الثقافية

غريدلاينرز لـ “درة” إنطلاقنا من الرياض للأحتفاء بالمبدعين العرب

درة - أكابر الأحمدي  

تنطلق مسابقة غريدلاينرز العالميه يوم السبت في مدينه الرياض والتي تهدف إلى تطوير المشهد التصميمي العربي من خلال إلهام المصممين والوكالات المحلية وتمكينهم من منافسة نظرائهم على المستوى العالمي

كما تتضمن المسابقة حفلًا ختاميًا و جلسات نقاشية ومحاضرات يقدمها مصممون بارزون، بالإضافة إلى تكريم الفائزين كما سيتم الإعلان عن تفاصيل النسخة القادمة من المسابقة خلال الحفل

“دره “انفردت بحديث خاص مع ‎محمد سلواية المدير ومؤسس وكالة Mpire في السويد وعضو مؤسس في جمعية “غريدلاينرز”
للحديث عن المسابقه ودورها في تطوير قطاع التصميم داخل المجتمعات العربية وتعزيز حضوره وتأثيره في مختلف المجالات

رصد المشهد

وعن التجهيز والإعداد لهذا الحدث العالمي الكبير

قال “سلواية” في كل عام نبدأ التحضيرات لكل نسخة من غريدلاينرز مباشرة بعد انتهاء النسخة السابقة، حيث نقوم بمراجعة شاملة لما تحقق، وتقييم نقاط القوة والتحديات التي واجهناها، إلى جانب رصد تطلعات المصممين واحتياجات المشهد التصميمي المتجددة.

تطوير الصناعه

ويضيف “سلواية” “هدفنا الدائم هو التطوير المستمر، وتقديم نسخة أكثر تميزًا عامًا بعد عام. تبدأ مرحلة الإعداد باختيار البلد المضيف، ثم ننتقل إلى تحديد محاور الفعالية وعنوانها الرئيسي، بما يعكس التحولات الراهنة في مجال التصميم. بعد ذلك، نعمل على توسيع فئات الجائزة، بإضافة تخصصات جديدة تواكب تطور الصناعة، وتتيح فرصًا أوسع للمشاركة أمام مختلف فئات المصممين. تلي ذلك مرحلة التنسيق مع الجهات ذات العلاقة، بما في ذلك الشركات المتخصصة في تنظيم الفعاليات، من أجل ضمان التنفيذ المهني والتقني المتكامل لهذا الحدث، الذي بات يُعد من أهم المنصات العربية الداعمة للإبداع البصري.

أرشيف معرفي

واكد”سلواية” قائلا
” الجائزة أول منصة عربية متخصصة تحتفي بالابتكار والإبداع البصري العربي، وقد استطاعت أن تملأ فجوة طالما عانى منها هذا القطاع، من خلال خلق مجتمع تفاعلي يربط بين المصممين الأفراد، وشركات التصميم، والمؤسسات التعليمية. كما تفتح الجائزة آفاقًا للتعاون والعمل المشترك، وتدعم بناء شبكة علاقات مهنية فاعلة داخل المنطقة. وتكمن قيمة “غريدلاينرز” أيضًا في ما تقدمه من مادة توثيقية غنية من خلال الإحصائيات والأرقام التي ترصد تطورات حركة التصميم في العالم العربي، لتُسهم بذلك في بناء أرشيف معرفي بصري يعكس نبض الإبداع العربي وتحولاته المعاصرة.

تعزيز الهوية

وافاد “سلواية” بأنا
في “غريدلاينرز”، نؤمن بأهمية الوصول إلى المصمم العربي في كل بلد، ولهذا تحرص كل نسخة من الجائزة على أن تحمل طابعًا فريدًا يعكس هوية المدينة المضيفة ويسعدنا ويشرّفنا أن تكون الرياض هي المحطة لهذا العام، فهي عاصمة الأصالة والابتكار، وتشهد حاليًا نموًا ثقافيًا متسارعًا جعلها في مصاف العواصم العالمية من حيث استضافة الفعاليات الكبرى، والانفتاح على العالم، ومواكبة أحدث الاتجاهات في الفن والإبداع. اختيارنا للرياض يأتي أيضًا تقديرًا لاهتمامها المتزايد بـ تعزيز الهوية السعودية بصريًا وثقافيًا، وسعيها الحثيث نحو تشكيل هوية عربية معاصرة، تتفاعل مع العالم دون أن تفقد جذورها. وهذا ما يجعل الرياض بيئة مثالية لاحتضان حدث يحتفي بالإبداع العربي، ويدفعه نحو آفاق جديدة.

لغه وطنية

وأوضح “سلواية”اخترنا عنوان المسابقه “التصميم وصناعة الأثر” لإبراز القوة التحويلية للتصميم العربي، حين يتجاوز كونه مجرد ممارسة جمالية ليُصبح أداة تُحدث أثرًا حقيقيًا في الهوية، والمجتمع، والاقتصاد. نهدف من خلال هذا العنوان إلى تسليط الضوء على قدرة الفكرة التصميمية على التحوّل إلى حدث، وعلى كيف يمكن للهوية البصرية أن تتحوّل إلى لغة وطنية تعبّر عن الذات الجماعية، وكيف يستطيع المصمم العربي أن يصنع أثره الشخصي والمهني في الساحتين الإقليمية والعالمية.

صناعه أثر
ويتابع “سلواية” التصميم، كما نراه، ليس نشاطًا فنيًا بحتًا كما يُظن، بل هو رافد حيوي للاقتصاد، وله دور أساسي في دعم رواد الأعمال، والعلامات التجارية، والقطاعات الإبداعية كافة، من السينما والدراما، إلى الإعلان والتسويق. فالمصمم اليوم هو جزء فاعل من نسيج المجتمع، يتفاعل مع متغيراته، ويواكب احتياجات السوق، ويسهم في تطويره من خلال ما يقدمه من حلول بصرية مبتكرة. لهذا، نؤمن أن التصميم لم يعد فقط “يعكس” الواقع، بل هو اليوم يصنع الأثر فيه.

متطلبات العصر

وتحدث “سلواية” عن مميزات النسخة الرابعة
قائلا “أضفنا اختصاصات جديدة لم تكن مشمولة في الدورات السابقة، مثل الذكاء الاصطناعي، وتقنيات CGI، وذلك في إطار سعينا المستمر إلى مواكبة التطورات التقنية المتسارعة في مجالات التصميم والإبداع. فنحن لا نركز فقط على الجائزة بحد ذاتها، بل نضع نصب أعيننا تطوير المجال الفني والبصري العربي بما يتماشى مع متطلبات العصر. ومن أبرز محاور هذه الدورة أيضًا، فتح باب المشاركة للمشاريع الطلابية، بهدف تشجيع الجيل الجديد من المصممين، ودعمهم على خوض التجربة الاحترافية واكتساب الثقة والانخراط في الحراك الإبداعي. تواكب هذه النسخة التحولات التقنية بشكل كبير، إدراكًا منا أن التصميم مجال سريع التطور، يتطلب من المصمم البحث المستمر والتعلم المتواصل. كما نستضيف في هذه الدورة نخبة من المتحدثين والمشاريع الملهمة التي ستثري الحوار الإبداعي، وتفتح آفاقًا جديدة للتفكير والتفاعل. وهناك العديد من المفاجآت واللحظات المميزة التي تنتظر الحضور خلال الحفل، ما يجعل من هذه النسخة تجربة استثنائية بكل المقاييس.

