سياسة

الفرج مصدر الصواريخ التي هاجمت ” ارامكو ” السعودية شمال شرق العراق

درة - وكالات  

أكد رئيس مركز الكويت للدراسات الإستراتيجية سامي الفرج أن الهجوم على شركة «أرامكو» السعودية انطلق من شمال شرق العراق، مشيرا إلى أن الظروف الحالية تشدد على الحاجة إلى إحياء هذا الدور الدفاعي لأعضاء مجلس التعاون الخليجي.

وقال الفرج في تصريح صحافي: ‏لقد توصلنا عبر تحليل المعلومات التي وصلتنا تباعا على مدى أيام من مصادر مركز الكويت للدراسات الاستراتيجية إلى قناعة بأن الهجوم الذي تعرضت له السعودية الشقيقة انطلق من شرق العراق، أما باقي التفاصيل فإنها سلمت للجهات المعنية وعلى استعداد لتسليمها للأشقاء المعنيين.

وأضاف خلال تصريحه الذي أكد أنه يقوم به بدور الناصح وليس الناقد على اعتبار أن الظروف الحالية تتطلب منا التضامن مع السعودية الشقيقة، أنه يجب ترك النقد البناء إلى المستقبل عندما نجلس في البيت الخليجي معا لنتدارس قضايا الحرب والسلام بهدوء أكثر.

وتابع: ‏الوقت الحالي يتطلب وقفة واحدة من كل الأشقاء أعضاء مجلس التعاون الخليجي تطبيقا لمعاهدة الدفاع المشترك من أن الاعتداء على الفرد يعتبر اعتداء على الكل، وهذا أقل ما تقوم به دول المجلس تجاه السعودية حتى لا يتبين للمعتدي وللعالم أن السعودية تواجه العدوان منفردة.

وزاد: ‏لقد أعلن الناطق العسكري باسم التحالف أن السعودية تعرضت لهجوم من 18 صاروخا جوالا cruise missile و7 طائرات مسيرة drones وفي رأيي أنه كان حريا به الإفصاح عن مصدر الهجوم من أجل ترتيب المسؤولية الدولية على كاهل الدولة منطلق الهجوم ولو لم تكن مسيطرة تماما على كامل إقليمها كالعراق.

وشدد الفرج على أن ‏هذا الإجراء ضروري لحشد قدرات التحالف الدولي وتوجيهها باتجاه المعتدي، وهي كما هو واضح مجموعات محددة لنا من مجموعات الحشد الشعبي التي تقدر بالعشرات ولكنها لا تتمتع كلها بثقة الإيرانيين في الحصول على وتركيب واستخدام هذه الوسائل العسكرية التي تحدث عنها الناطق الرسمي السعودي، مضيفا: ‏المتوقع الآن أنه كلما ضيق الأميركان الحصار على الإيرانيين ردوا بالاعتداء على السعودية، والدور قادم على الإمارات ودورنا لم يحن بعد (ولو أن الصواريخ والطائرات المسيرة حلقت فوق رؤوسنا) لكنه قادم للأسف لأننا التزمنا منذ 4 سنوات بالدفاع عن السعودية ضد الصواريخ الموجهة إليها.

‏وإذا كان ذلك كذلك فلا أظن في رأيي المتواضع أن إيران سوف تتوقف عن القيام باعتداء أو أكثر على السعودية وباقي أعضاء مجلس التعاون في القادم من الأيام إلا إذا قمنا بإعادة بناء الكتلة الجماعية الرادعة collective deterrent power لنا مع حلفائنا الحاليين وغيرهم في الشرق الأوسط..!

وتابع: وإلى أن يتم ذلك فإن ما تقوم به السعودية في «ضبط النفس» ليس الإجراء المفضل لدينا، بل بالعكس فإنه بمجرد توثيق منطلق الاعتداء فإن للسعودية – تطبيقا لحق الدفاع الشرعي في المادة (51) من ميثاق الأمم المتحدة – أن تقوم بكل الإجراءات العقابية ضد المجموعات التي قامت بالهجوم عليها، منطلقة من الأراضي العراقية. ولا يمكن من منظور القانون الدولي الطعن بأن هذا يمثل اعتداء على العراق لأن مسؤولية الدولة عما ينطلق من أراضيها من خطر أيا كان وبأي قدر هي مسألة ثابتة في القانون الدولي كما أسستها قضية The Trail Smelter وقضية Australia v. France…!

وختم الفرج بالقول: الخلاصة أنه يجب أن يواجه الاعتداء على السعودية والذي تم بطريقة مختلفة من حيث المدى والمعنى بأسلوب استراتيجي ولو أن هذا يتطلب البدء به على المستوى التكتيكي في القيام بإجراء عقابي ضد مصدر الهجوم، وأن هذا الإجراء يجب أن يحظى بتأييد كل أعضاء مجلس التعاون الخليجي.

وتابع: وفي ظني أنه لا يمكننا التنصل من هذا الدور الدفاعي (وليس الهجومي) بل أؤكد الحاجة إلى إحياء هذا الدور الدفاعي لأعضاء مجلس التعاون الخليجي في هذا الفصل الذي نشهده اليوم من العدوان الصارخ على السعودية، ومن المشاهد فإنه حتى وسائل الإعلام العالمية تطبل من غير أن تقصد للأسلوب الذي تم به الهجوم على السعودية من حيث انه لم يترك بصمة من الممكن الاستدلال بها إلى منطلق العدوان. أما بالنسبة للولايات المتحدة فالظاهر أن الارتباط بها أصبح مدعاة للقلق فطريقة الرد الإيرانية على الضغط الأميركي المتزايد على إيران هي مهاجمة السعودية وباقي أعضاء مجلس التعاون!

وقال الفرج: وإذا ظهر أن تصريحات الرئيس الأميركي الحالية ليست بخداع استراتيجي وإنما هي حقيقية فالخشية من أنه حتى القيام بضربة انتقامية أميركية في مكان وزمان مختار قد تتحول إلى حرب شاملة كما يهدد الإيرانيون، فإن هذا سيقلب المعادلة الأمنية الخليجية الحالية رأسا على عقب بحيث يصبح الارتباط بالولايات المتحدة ليس مدعاة للشعور بالأمن بل الإحساس بغياب الأمن!! وهذا بالضبط ما تطبل له إيران منذ مدة من أن الارتباط بها هي فقط هو الذي سوف يحقق لنا الأمن في إقليم الشرق الأوسط.. وعلى هذا الأساس يجب أن ننظر إلى الاعتداء الأخير على السعودية في هذا السياق الأشمل.

وأضاف: ‏بل إنه إذا كان صانع القرار الأميركي لا يدرك ذلك فتلك مصيبة، ولكن إذا كان يدرك ذلك وأنه في طور تغيير رهانه الاستراتيجي في المنطقة كما يقول منظرو نظرية المؤامرة فإن المصيبة سوف تكون أعظم، ومن ثم فإن هذا يدفعنا الآن إلى إعادة تقدير موقفنا الاستراتيجي في الشرق الأوسط ككل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى