تقارير اخبارية

تقرير درة | قيادةً وشعبًا.. المملكة تنجح في خدمة ضيوف الرحمن لـ”حج ١٤٤٦هـ”

درة - قسم التحرير  

بدأت مراسم موسم الحج لهذا العام الذي يوافق ١٤٤٦ هجريًا، بخطة متكاملة من كافة الأطراف المعنية في المملكة بهذه المناسبة المباركة الذي يحظى فيها الشعب السعودي بخدمة ضيوف الرحمن، والتي تعكس مدى التزام المملكة قيادة وشعبا بتعاليم ديننا الإسلامي ومبادئه السمحة التي تدعوا إلى الرحمة والعدل والسلام، والتي ترشد إلى ما فيه الخير للبشرية كلها.

خدمة أوسع على كافة الأصعدة
وتهدف الجهود المبذولة من قبل القائمين على موسم الحج لهذا العام، تقديم الجهود اللازمة لتوفير خدمة أوسع على كافة الأصعدة، تعكس الجهود الوطنية المبذولة لخدمة ضيوف الرحمن، وتُبرز صورة المملكة المشرّفة قيادة وشعبا أمام العالم، والتي تنقل اهتمامها بأحد شعائر الدين والركن الخامس من أركان الإسلام.

نقلة كبيرة في الخدمات
وشهدت الخدمات والتسهيلات التى تقدمها المملكة لضيوف الرحمن نقلة كبيرة، خصوصًا في وقتنا الحاضر ضمن مستهدفات رؤية المملكة ٢٠٣٠م، حيث أتيح التسجيل للحج عبر تطبيق “نسك”، الذي لم يكن مجرد منصة للحجز، فأصبح بوابة متكاملة لحجٍ ذكي، وأيضًا السكن، التنقل، التوعية، الصحة، كلها مرتبطة بنظام رقمي شامل، وبفضل الربط الإلكتروني بين وزارتي الحج والعمرة، والصحة، أنشئ ملف صحي رقمي مرتبط بالهوية الوطنية عبر منصة “نفاذ”، يتيح لأي مركز صحي أو فرقة إسعافية الوصول إلى معلومات أي جاج بلحظة واحدة دون سؤال.

وقد وفرت المملكة للحجاج كافة الخدمات اللازمة في جميع المحطات، والتي تضمنت المياه الباردة، ومظلات وافرة، وفرق طبية جاهزة، والمستشفيات المرتبطة إلكترونيًا بأنظمة ذكية توزع الخدمات تلقائيًا حسب كثافة الحجاج، وسيارات الإسعاف “والهلال الأحمر” التي تتصل مباشرة بنقاط الطوارئ، والتي تدل على وجود منظومة رقمية وإنسانية متكاملة، تتضافر فيها الوزارات والهيئات والقطاعات ذات العلاقة، وتتوحد البيانات، لتجعل من كل رحلة حج تجربة إيمانية آمنة ومطمئنة وميسرة.

كلمة خادم الحرمين الشريفين
وبهذه المناسبة المباركة، وجه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – أيده الله – كلمة إلى الأمة الإسلامية، قال فيها: “نحمد المولى سبحانه وتعالى أن أنعم علينا وشرّفنا بخدمة الحرمين الشريفين، داعين الله سبحانه أن يتقبل من حجاج بيته حجهم ونسكهم وطاعاتهم، وأن يحمل عيد الأضحى المبارك الخير والسلام والمحبة لأمتنا والعالم أجمع؛ وكل عام وأنتم بخير”.

خطبة صلاة العيد
وفي السياق، أورد إمام وخطيب المسجد الحرام الدكتور صالح بن حميد في خطبة عرفة، جملة من التوجيهات الإيمانية والنصائح الدنية، تحث على الالتزام بما أمر الله والابتعاد عن نواهيه، وحثهم على اتباع الأنظمة والتعليمات والتوجيهات المنظمة للحج، لأنها جزء من تحقيق مقاصد الشريعة، ويُعد واجباً دينياً وأخلاقياً وسلوكاً حضارياً يعبر عن روح التعاون والانضباط ويضمن انسيابية حركة الحجاج.

كما امتلأت الخطبة المؤثرة للشيخ صالح بن حميد، بالدعاء والتضرع، وكان لفلسطين حضور لافت في دعائه، والذي لامس القلوب، حيث توجه إلى الله تعالى سائلاً أن يتولى شأن إخواننا في فلسطين، وأن يشبع جائعهم، ويؤمّن خائفهم، ويكفيهم شر أعدائهم، وامتدت كلماته لتشمل دعوات صادقة بإصلاح أحوال المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، داعياً إلى الألفة وتوحيد الصف وزرع المحبة بين القلوب.

ودعا الشيخ بن حميد، في خطبته التي حملت مضامين روحية وإنسانية عميقة، بالمغفرة وتيسير الأمور وصلاح الذرية، طالباً من الله أن يتقبل حج الحجاج وطاعاتهم ويعينهم على الشكر والذكر وحسن العبادة، مشيرا إلى أن ما توليه قيادة السعودية من عناية واهتمام بالغين بعمارة الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة، وما تقدمه للحجاج ممثلة في أجهزتها الخدمية والأمنية، تمكنهم من أداء مناسكهم وشعائرهم بأمن وطمأنينة ويسر.

جموع المسلمين في صعيد عرفات
وحينما شوهد جموع المسلمين وقد اكتظ بهم صعيد عرفات الطاهر، يحفهم الأمن والأمان، ارتسمت معالم الابتسامة والسعادة على وجوه وفي قلوب الأمة الإسلامية بنجاح موسم الحج لهذا العام، داعين لهذه البلاد المباركة أن يديم الله نعمها الوفيرة، وأن يُجزل الثواب للقيادة الرشيدة لقاء ما تبذله من عطاء في رعاية بيت الله الحرام وخدمة ضيوف الرحمن الذين يأتون من كل فج عميق.

وتأتي هذه الجهود امتدادًا للنجاحات التي حققتها المملكة في الأعوام السابقة، والذي تعكس تطور الخدمات والعناية ببيت الله الحرام وضيوف الرحمن، ومدى اهتمام ملوك المملكة وشعبها على مر العهود، وصولًا إلى ما تحقق في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان آل سعود -حفظهما الله- من تسهيلات نوعية جعلت أداء المناسك أكثر يُسرًا وسهولة.

إحصاءات الحجاج
هذا، وقد بلغ إجمالي أعداد الحجاج هذا العام ١٤٤٦هـ، ١٦٧٣٢٣٠ حاجًّا وحاجَّة، منهم ١٥٠٦٥٧٦ حاجًّا وحاجَّة، قدموا من خارج المملكة عبر المنافذ المختلفة، فيما بلغ عدد حجاج الداخل ١٦٦٦٥٤ حاجًّا وحاجَّة، وصل عدد الحجاج الذكور ٨٧٧٨٤١ حاجًّا، بينما بلغ عدد الحاجَّات الإناث ٧٩٥٣٨٩ حاجَّةً.

وعن إحصاءات الحجاج القادمين من خارج المملكة، أوضحت الهيئة طُرق قدوم الحجاج من خارج المملكة، إذ وصل ١٤٣٥٠١٧ حاجًّا وحاجَّة عن طريق المنافذ الجوية، بينما وصل ٦٦٤٦٥ حاجَّا وحاجَّة عن طريق المنافذ البرية، فيما وصل عن طريق المنافذ البحرية ٥٠٩٤ حاجًّا وحاجَّة.

يذكر أن، الهيئة العامة للإحصاء، اعتمدت في إصدار البيانات والمؤشرات الإحصائية لموسم حج عام ١٤٤٦هـ/ ٢٠٢٥م على بيانات السجلات الإدارية من وزارة الداخلية بوصفها المصدر الرئيس للبيانات، لتوفير بيانات سجلية عالية الدقة والموثوقية لإحصاءات الحج وفق نموذج موحَّد يشمل عددًا من العناصر، امتدادًا للنهج الإحصائي الذي تم اتباعه خلال الأعوام الخمسة الماضية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى