تقرير | موجة كورونا الثالثة

تكبير الخط ؟
في ظل ارتفاع حالات الإصابة بفيروس كورونا المستجد، تتزايد المخاوف حول العالم من حدوث موجة ثالثة من الوباء، أو من تحور الفيروس نفسه إلى سلالات تستعصى على اللقاحات، مما دفع العديد من الدول إلى زيادة الإغلاق والتشديد على الإجراءات الاحترازية.
وطالب الأطباء والمختصون، الحكومات بالعودة الفورية للتدابير الصارمة لاحتواء الموجة الثالثة من كوفيد-19، مع تزايد الإصابات بشكل حاد في جميع أنحاء العالم بخاصة أوروبا، ففي إيطاليا تجاوز عدد الوفيات 100 ألف حالة، وفي فرنسا تخطت الوفيات الـ90 ألف وفاة، وتزايد عدد الإصابات في ألمانيا.
وبدأت المملكة مواجهة الموجة الثالثة من فيروس كورورنا مبكرًا، كما تعاملت مع الموجات السابقة قبل تفشيها، فلم تتهاون في متابعة التقيد بالتعليمات الاحترازية، في حال العودة التدريجية لطبيعة الحياة.
ومع التقيد بالإجراءات، سارعت المملكة في امتلاك جرعات من اللقاحات المضادة لكورونا بأعداد مناسبة للمواطنين والمقيمين على حد سواء، وتأكدت من سلامتها وأمنها وفعاليتها، حيث أن عدد جرعات لقاح فيروس كورونا التي تلقاها المواطنون والمقيمون في المملكة تجاوز ثلاثة ملايين وخمس مئة ألف جرعة حتى الآن، عبر أكثر من 500 مركز للقاح في جميع المناطق، وتواصل المملكة جهودها في حماية الإنسانية والتعامل بحكمة مع الأزمات.
ودعت وزارة الصحة الجميع إلى المحافظة على الإجراءات الاحترازية اللازمة والمعلن عنها من الجهات المختصة، كما حثت الجميع على المبادرة بالتسجيل في تطبيق (صحتي) للحصول على لقاح (كورونا)؛ حفاظًا على صحة أفراد المجتمع وسلامتهم والعودة للحياة الطبيعية.
من جانبها، فرضت الحكومة الباكستانية مؤخرًا، قيوداً جديدة على الأسواق؛ للحدّ من الانتشار السريع الذي تشهده البلاد في الإصابات اليومية بفيروس كورونا، شملت الإغلاق الكامل للأسواق والمراكز التجارية يومين في الأسبوع، والإغلاق المبكر بحلول المساء في باقي الأيام، مع ضمان احترام تعليمات الصحة خلال الأيام التي يُسمح فيها بمزاولة الأعمال والأنشطة، نظراً لتفشي السلالة الجديدة لفيروس كورونا بسرعة فائقة.
وفي مصر، أكدت الدكتور هالة زايد، وزيرة الصحة، أنه من خلال الدروس المستفادة من الموجة الأولى، والتي أظهرت ارتفاع حالات الإصابات في شهر أبريل عام 2020، فإن التوقعات تشير إلى أنه من الممكن أن يشهد شهر أبريل المقبل زيادة كبيرة في عدد الإصابات، حيث إن الذروة تكون في الأسبوع السابع من كل موجة.
وكانت 20 دولة في الاتحاد الأوروبي، قد أعلنت ارتفاع معدل الإصابات بفيروس كورونا المستجد، فيما قالت 15 دولة إن حالات الدخول إلى المستشفى أو العناية المركزة قد زادت، وفقا للمركز الأوروبي للوقاية من الأمراض ومكافحتها.
وما يزيد مخاوف الأوروبيين، هو أنه في الوقت الذي لا يزال فيه معدل عمليات التطعيم باللقاحات المضادة للفيروس في أوروبا منخفضة، فإن سلالات متحورة جديدة قد تظهر من الفيروس، تستعصى على اللقاحات.
ففي ألمانيا، قالت المستشارة أنغيلا ميركل، إن البلاد تواجه “زيادة هائلة” في الحالات، مشيرة إلى أنه سيتم استخدام “مكابح الطوارئ”، وإعادة فرض القيود في المناطق التي يزيد فيها عدد الحالات الأسبوعية الجديدة عن 100 حالة لكل 100 ألف شخص.
كما تدرس إيطاليا أيضا اللقاح الروسي، بعد أن أصبحت الدولة الثالثة في أوروبا التي تجاوزت 100 ألف حالة وفاة الأسبوع الماضي.
وفي فرنسا، دخلت قيود جديدة حيز التنفيذ اعتبارا من منتصف الليل، وستظل سارية لمدة 4 أسابيع على الأقل، حيث قال رئيس الوزراء جان كاستكس إن البلاد تواجه “موجة ثالثة” من الوباء. وتم فرض إغلاق جزئي على باريس، وأجزاء من شمال البلاد.
أما في بولندا، حيث وصل عدد من يستخدمون أجهزة التنفس الاصطناعي إلى أعلى معدلاته منذ بداية الوباء، فستغلق معظم الشركات والأماكن العامة اعتبارا من السبت، لمدة ثلاثة أسابيع.
كما مددت هنغاريا إغلاقها لمدة أسبوع آخر. وفي البوسنة، التي لم تبدأ بعد في حملة التطعيم، بدأ الإغلاق في العاصمة يوم الجمعة.
من جهته، حذر رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون من أن آثار تفشي موجة ثالثة من فيروس كورونا في أوروبا ستصل إلى الشواطئ البريطانية، وأنه يتعين على المملكة المتحدة أن تكون “على يقين” بأننا “سنشعر بآثار” تزايد أعداد حالات الإصابة بفيروس كورونا في القارة الأوروبية.
ومن المقرر أن يعقد قادة الاتحاد الأوروبي اجتماعاً افتراضياً اليوم الخميس لبحث خططهم بشأن تطورات فيروس كورونا ومواجهةالموجة الثالثة من الوباء.
كما تخيم خطة المفوضية الأوروبية المثيرة للجدل لتقييد صادرات اللقاحات في محاولة لتحسين أمن الإمداد للمواطنين الأوروبيين على أعمال القمة وسط جدل حاد بين الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة، ويتجه الاتحاد الأوروبي إلى إخضاع أي صادرات للقاح لمعايير جديدة تتعلق بوضعية الدولة التي طلبت اللقاحات بالدرجة الأولى.
وأكد مسؤولون ألمان أن رئيس الوزراء البريطاني تحدث مع المستشارة أنغيلا ميركل يوم الأحد- كما تحدث أيضاً مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون- حول المشكلة الراهنة، التي من شأنها أن تؤثر على الصادرات الخاصة بلقاح أوكسفورد- استرازينيكا المصنع في أوروبا.
الصحة العالمية تحذر
أطلقت منظمة الصحة العالمية تحذيرات شديدة الخطورة من موجات قد يتعرض لها العالم من وباء كورونا، وأكدت أن العالم أمام موجتين، ثالثة ورابعة، في حال عدم إلزام حكومات العالم، الشعوب باتخاذ كافة الإجراءات الاحترازية لمواجهة وباء كورونا الجديد، مطالبة الحكومات بعدم تخفيف جهود مكافحة فيروس كورونا المستجد.
إجراءات تحتوي الأزمة
يمكن أن نتغلب على موجة ثالثة من فيروس كورونا بإجراءات بسيطة، وهي الالتزام بارتداء الكمامة والحفاظ على التباعد الاجتماعي، وغسل اليدين، وعدم التواجد في أماكن مزدحمة، والنزول من المنزل للضرورة فقط، كل هذا يقلل حدة الموجة الثالثة تماما.
كما أن انعدام الإجراءات الاحترازية في كل مكان يسهل عملية نشر الفيروس بين الناس، ورجوع التزاحم في وسائل المواصلات والمحال التجارية وغيرها، كل العوامل المحيطة تؤدي إلى زيادة خطورة الفيروس، ودخولنا على موجة ثالثة أشد خطورة، في الشهر المقبل، فيجب على الجميع المبادرة للتطعيم وأخذ اللقاح للتحصن واكتساب المناعة والقضاء على الوباء.