تقرير درة | فطر الرشاشيات القاتل.. عدوى تمتلك اللياقة اللازمة لاستعمار رئتي الإنسان

تكبير الخط ؟
بعد إصابة الملايين بعدوى فطر الرشاشيات وانتشاره بأوروبا وأمريكا، كشفت دراسة بريطانية جديدة حول تغير المناخ، أنه من المتوقع أن ينتشر هذا الفطر القاتل في أجزاء جديدة من أوروبا بسبب ارتفاع درجات الحرارة.
ويعرف داء الرشاشيات بأنه مصطلح عام للعدوى التي يسببها نوع من العفن (الفطريات) ينتمي إلى جنس الرشاشيات، يمكن العثور على العفن المسبب لداء الرشاشيات في كل مكان في البيئة على شكل جراثيم، ولكن في ظروف معينة يمكن أن يصبح مسبباً للأمراض.
وأظهرت الدراسة الحديثة، أن فطر الرشاشيات، وهو نوع من العفن يمكن أن يسبب مشاكل في الرئة والتنفس إذا أصاب الإنسان، قد يصيب ملايين الأشخاص سنويًا، مع انتشاره إلى دول شمال أوروبا وآسيا وأمريكا بسبب ارتفاع درجات الحرارة.
وبحسب جريدة “الأندبندنت” البريطانية، قال نورمان فان راين، الباحث في مؤسسة ويلكوم ترست بجامعة مانشستر والمشارك في تأليف الدراسة، إن العالم يقترب من نقطة تحول فيما يتعلق بارتفاع مسببات الأمراض الفطرية، التي تزدهر في بيئات متنوعة، بما في ذلك داخل المنازل.
وأضاف السيد راين، أن العدوى الفطرية ستكون عاملاً في ملايين الوفيات حول العالم سنويًا، حيث يزدهر الفطر لدى البشر لأنه يستطيع البقاء على قيد الحياة في درجات الحرارة الدافئة، وهو مرض رئوي ويمكن أن ينتشر إلى أعضاء أخرى بالجسم.
وفي حديثه لصحيفة فاينانشيال تايمز، قال السيد فان راين: “نحن نتحدث عن مئات الآلاف من الأرواح، وتحولات قارية في توزيع الأنواع، خلال 50 عامًا، سيختلف تمامًا مكان نمو الكائنات الحية وما تُصاب به”.
ويمكن أن يكون لفطر الرشاشيات فوائد إيجابية، ويُستخدم في الإنتاج الصناعي والغذائي، بما في ذلك تخمير صلصة الصويا والساكي، إلا أن هذا الفطر القاتل قد يُشكل تهديدًا خاصًا لمن يعانون من حالات مثل الربو والتليف الكيسي أو ضعف الجهاز المناعي.
وتُظهر أبحاث الفطريات، أن فطر الرشاشيات الدخناء (Aspergillus fumigatus) قد ينتشر في 77% إضافية من الأراضي بحلول عام 2100م، نتيجةً للاستخدام العالمي المكثف للوقود الأحفوري، مما قد يُعرّض 9 ملايين شخص في أوروبا للإصابة به، وفقًا لصحيفة فاينانشال تايمز.
وينمو هذا النوع بسرعة في درجات حرارة عالية داخل السماد العضوي، مما يُفسر ازدهاره في درجة حرارة الجسم الداخلية البالغة 37 درجة مئوية، مما يساعد ذلك على انتشاره بين الأشخاص بشكل سريع.
وقالت البروفيسورة إيلين بيجنيل، المديرة المشاركة في مركز MRC لعلم الفطريات الطبية بجامعة إكستر: “ربما يكون نمط حياته في البيئة الطبيعية، قد منح فطر الرشاشيات الدخناء ميزة اللياقة البدنية اللازمة لاستعمار رئتي الإنسان”.
وأضاف الباحثون، أن نوعًا آخر، وهو فطر الرشاشيات الصفراء، يعيش على المحاصيل، وقد ينتشر إلى 16% إضافية من مساحة شمال الصين وروسيا والدول الاسكندنافية وألاسكا بحلول عام 2100م.
ووفقًا للدراسات الأخيرة، يتوقع الخبراء أنه قد تصبح بعض المناطق الموجودة في الدول الأفريقية والبرازيل غير صالحة للعيش، مما قد يضر بالنظم البيئية المحلية.
قال الدكتور داريوس أرمسترونج- جيمس، أستاذ الأمراض المعدية والفطريات الطبية في إمبريال كوليدج لندن، لصحيفة فاينانشال تايمز: “هناك تهديدات خطيرة من هذا الكائن الحي على صحة الإنسان والأمن الغذائي”.