أن الفثالات تسبب مشاكل قلبية قاتلة، بل تشير فقط إلى وجود رابط بينهما.
وقالت سارة هيمان، الباحثة الرئيسية في الدراسة وباحثة مشاركة في كلية جروسمان للطب بجامعة نيويورك، أنه من خلال تسليط الضوء على العلاقة بين الفثالات والسبب الرئيسي للوفاة في جميع أنحاء العالم، فإن نتائج الدراسة تضيف إلى مجموعة كبيرة من الأدلة على أن هذه المواد الكيميائية تشكل خطراً هائلاً على صحة الإنسان.
ووفقا للدراسة، يمكن ابتلاع هذه المواد الكيميائية بعدة طرق، مثلاً عن طريق ملامسة عبوات الطعام أو الشراب، أو امتصاصها عبر الجلد عبر منتجات العناية الشخصية، أو حتى استنشاقها، وينصح لتقليل التعرض للفثالات بالتنظيف المتكرر بالمكنسة الكهربائية، والبحث عن عبوات تخزين طعام زجاجية وفولاذية.
وقال الباحثون، إنهم يخططون لتحليل كيفية تأثير انخفاض التعرض للفثالات بمرور الوقت، على معدلات الوفيات، كما يريدون أيضًا تحليل الفثالات جنبًا إلى جنب مع بيانات الولادة المبكرة.
وتجري وكالة حماية البيئة الأمريكية حاليًا تحقيقًا في المخاطر الصحية لخمسة فثالات، بما في ذلك DEHP، التي كانت محور هذه الدراسة الأخيرة.
وقد دُفعت الوكالة إلى إجراء تحقيقها بناءً على بعض الحقائق الصحية المعروفة، وهى العثور على الفثالات في الغذاء وفي دم الإنسان، حيث ربطت الدراسات المعملية التي أجريت على الحيوانات، التعرض للفثالات قبل الولادة بحالة تسمى متلازمة الفثالات، والتي يمكن أن تؤثر على مستويات هرمون التستوستيرون لدى الذكور والخصوبة.
يذكر أن، الفثالات من المواد المعروفة التي تسبب خللاً في الغدد الصماء، وهذا يعني أنها يمكن أن تتداخل مع أنظمة الهرمونات في الجسم، مما قد يؤدي إلى مشاكل في الصحة الإنجابية، ومشاكل النمو عند الأطفال، وزيادة خطر الإصابة بالأمراض المزمنة مثل أمراض القلب والأوعية الدموية والسكري وأنواع معينة من السرطان.