ضيف الحفل
و عن أبرز الشخصيات الحاضرة

قال “سلواية” يسعدني في البداية أن أعبّر عن شكري وامتناني لكل مصمم عربي، ولكل جهة مشاركة، ولكل من رغب في الحضور ولم تسنح له الفرصة. لقد حرصنا على دعوة نخبة متنوعة من الشخصيات تمثّل مختلف أطياف مجال التصميم والإعلام، من أكاديميين ومؤثرين، إلى أصحاب وكالات إعلانية، وقنوات تلفزيونية، ومنظّمي فعاليات. من بين أبرز الحاضرين مؤسسو الجائزة، البروفيسور ريان العبدالله، والأستاذ وسيم قدورة، إلى جانب أعضاء لجنة التحكيم الموقّرين، مثل الأستاذة هديل السيد أحمد، التي تُعدّ من الأسماء البارزة والمؤثرة في الوطن العربي، والأستاذ عمر السرايا، المدير التنفيذي والمؤسس من جمهورية مصر العربية، والدكتورة سامية شقير، أستاذة الفنون الجميلة بجامعة دمشق وأحد المديرين الفنيين في قناة سبيستون، الدكتورة لمى الحركان من قسم التصميم بجامعة الملك سعود في المملكة العربية السعودية، والأستاذ أحمد العجمي من سلطنة عمان، والأستاذ أحمد عبد اللطيف من المملكة العربية السعودية. بالإضافة إلى ممثلين من هيئة فنون العمارة والتصميم وجمعية المصممين الجرافيكيين السعودية وجانب من المتخصصين الأكاديميين والممارسين وأصحاب الوكالات والشركات الرائدة في مجال التصميم.

مستوى احترافي

وقال “سلواية” ” في هذه النسخة من المسابقة، لدينا ما يقارب 25 فئة متنوعة تغطي مختلف مجالات التصميم والإبداع. تشمل هذه الفئات مجالات الهوية البصرية بأنواعها، وتصميم التغليف (Packaging Design)، إضافة إلى فئة الذكاء الاصطناعي في التصميم، وتصميم الأفلام والتصوير، فضلًا عن تصميم الكتب والملصقات. كما خصصنا فئات شرفية تهدف إلى تحفيز كل من المصممين والوكالات الإبداعية على التميّز، إلى جانب فئات خاصة بالطلاب لدعم المواهب الناشئة وتمكينها من إبراز إبداعاتها على مستوى احترافي.

إثراء المحتوى

وأضاف “سلواية” كما تتناول المسابقه العديد من الجلسات الحوارية بموضوعات متنوعة، من أبرزها: تصميم الهوية البصرية، أثر التصميم في العالم العربي، دور الذكاء الاصطناعي في مستقبل التصميم، العلاقة بين التصميم وريادة الأعمال، وغيرها من المحاور المتخصصة، والتي تم الإعلان عنها ضمن أجندة الفعالية، وتستهدف إثراء المحتوى المعرفي وتعزيز النقاش الإبداعي البنّاء بين المشاركين

كفاءات سعودية

كما كشف عن لجان التحكيم ودورهم في المسابق قال “سلواية”

“بلا شك، كانت إحدى أبرز ملامح هذه النسخة من المسابقة هو توسيع قاعدة المشاركين في لجنة التحكيم، لتضم نخبة متميزة من الخبرات العربية، وفي مقدّمتهم كفاءات سعودية مشهود لها بالتميّز على المستويين المحلي والدولي. حيث تضم اللجنة عددًا من الأسماء اللامعة مثل:
الأستاذة هديل السيد أحمد، إحدى أبرز الشخصيات في مجال التصميم البصري عربيًا
الأستاذ عمر السرايا من مصر، المدير التنفيذي والمؤسس
الأستاذ أحمد العجمي من سلطنة عمان، الرئيس التنفيذي لوكالة ثريابز البوتيكية/
الدكتورة سامية شقير من جامعة دمشق ومديرة فنية في قناة سبيستون
الدكتورة لمى الحركان من قسم التصميم بجامعة الملك سعود
الآستاذ أحمد عبداللطيف من وكالة جين السعودية
إضافة إلى مؤسسي الجائزة، البروفيسور ريان العبدالله والأستاذ وسيم قدورة انضمام هذه الكوكبة من المحكمين

نتائج إبداعية
وعن التحولات الكبيرة التي يشهده قطاع التصميم بكافه المجالات قال “سلواية”
قطاع التصميم يُعد من أكثر التخصصات ديناميكية وتطورًا، فهو بطبيعته مجال يتغذى على الابتكار المستمر ويواكب التحديثات التقنية والمنصات الرقمية المتجددة. لقد شهدنا في السنوات الأخيرة تحولات جذرية؛ فالسوق الذي كان يعتمد في السابق على الوسائل التقليدية، أصبح اليوم مرتبطًا بشكل مباشر بمنصات التواصل الاجتماعي، والإعلان المطبوع تطوّر ليصبح رقميًا، تفاعليًا، وناطقًا، أما الزبون البعيد فقد أصبح أكثر قربًا وفاعلية في التأثير والتقييم.

التفاعل الفوري

ويتابع “سلواية” قائلا “من أبرز التحولات كذلك، صعود الذكاء الاصطناعي كأداة فاعلة في يد المصممين ووكالات الإعلان، حيث قدّم تسهيلات تقنية مذهلة، وساعد على الوصول إلى نتائج إبداعية أولية بسرعة وكفاءة، بل وأثار تساؤلات حول حدود الحقيقة والخيال في العمل البصري. كما أسهم الذكاء الاصطناعي في تعريب وترجمة كمّ كبير من الكتب والمراجع العالمية، مما ساعد على نشر المعرفة وتيسير الوصول إلى مصادر الإلهام في العالم العربي، وبالتالي دعم الممارسة التصميمية المحلية بمرجعيات عالمية. إننا أمام عصر جديد من التصميم، يعتمد على التفاعل الفوري، والتحليل الذكي، والابتكار المتكامل، وهو ما يفرض على المصممين مواكبة هذه المتغيرات بسرعة ومرونة، دون التفريط في العمق الفكري والبصري للعمل الإبداعي.

معاير الفوز

وعن معايير اختيار الفائزين
ذكر “سلواية”
قائلا “يعتقد البعض أن معايير التحكيم في مجالات الفنون والتصميم تعتمد فقط على الجماليات، لكن في الحقيقة، عملية التحكيم أكثر تعقيدًا وعمقًا، خاصة في ظل هذا العدد الكبير من المشاركات وتنوع التخصصات. نحن نتعامل مع هذه المهمة بمسؤولية عالية ومهنية دقيقة، حيث تمر كل مشاركة بعدة مراحل من التقييم والنقاش بين أعضاء لجنة التحكيم، لضمان أن يُمنح كل مشروع حقّه الكامل في الدراسة والمراجعة. نحن نقوم بتقييم الأعمال من منظورين متكاملين: من وجهة نظر المتلقي، لفهم الأثر البصري والانطباع العام، ومن وجهة نظر المصمم، لفهم الفكرة والرسالة والتقنيات المستخدمة. وتستند عملية التحكيم إلى مجموعة من المعايير الأساسية، تشمل: الوظيفية ومدى تحقيق العمل لهدفه، الأصالة والابتكار، قوة الفكرة ووضوح الرسالة، جودة التنفيذ والعرض، الاهتمام بالتفاصيل كما نخصص هامشًا صغيرًا لتصويت الجمهور

تحديًا مستمرًا
وعن أبرز التحديات قال “سلواية” هي طبيعة الجائزة المتنقلة، حيث تنتقل في كل نسخة من مدينة إلى أخرى أو من بلد إلى آخر، ما يجعل عنصر الاستقرار أمرًا يصعب تحقيقه. هذا بدوره يفرض علينا تحديًا مستمرًا في البحث عن الدعم الحكومي، وتأمين التمويل اللازم، إلى جانب بناء شراكات استراتيجية تضمن استمرارية الفعالية وجودتها. كما نواجه صعوبة في الوصول إلى الجهات المناسبة التي تمتلك القدرة والرغبة على دعم الجائزة بما يتماشى مع طموحاتها وأهدافها.
ج
منصة مرموقة

ويلفت “سلواية” الي أن الفائز يحصل على شهادات تكريمية معنوية، ولا تُمنح جوائز نقدية في هذه المسابقة ونسعى في المستقبل إلى توسيع نطاق المنافسة من خلال جذب عدد أكبر من المشاركات من مختلف أنحاء العالم العربي، إلى جانب إضافة فئات جديدة تغطي مجالات أكثر تنوعًا في التصميم والإبداع. كما نعمل على رفع جودة المسابقة والحفل المصاحب لها عامًا بعد عام، سواء من حيث التنظيم، أو التجربة البصرية، أو مستوى التفاعل مع الجمهور والمشاركين، بهدف ترسيخ مكانة الجائزة كمنصة مرموقة للاحتفاء بالمبدعين العرب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى