الإقتصادية

“قمة الشراكة السعودية البريطانية” تدفع عجلة التنويع الاقتصادي وتفتح آفاقاً استثمارية واعدة

أكابر الأحمدي - جدة :  

أكد خبراء ومحللون اقتصاديون أن نجاح قمة الشراكة الاستثمارية السعودية البريطانية يعكس إدراك المملكة العميق للتحولات الجذرية التي يشهدها الاقتصاد العالمي، وسعيها المستمر لبناء اقتصاد مرن ومتنوع من خلال توطيد الشراكات الاستراتيجية وتوطين الصناعات الحيوية.

وأشاروا إلى أن محاور القمة جسّدت رؤى مستقبلية للاقتصاد، من خلال التطرق إلى قضايا محورية مثل تطورات الاستثمار، وتمويل مشروعات البنية التحتية، وتنمية بيئة رأس المال، وهي ملفات تعتبر أساسية في عملية التحول الاقتصادي ضمن رؤية المملكة 2030.

صحيفة “دُرّة” رصدت أبرز الآراء في التقرير التالي:

آفاق تعاون جديدة

أوضح المحلل المالي والاستثماري عبدالله الحامد أن حكومتي المملكة العربية السعودية والمملكة المتحدة تعملان على توسيع التعاون في مجالات استراتيجية مثل الطاقة المتجددة، الصناعة، والسياحة، مشيرًا إلى أن القمة تمثل خطوة حيوية في تعزيز تلك الجهود.

وقال الحامد: “المملكة المتحدة تُعد شريكًا تجاريًا مهمًا للمملكة، ويبلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين نحو 7 مليارات دولار، وضمن رؤية 2030 تسعى الدولتان إلى رفع هذا الرقم إلى 38 مليار دولار، مع التركيز على الصناعات الدفاعية، الذكاء الاصطناعي، والطاقة المتجددة.”

القمة وطريق التنمية


من جهته، شدد الخبير والكاتب الاقتصادي حسن الأحـمري على أهمية دور مجلس الأعمال السعودي البريطاني كواجهة استثمارية تعكس عمق العلاقات بين البلدين.

وأضاف الأحـمري: “تاريخ العلاقة السياسية والاقتصادية بين المملكة وبريطانيا طويل وراسخ، وهذه القمم عادة ما تُتوَّج بتوقيع شراكات واتفاقيات اقتصادية تعزز مكانة المملكة على الخريطة الاستثمارية العالمية.”

وأكد أن حجم الاستثمارات البريطانية المباشرة داخل المملكة يتجاوز 16 مليار دولار، مع توقعات بنموها نتيجة لسياسات المملكة الرامية إلى جذب المزيد من الاستثمارات وخلق فرص عمل وزيادة التدفقات النقدية.

تعزيز العلاقات وتاريخ من التعاون


أما المستشار في ريادة الأعمال والشأن الاقتصادي فواز محمد خياط، فقد وصف انعقاد القمة بأنه حدث مفصلي يعكس عمق العلاقات الممتدة لأكثر من قرن بين البلدين.

وقال خياط: “العلاقات السعودية البريطانية متنوعة في مجالات التعليم، الصحة، الطاقة، وقد تطورت بشكل ملحوظ في عهد الملك فهد وتواصلت حتى الآن في ظل رؤية 2030، والتي تهدف إلى رفع حجم التبادل التجاري إلى 37.5 مليار دولار بحلول 2030، من خلال 60 مبادرة في 13 قطاعًا.”

وأضاف: “الاستثمارات السعودية في بريطانيا بلغت نحو 21 مليار دولار منذ عام 2017، شملت مشاريع ضخمة مثل سيلفريدجز، مطار هيثرو، ونادي نيوكاسل. أما الاستثمارات البريطانية في المملكة فبلغت 7.1 مليار دولار خلال عامين، مع وجود أكثر من 165 مستثمرًا بريطانيًا نشطين في السوق السعودي.”

وأشار خياط إلى أن زيارة الوفد السعودي للمملكة المتحدة برئاسة معالي وزير الاستثمار تأتي لتأكيد التزام البلدين بتوسيع آفاق التعاون المشترك، مؤكدًا أن السياحة السعودية لبريطانيا تُعد جانبًا مهمًا يعكس الترابط الشعبي والاقتصادي بين البلدين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى